مركب الأمل… بدون تنس

نقل جائزة الحسن الثاني إلى مراكش نزع عنه الروح و"كازا تنشيط" تعد بالأفضليعيش مركب الأمل للتنس بالبيضاء، وضعا استثنائيا خلال 2016 بعد أن تم نقل جائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس ، التي كانت تجرى على ملاعبه إلى النادي الملكي.فمنذ افتتاحه في 1989، كانت هذه الجائزة هي أوكسجين المركب بالنظر إلى الإشعاع الذي عرفه من خلال احتضانها والأسماء العالمية التي لعبت التنس على أرضه مثل يونس العيناوي وهشام أرازي ويونس العلمي وفافرينكا ومونفيس، والكثير ممن كانت انطلاقتهم الحقيقية إلى "توب 10" العالمي من على أرضيته. مركب بلا روح الآن تغيرت الكثير من الأمور، فمنذ قرار الجامعة الملكية المغربية للتنس بنقل جائزة الحسن الثاني الكبرى إلى مراكش بعد أن تعثرت كافة المفاوضات بين الجامعة وشركة التنمية المحلية التابعة لمجلس البيضاء "البيضاء تنشيط"، ليتحول المركب إلى ملعب دون روح بعد أن سحب منها نشاطها الأساسي والجائزة التي منحته إشعاعه العالمي على مدار سنين طويلة.فقبل سنتين من الآن انكب المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية للتنس على تهييء اتفاقية شراكة لتقديمها إلى مجلس مدينة البيضاء للاستفادة من مركب الأمل، من أجل الاستفادة منه على مدار السنة وليس فقط خلال فعاليات جائزة الحسن الثاني للتنس، بناء على دفتر تحملات بين الجانبين.لكن الاتفاقية توقفت قبل أن تبدأ، إذ بعد فترة قصيرة من التفاوض واللقاءات، ستدخل "البيضاء تنشيط" على الخط، باعتبارها المدبر الأوحد لملف المركبات والملاعب الرياضية بالبيضاء. هجرة الجائزةخلال نسخة 2013، بدأت ملامح فكرة ترحيل الجائزة إلى مراكش تظهر في الأفق بعد أن تدخل مراقبو الاتحاد الدولي للتنس وجمعية اللاعبين الدولية، من خلال تقارير سوداء على المركب خصوصا بعد سلسلة من انقطاعات الكهرباء وتوقف صبيب الأنترنت، ما شكل فعليا تهديدا حقيقيا للجامعة بالنظر إلى أن جائزة الحسن الثاني، التي انطلقت في 1986، تعتبر الوحيدة في القارة الإفريقية ضمن الدوري الدولي لرابطة محترفي التنس.ومباشرة بعد توالي المشاكل، خرج فيصل العرايشي، رئيس الجامعة، والذي لم يسبق أن تدخل في هذا الموضوع، بتصريح ناري خلال جمع عام الجامعة بالرباط قال فيه «لقد تعبنا من كثرة المصاريف، وسيكون علينا التفكير جديا في نقل الجائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس إلى مدينة أخرى».من جهته، تدخل محمد الجواهري، مدير عام «البيضاء تنشيط»، مؤكدا ل «الصباح الرياضي»، أنه واع بالمشكل الذي يعانيه مركب الأمل من إهمال، وأن الهدف من تأسيس هذه الشركة هو إعادة الاعتبار لهذه المعلمة الرياضية الشاهدة على تاريخ التنس المغربي.تصريحات الجواهري، ذهبت أدراج الرياح، إذ لم تعقد بعدها أي اجتماعات بين الجانبين ليتقرر نقل الجائزة إلى مراكش. الأنترنت والإنارة سببا المشاكلتعول جمعية لاعبي التنس على مداخيل الرهانات على الأنترنت لذلك فتوقف تدفق الصبيب ليوم واحد، يعني خسارة بآلاف الدولارات على الشركة المتعاقد معها، ما يجعل الجمعية في وضعية المهاجم، وهو ما حدث خلال النسخة قبل السابقة والتي فجرت خلافا كبيرا بينها وبين الجامعة الملكية المغربية للتنس، أدى في النهاية إلى تأكيد البعض أن الجائزة ستغادر المغرب لا محالة إلى الدولة التي تمارس ضغوطا كبيرة من أجل الاستفادة منها، جنوب إفريقيا.المشكل الثاني الذي عصف بالعلاقة المتينة التي تجمع بين الجمعية والجامعة، هو الإنارة إذ في ظل الضعف الذي يعانيه المركب بسبب الانقطاعات المتكررة، كادت المباريات تتوقف في الكثير من المرات. لا جديد في الأفقزيارة إلى ملاعب مركب الأمل للتنس تعطي الانطباع أن الجميع رضي بقرار نقل الجائزة الكبرى إذ مازال الوضع على ما هو باستثناء بعض الرتوشات التي يتم القيام بها للحفاظ على بعض من «كرامة» هذه البناية التي شهدت أروع صفحات تاريخ التنس المغربي.والحديث الذي يتداوله أغلب محبي التنس الآن هو أن لعنة تطارد هذا المركب، بداية من المشاكل التي ارتبط بها والدعاوى القضائية المرفوعة ضد مجلس المدينة من قبل المقاول الذي تكلف بالبناء، والمشاكل التي أثيرت مع صاحب محل الأمتعة الرياضية الموجود في مدخل المركب، وصولا إلى قرار الجامعة بنقل الجائزة التي شكلت تاريخه.«الصباح الرياضي» وقف على مدى اللامبالاة التي يتم بها التعامل مع ملف مركب الأمل من خلال عدم الاهتمام بصيانة أغلب مرافقه وملاعبه.وكان هذا الأمر من بين المواضيع التي ناقشتها جامعة التنس خلال مفاوضات الاتفاقية التي لم تر النور يوما، إذ اقترحت أن يتم تسليم المركب بدفتر تحملات إلى الجامعة من أجل أن يتحول مقامها به من مجرد إدارة فقط إلى ممارسة مع برمجة دوريات على طول السنة عوض الجائزة الكبرة لوحدها. كل الأحلام تبخرت الآن وسيعيش المركب «عطالة» خلال 2016، باستثناء بعض السهرات الفنية التي ترغب شركة «البيضاء تنشيط» في برمجتها فوق أرضيته. "البيضاء تنشيط" تعد بالأحسنقال محمد الجواهري، مدير «البيضاء تنشيط» إن الهدف خلال السنة الجارية هو إعادة الروح إلى مركب الأمل من أجل أن يظل منارة للتنس على المستوى الإفريقي، مضيفا «نعمل وفق خطة مدروسة من أجل أن يكون المركب جاهزا خلال الأشهر القليلة المقبلة، كما تلقينا وعودا من الجامعة الملكية المغربية للتنس بإعادة جائزة الحسن الثاني الكبرى إليه خلال السنة المقبلة».وأوضح الجواهري ل «الصباح الرياضي»، «الأهم بالنسبة إلينا أن يبقى مركب الأمل مختصا في التنس لكن مع برمجة أنشطة أخرى تعود بالنفع عليه».أحمد نعيم

مركب الأمل… بدون تنس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تبرئة متهم بهتك عرض قاصر

وفاق بوزنيقة يحتج على التحكيم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات