الاغتـراب المهنـي… شهـادات حيـة

المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير استضافت مهاجرين عاشوا تجارب اغتراب شكل الاغتراب المهني موضوع نقاش بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير "ENCG» بالدار البيضاء، السبت الماضي، ضمن فعاليات النسخة الخامسة لليوم الخاص بتدبير التعددية الثقافية، تحت شعار «الاغتراب المهني... هجرة، عودة ونبذة»، إذ استضاف فضاء المؤسسة مجموعة من الشهادات، التي تحكي تجارب اغتراب مختلفة، ما وفر أرضية خصبة للنقاش، بتأطير من حنان عموم، أستاذة تدبير التعددية الثقافية، والمسؤولة عن تنظيم اليوم، الأمر الذي رفع مستوى تفاعل الطلبة وفهمهم للظاهرة، التي تؤكد المعطيات المتوفرة ارتباطها بالمجتمع المغربي، ذلك أن نسبة 9 % من إجمالي السكان، عاشوا تجربة الاغتراب، فيما يحتل المغرب الرتبة الثالثة عالميا في هذا الشأن، بعد المكسيك وأفغانستان.وركزت التجارب التي تم سردها من قبل ضيوف اليوم الخاص، على أسباب الاغتراب وظروف الاندماج في المجتمعات المستقبلة، إذ أكد المهدي بنمعيزة، مسؤول التطوير التجاري بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن التدبير بمفهومه الكوني لا يستبعد اختلاف الشخصيات، موضحا أن عمله في فرع لشركة عالمية للتبغ بسويسرا مع زميلين، أحدهما بحريني والآخر بولوني، علمه التحلل من المسلمات الثقافية والفكرية بخصوص الآخر، والانفتاح على الثقافات الأخرى، باعتباره شرطا من شروط التدبير الجيد، موضحا أن المنظومة الإدارية في المقاولات الأجنبية في الخارج، تختلف في صلبها عن نظام التدبير المعتمد في المقاولات المحلية بالمغرب، ذلك أن هناك أولويات مرتبطة بالزمن وتحقيق الأهداف، كما أن الفجوة ضيقة في الهرم الإداري، بما يرجح مصالح المقاولة فوق أي اعتبارات بيروقراطية.وأكد بنمعيزة أنه محظوظ بتدشين مشواره المهني مع شركة متعددة الجنسيات، ما أتاح له خوض تجارب اغتراب مختلفة، والمرور من اختبارات صعبة، ساهمت في تشكيل ملامح مساره المهني والشخصي، في الوقت الذي تحدث جلال فايز، مقاول، عن تجربة اغتراب مهني أخرى، دافعها شخصي محض، مرتبط بالفضول واكتشاف آفاق جديدة، موضحا أنه استقال من وظيفته بالمغرب ليهاجر إلى انجلترا مشحونا بالطموح، إذ قضى هناك ثلاث سنوات، قبل العودة إلى البلاد ويؤسس مقاولته الخاصة، مشددا في هذا الشأن، على أهمية الاستفادة من الاغتراب باعتباره فرصة يتعين استغلالها، ذلك أن الالتزام بالزمن وتقدير الوقت وقيمة العمل، قيم تشربها هناك، وشجعته على إحداث مشروعه الخاص، بعد العودة، مشيرا إلى أن المآل المهني بعد الرجوع من الاغتراب، يظل هاجسا لدى جميع من عاشوا التجربة. ومن جهتها، كشفت فدوى أبو بكر، مترجمة فورية، عن تجربة اغتراب فريدة في الصين، إذ حفزتها عطلة قصيرة بالبلاد إلى التفكير في الاستقرار وتأسيس حياة مهنية هناك، موضحة أن القرار لم يكن سهلا، سواء على المستوى الشخصي أوالعائلي، إلا أن انسداد الأفق الدراسي بالمغرب، رجح كفة البقاء هناك، ففدوى التي تعترف بعدم تمكنها من الحصول على شهادة باكلوريا خلال دراستها بالمملكة، استطاعت شق طريقها في هذا البلد الآسيوي، عبر الانتساب إلى جامعة خاصة، والتمكن من إتقان لغته وفهم طريقة تفكير الصينيين، قبل العودة إلى المغرب عبر البوابة المهنية، عن طريق عقد مع شركة كورية، مؤكدة أن اللغة وعاء ثقافي يتعين اكتشافه لفهم طبيعة البلد، مع إبداء القليل من الانفتاح لتسهيل عملية الاندماج وسط المجتمع المستقبل.إلى ذلك، أثرى لحسن أحنصال، البطل العالمي في مارثون الرمال، والذي حل ضيف شرف على اليوم الخاص بتدبير التعددية الثقافية، النقاش بتجربته الخاصة، مؤكدا أن الاغتراب أمر صحي ودافع للتقدم في المسار المهني والشخصي للإنسان، إذ دعا الطلبة المشاركين في فعاليات اليوم، إلى التطلع إلى المستقبل في المغرب بتفاؤل، مشيرا إلى أن الاغتراب لغرض التعلم والاطلاع على تجارب الغير، ثم العودة إلى الوطن، والاستفادة منها في تنمية المجتمع والنهوض به، مشروع ناجح، مستدلا على تجربته الخاصة في هذا الشأن، إذ ساهم الاغتراب في تطوير مستواه الثقافي وتحويله إلى فاعل في المجتمع.بدر الدين عتيقي

الاغتـراب المهنـي… شهـادات حيـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أقطاب السياحة العالمية بنهائي الأسفار بالجديدة

استئناف حكم المحكمة الأوربية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات