تكفين امرأة حية… قصة أغرب من الخيال

دخلت في غيبوبة وممرضة اشتغلت 22 سنة أمرت بدفنها والأمن يحقق في الموضوع إنجاز: سليمان الزياني (سطات) جاءت واقعة تغسيل وتكفين امرأة حية ببرشيد، ومحاولة دفنها لتعري واقعا ظل مسكوتا عنه لسنوات، سيما الجهة المخصص لها منح شهادة وفاة ودفن الميت، وكفاءة المكلفين بمعاينة الوفاة، وبعيدا عما تعج به صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من حوادث قد يصدقها المرء أو يكذبها عن الموتى الأحياء، شهدت برشيد خبر وفاة امرأة وتغسيلها قبل أن يتبين للمعزين انها حية ترزق، ليتم نقلها الى المستشفى، بينما قرر وكيل الملك فتح تحقيق قضائي في الموضوع. «ألو... المسكينة مازالت بالمستشفى بالإنعاش بسطات، يرافقها أخوها، وأولادي في الطريق إليها»، بهذه العبارات وغيرها رد زوج المرأة على مكالمة هاتفية بعدما رن هاتفه المحمول خلال حديثه إلى «الصباح» وعدد من مسؤولي المجلس البلدي بالمدينة . حاول الرجل بعبارات الحسرة والأسى الإجابة عن استفسارات الجهة المتصلة، وتبين من خلال الحديث إليها أنها «الحاجة» ربطت الاتصال به لتطمئن عن الحالة الصحية لزوجته وأم أبنائه الأربعة، وما خلفته واقعة تغسيلها وتكفينها قبل أن يتبين لفقيه الدوار بجماعة لحساسنة خلال «الصلاة على جنازة امرأة» أن الكفن يتحرك، ما جعله يكشف عن وجهها، ويكتشف أنها مازالت على قيد الحياة، ويجري نقلها الى المستشفى. بداية الحادث يتحدث زوج المرأة بنبرة حزينة، وببراءة رجل يتحدر من البادية المغربية ويقطن بالمدينة، لم يحاول إخفاء معطيات، لكنه التمس عدم التقاط صور له أو نشر صور زوجته التي اقترن بها عن سنة الله ورسوله لمدة تدنو من خمسين سنة، رزقا بأربعة أبناء أصغرهم يبلغ من العمر ثماني عشرة سنة، وأكبرهم متزوج وله أبناء.تعرضت الزوجة إلى أزمة صحية الجمعة الماضي، ما استدعى نقلها إلى مصحة خاصة بالبيضاء ليلا، تلقت بها العلاج إلى حدود صباح السبت الماضي، ما دفع الطبيب المعالج إلى تخيير الأسرة بين ترك المرأة بالمصحة أو نقلها الى المنزل، بعدما تدهورت حالتها الصحية، واشترط سيارة إسعاف مجهزة بالأوكسجين، وقررت الأسرة نقل الأم إلى المنزل الكائن بتجزئة الهدى ببرشيد، خصوصا بعد استمرار غيبوبتها. على مسار ثلاثين كيلومترا بين البيضاء وعاصمة أولاد حريز لم تحرك المرأة ساكنا، ولم يبح الزوج بأسئلة كثيرة طرحها على طول مسافة الرحلة، بعدما ظن أن رفيقة دربه غادرت الحياة، واعتبر أن مدها بالأوكسجين بسيارة الإسعاف يبقى تنفسا اصطناعيا، وظلت مجموعة من علامات الاستفهام تراوده دون أن يبوح بها لأحد إلى أن وصل إلى منزله بالطابق السفلي بزنقة النخيل، ووجد عددا من أفراد العائلة والأقارب والجيران في انتظاره رغبة منهم في الاطمئنان على الحالة الصحية لزوجته التي جرى نقلها في حالة صحية «حرجة» الجمعة الماضي وعادت إلى المنزل في اليوم الموالي على متن سيارة إسعاف مجهزة. زوجة بين الحياة والموت لم يستطع الزوج مواصلة الحديث إلى «الصباح» بعدما ظل هاتفه المحمول يرن، وإجاباته تتراوح بين مصير مجهول لزوجته وهي تتلقى العلاج بقسم العناية المركزة بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، وبين حرقة ساعات من البحث عن طبيب مختص لفحص امرأة ظن الجميع أنها فارقت الحياة.وبصعوبة كبيرة حاول إيجاد جزء من زمنه ليروي تفاصيل أكثر عن واقعة اهتز لها الرأي العام، وجعلت الكثير من المواطنين يطرحون علامات استفهام، إذ سرد تفاصيل وصفها ب «المريرة» عن بحث دام لساعات عن طبيب مصلحة حفظ الصحة لتأكيد خبر الوفاة من عدمه، وانتظر مدة من الوقت، وأشعره بعض «الناس» أن الطبيبة غير موجودة بالمدينة، والطبيب الآخر يرافق فريقا لكرة القدم، وازدادت حيرته بينما تحدث الجيران والأهل عن واقع الجهة المختصة بإعلان الوفاة ومنح شهادة الدفن، وظل المواطنون يتحدثون عن مجموعة من الحالات، قبل أن تظهر امرأة، يعرفها أغلب الحاضرين أنها ممرضة بمصلحة حفظ الصحة، وزاولت مهنتها لعقدين من الزمن، وترجلت من سيارة الإسعاف وولجت باب المنزل نحو سرير حيث ترقد المرأة موضوع الفحص. معاينة وإجراءات دخلت الممرضة بسرعة إلى البيت، وطلبت من الحاضرين مغادرته رغبة منها في فحص المرأة بعيدا عنهم، إيمانا منها بالحفاظ على السر المهني، وتفاديا لمشاكل ربما اعترضتها خلال مسارها المهني لأزيد من عشرين سنة.قامت الممرضة بالإجراءات، وطلبت من الزوج مدها بالملف الطبي لزوجته وبطاقة تعريفها الوطنية، وقامت بمجموعة من المعاينات بالعين المجردة، وربما ربطت الاتصال بالطبيب وطرحت عليه مجموعة من العلامات، لتعلن في الأخير عن وفاة المرأة، وقدمت التعازي لأهلها، وطلبت من سائق سيارة الإسعاف نقلها الى المقبرة في انتظار منح أهلها شهادة الوفاة بعد قدوم الطبيب. بكاء ورثاء وعزاء بعد إعلان الممرضة نبأ وفاة المرأة، تحول البيت إلى مأتم، وسارع الجيران إلى تقديم التعازي لزوجها وأبنائها، في حين قام آخرون بإجراءات البحث عن خيمة لنصبها بساحة أمام منزل الأسرة المكلومة، ولم يدم الوقت طويلا حتى سارع سكان حي الهدى إلى دق أبواب الجيران لإخبارهم بوفاة المرأة، بالإضافة إلى جمع مساهمات في إطار التكافل الاجتماعي بين العائلات وإعداد الطعام للمعزين..حاول الزوج التسريع بتغسيل رفيقة العمر، رغبة منه في الصلاة عليها بالمسجد القريب من محل السكنى بحي الهدى بعد انتهاء صلاة عصر السبت الماضي، قبل نقلها على متن سيارة الإسعاف إلى مقبرة توجد بمسقط رأس الزوجين بمنطقة لمزامزة بجماعة لحساسنة، والبعيدة عن برشيد بكيلومترات قليلة، لكن عملية التغسيل والكفن استغرقت ساعات أكثر مما كان يتوقعه الزوج، اضطر معه الجميع التوجه إلى المقبرة مباشرة، والقيام بصلاة الجنازة داخلها. فقيه الدوار...طبيب مع وقف التنفيذ خرج المعزون من الأهل والجيران مع الجنازة متوجهين بها نحو منطقة لمزامزة، بينما فضل القليل منهم نصب خيمة العزاء بساحة الحي، والقيام بالاجراءات اللوجستيكية، وسارت سيارة الإسعاف كيلومترات، وبعد وصولها إلى المقبرة، أقام فقيه الدوار صلاة الجنازة، بعدما تأكد من الانتهاء من عملية حفر القبر، لكنه مباشرة بعد الانتهاء أخبر المصلين وباقي المعزين أنه شك في وفاة المرأة، خصوصا بعدما لاحظ أن كفن المرأة يتحرك من جهة الصدر، ليقرر الجميع فك الكفن عن وجهها وتبين لهم أنها تتنفس، ما دفع سائق سيارة الإسعاف إلى التوجه بها مسرعا إلى المستشفى الإقليمي الرازي، وقدمت لها الاسعافات الأولية، قبل نقلها الى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات حيث مازالت الى حدود صباح أمس(الاثنين) تخضع للعلاج، وتحركت الهواتف لتزف الخبر، وتحول الحزن إلى فرحة، بينما قرر سكان الحي توزيع الطعام الذين أعدوه على عدد من المنازل. الشرطة تحقق عجلت الواقعة بفتح تحقيق قضائي أمر به محمد شعيب، وكيل الملك بابتدائية برشيد، وأسند المهمة الى عناصر الشرطة القضائية بأمن المدينة، إذ استهلت بحثها بالاستماع إلى زوج المرأة، قبل أن تستدعي سائق سيارة الإسعاف والممرضة التي عاينت الوفاة، والطبيب الرئيسي بمصلحة حفظ الصحة، واستمعت إليهم، قبل إخلاء سبيلهم في الساعات الأولى من صباح أول أمس (الأحد)، بينما حاولت جهات طمس القضية بدافع إنساني. الطبيب يوضح أكد الدكتور عبدالوهاب جباري، رئيس مصلحة حفظ الصحة ببرشيد في اتصال هاتفي مع «الصباح»، أن عملية معاينة الوفيات ببرشيد وعدد من المدن المغربية تجرى ب «طريقة بدائية، بإجراء معاينات على الأشخاص موضوع الفحوصات الطبية من خلال المعاينة»، مضيفا أن «جميع القوانين الصادرة منذ 1910 إلى آخر قانون تحدد الأشخاص المخول لهم معاينة الوفيات، وهم الأطباء والممرضون أو الأعوان على أن يتحمل كل شخص مسؤوليته في تبعات المعاينة»، قبل أن يؤكد أن «الممرضة التي قامت بمعاينة المرأة، زاولت المهنة منذ 22 سنة، ولها تجربة وكفاءة، وقامت بالمتعين خلال عملية فحصها للمرأة، لكن هناك وجود حالات تكون في غيبوبة لأسباب عديدة، لن يكون بالإمكان التعرف عليها إلا بطرق حديثة». حيرة وأسئلة مواطنين خبرة وكفاءة الممرضة التي اشتغلت لسنوات طويلة ببرشيد، جعلتاها تعاين عددا مهما من وفيات المدينة، وكانت ثقة السكان بها كبيرة، لكن واقعة حي الهدى، جعلت عددا من المواطنين، التقتهم «الصباح» يطرحون مجموعة من الأسئلة وعلامات الاستفهام عن مدى صحة وفاة آباء وأجداد بعضهم، خصوصا الذين عاينتهم الممرضة موضوع مساءلة عناصر الشرطة.

تكفين امرأة حية… قصة أغرب من الخيال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متابعة مدير وكالة بنكية بثكنة عسكرية

إدانة هاتك عرض قاصر بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات