بلمختار يفضح اختلالات “مدن بلا صفيح”

نبه إلى أن ارتفاع البطالة وصعوبات الحصول على قروض تدفع المستفيدين من إعادة الإسكان إلى تفويت مساكنهم خلص المرصد الوطني للتنمية البشرية، الذي يرأسه رشيد بلمختار، في دراسة حديثة أجراها حول إشكالية إدماج الأسر المعوزة بواسطة الإسكان، إلى عدة اختلالات رافقت تنفيذ برنامج "مدن بدون صفيح"، الذي عرف بعض التأخر والتعثر ويعاني إلى الآن من عدة مشاكل تهدد نجاحه، رغم التطور الذي عرفته السياسات العمومية المتعلقة بالسكن، خلال العقد الأول من الألفية الثالثة، للرقي بالسكن الاجتماعي إلى مستوى أولويات سياسة الحكومة والاستيعاب التدريجي للعجز المتراكم في ما يخص المساكن، عبر إطلاق برنامج "مدن بدون صفيح".وفي الوقت الذي قال فيه، إقبال السايح، رئيس قطب الدراسات العامة بالمرصد الوطني للتنمية البشرية، خلال تقديمه خلاصات المرصد، في ندوة عقدها المرصد أمس (الثلاثاء) بالرباط، إلى أن الآجال التي حددت في البداية لم تُحترم، وكشف أن عمليات تقييم النتائج التي تواكب تفعيل هذا البرنامج اقتصرت، على وجه العموم، في الجانب الخاص بالحصيلة والكم، فيما أغفلت آثار هذه العمليات على ظروف عيش هذه الأسر داخل مدن الصفيح، وتحركاتها وولوجها للخدمات الأساسية.أبرز خلاصات التقرير الأخير لمرصد بلمختار، كشفت أن التأثير الإيجابي لبرامج استيعاب مدن الصفيح على ظروف سكن الفئات الفقيرة الهشة، لا ينفي وجود العديد من نقط الضعف التي تحد من قدراتها الإنجازية، "ويتعلق الأمر هنا بعدم ضبط إحصاء سكان مدن الصفيح ضبطا تاما وعدم إدماج السكان ذوي الدخل المنخفض، الذين ما زالوا يلجؤون إلى مكونات السكن العشوائي الأخرى، ذلك أن 69 في المائة من سكان دور الصفيح يعانون البطالة، والباقون يمارسون مهنا مرتبطة أساسا بالقطاع غير المهيكل، وبالتالي مداخيلهم غير قارة"، يشرح السايح.مشكل آخر وقف عنده رئيس قطب الدراسات العامة بالمرصد يكمن في صعوبة امتلاك مسكن، بالنظر إلى الصعوبات التي يواجهها للحصول على قروض، بما فيها القروض الصغرى، بسبب عدم ثقة الأبناك في الغالب في الفئات الهشة والفقيرة، الأمر الذي يؤدي، يضيف السايح إلى انتشار التفويت في عمليات إعادة الإسكان، وضعف التحفيز في ما يخص الأجهزة التعاقدية الموضوعة في إطار برنامج مدن بدون صفيح، بسبب نقص التشاور بين الفاعل العمومي وسكان مدن الصفيح في ما يخص صيغ العمليات.في الوقت الذي يعتمد فيه برنامج مدن بدون صفيح، في جزئه الأكبر، على مساهماتهم.وزاد عضو المرصد الوطني بالقول إن تأخر الفاعل العمومي في تسوية العقار وغياب إدماج النواة الأولى لبروز دور الصفيح، التي تقع في أطراف المدن في برنامج مدن بدون صفيح، يعد هو الآخر مظهرا من مظاهر الاختلال الذي يعرفه البرنامج، الذي مازال يشهد صعوبات تخص إدماج سكان دور الصفيح في محيطهم الاجتماعي، ونزع الصورة التي تجعل منهم فئة "منبوذة"أو "مرفوضة من قبل المجتمع، تعمق معاناتهم اليومية، مع الولوج إلى التجهيزات الأساسية والشغل، الذي يتحول إلى هاجس لدى الأسر بسبب تزايد نفقات الاستهلاك وركود الأجور.إلى ذلك، ولتحسين برامج استيعاب مدن الصفيح، وجعلها أكثر فعالية في ما يخص الاندماج الحضري والاندماج الاجتماعي للسكان المعنيين، أوصى المرصد في تقريره، بوضع بنيات حكامة جهوية ومحلية تسهر على احترام الالتزامات المحددة في عقود مدينة تُوسَّع مضامينها لتشمل أهداف التنمية البشرية، بغرض رفع الاستدامة الاجتماعية ونجاعة البرامج المذكورة، بالإضافة إلى تنويع حلول مساكن الأسر في ما يخص المنتوجات من قبيل بقع أرضية للبناء المستقل وبقع يُشترك في بنائها ومساكن جماعية ومحلات للكراء، مع إعادة النظر في أنماط التمويل.هجر مغلي

بلمختار يفضح اختلالات “مدن بلا صفيح”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فدرالية الناشرين ترفض المزايدة بأوضاع الصحافيين

خطوات للحفاظ على "صحة" السيارة

مقالات ذات صلة