الساعات… صيحة الشباب

تهافت من أجل اقتنائها ودرب غلف والبازارات الوجهة المفضلة لزبنائها رغم الأزمة المالية التي تضرب عددا من القطاعات، يصر الشباب المغربي على التباهي بالساعات الرفيعة وباهظة الثمن، المرصعة أحيانا بالماس، التي باتت تغزو الأسواق العالمية، على غرار التباهي بالسيارات الفارهة. وتنشط تجارة بيع الساعات الرفيعة بأحياء المعاريف، والفضاءات التجارية الكبيرة بالعاصمة الاقتصادية، ودرب غلف، بالنسبة إلى الباحثين عن “الهوتة”، رغم أن العملية هنا لا تخلو من مخاطرة، بسبب عملية التقليد المتقنة، التي يسقط ضحيتها معظم زبناء هذه السوق غير المنظمة. تقبل فئة من المغاربة على اقتناء هذا النوع من “الأكسسوارات” بعلامات وألوان مختلفة، تواكب من خلالها الموضة التي تعرفها السوق الخاصة بصناعة الساعات في العالم، وتظل فئة الشباب الأكثر إقبالا على هذا النوع من البضاعة، الذي شهد رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة. وبينما يقبل عدد كبير من المغاربة على اقتناء هذه الساعات من خارج الوطن، يفضل آخرون التعامل مع باعة يستوردون هذا النوع من الساعات، خصوصا العتيقة منها، لترويجها بأسواق بسيطة، ويتم تأدية أثمانها نقدا، وفي بعض الأحيان بالعملة الصعبة، خصوصا الدولار والأورو. وباتت الساعات اليدوية الثمينة، “أكسسوارا” ضروريا في موضة اليوم بين الشباب، الذي ما فتئوا يتباهون بها لدرجة ربطها بوسيلة النقل التي يستعملونها بشكل يومي، إذ لا يمكنهم مثلا قيادة سيارة، دون وضع الساعة التي تواكبها، وتوازي قيمتها المالية في بعض الأحيان. يقول عزيز، صاحب محل صغير لبيع الساعات الثمينة بدرب غلف، إن الإقبال على اقتناء الساعات الثمينة بالمغرب، يشهد نشاطا كبيرا في السنوات الأخيرة، خصوصا مع الجيل الجديد من الشباب، الذي يهتم بالقيمة المالية للبضاعة، أكثر من اهتمامه ب”الماركة” التي ستزين معصمه. وكشف عزيز في حديث ل”الصباح”، أنه غالبا ما يتعامل مع زبناء من الفئات الميسورة، لذلك يصر على تقديم بضاعته في أحلى الصور: “هناك من يهتم بالصندوق الذي توضع فيه الساعة، والمنديل الذي يستعمل في إزاحة الغبار عنها، ولا يهمه كم يدفع”، مبرزا أن بيع ساعة أو ثلاث في الشهر، يكفيه لتدبير أموره لمدة طويلة، بسبب هامش الربح الكبير الذي يجنيه من العملية، وتابع” زبون مداوم أو زبونين، أفضل من عشرة زبائن يملؤون المتجر دون جدوى”. ويضيف عزيز، أن جودة الساعات التي يبيعها لزبنائه، تجعلهم مخلصين لمحله، وهذا ما يزود مدخوله، ويجعله في منأى عن أزمة تصيب بعض المواد المستهلكة محليا، وواصل “روليكس أو هيبلو أو شانيل بالنسبة إلى النساء، ماركات عالمية لا يمكن أن تخطئ الزبون فيها، لأن عشاق هذه الأنواع من الساعات “عشاق وليس غلاق”، كما يطلقون عليهم في السوق، وهناك يكمن الفارق”. كما تشكل البازارات المنتشرة في المدن العتيقة، الوجهة المفضلة لعشاق الساعات الفارهة، بحكم تعامل أصحاب المحلات بها، مع أسواق خارجية، غالبا ما تكون من الشرق، لذلك تجد بها الساعات المرصعة بالأحجار الكريمة والماس، وما شابه ذلك من معادن نفيسة. ويحدد إبراهيم، تاجر بسوق “الأحباس”، أثمان الساعات التي يقتنيها من أسواق خليجية، بين 600 أورو و10 آلاف أورو أو أكثر في بعض الأحيان، وقال “زبنائي من طينة رجال الأعمال، وأشخاص محترمين ومتقدمين في السن”. وتظل الساعات الفارهة، موضة جديدة اجتاحت السوق المغربية، تتحكم فيها عملية العرض والطلب، بعيدا عن المراقبة الصارمة، ما يعرضها إلى مزايدات تتحكم فيها رغبة الزبون، وقدرة البائع على ترويج بضاعته بأحسن كيفية ممكنة. نورالدين الكرف

الساعات… صيحة الشباب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ميكا مول"... ملاذ الباحثين عن آخر الصيحات

المغاربة والموضة... الهوس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات