حرية المعتقد معركة الحقوقيين والحداثيين قال عبدو الشكراني، أحد مؤسسي الخط الرسالي بالمغرب، إن الخطوات التي تبنتها الدولة لتشجيع التيار السلفي بالمغرب، رغم تحريضه على التكفير وإقصاء المخالفين، لا يمكن فهمه إلا على نحو أن السلفية كانت ولا تزال تتحرك في حاضنة السلطة، والدليل على ذلك، يضيف الشكراني، الذي يمثل شيعة المغرب، استغلال السلفيين القاعات العامة والمسارح لنشر ثقافة الكراهية وتكفير الآخر. في ما يلي نص الحوار: < ما هو الخط الرسالي بالمغرب ومن يمثل؟ < الخط الرسالي كما يقدم نفسه في أدبياته تيار مغربي مستقل ينتصر لفهم متنور للدين ورؤية موضوعية للواقع تؤمن بتغييره وبأدواته، وقد لخص رؤيته تلك في الميثاق الرسالي، وهو ليس حالة طائفية، بل يعتبر نفسه خصما للطائفية والتطرف معا. < يخرج مرارا أتباع هذا الخط بتصريحات أنهم يتعرضون لمضايقات فأين تتجلى؟ وهل سبق أن لجأتم إلى أي مؤسسة رسمية للمطالبة بتمتيعكم بحقكم في ممارسة حرية المعتقد؟ < إن حرية المعتقد هي معركة كل الحقوقيين والحداثيين في هذا الوطن، ونحن من موقعنا نعتبر أنفسنا مناضلين من أجل حرية المعتقد ومن أجل منع التمييز على أساس المعتقد، وحرصنا على أن نعمل بطرق قانونية من خلال تأسيس جمعيات تنويرية تقدمية، فتم منعنا من تأسيس جمعية «أنوار المودة» في 2007 ومنعنا من تأسيس جمعية «رساليون تقدميون» في 2013، والسلطات بذلك تنتهك الدستور والقانون المنظم للجمعيات. < اعتبرتم أن الدولة تهاجمكم من خلال التيارات السلفية. كيف ذلك؟ < إننا نعلم كما يعلم الجميع أن التيارات السلفية تتوفر على جمعيات وتقوم بأنشطة رغم أن التيار السلفي ضرب المغرب في 2003، وكل الخلايا التي يتم تفكيكها هي سلفية تنهل من فكر ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، بل إن الدولة تحاور هؤلاء في السجون وتدمجهم سياسيا وجمعويا بعد خروجهم منها، بينما لدينا جمعيات ونخب متنورة مقصية عن العمل المدني والسياسي، وهذا لا يمكن فهمه إلا على نحو أن السلفية كانت ولا تزال تتحرك في حاضنة السلطة وليس أدل على ذلك من ندوات السلفيين التي تستغل القاعات العامة والمسارح العمومية لنشر ثقافة الكراهية وتكفير الآخر .< جمد بعض أعضاء الخط الرسالي عضويتهم على خلفية هجمات السلفيين، فما هي انعكاسات هذا القرار على المؤسسة؟ < لا يوجد تجميد عضوية أعضاء من الخط الرسالي، بل كل ما في الأمر هو أن أحد الإخوة المؤسسين جمد نشاطاته بالمؤسسة، علما أنه فوض مهامه في رئاسة تحرير موقع الخط الرسالي منذ أشهر للأخ عبد الحفيظ بلقاضي وهو لا يترأس مؤسسة الخط الرسالي، فالأمر عاد ويعود لظروف الأخ وقراءته الخاصة التي يرى من خلالها أن هذا الخط مبادرة متنورة تحتاج إلى التقاط إشارتها من الدولة والمتنورين وإلا فإنه لا ينبغي أن يكون الخط ديكورا يعكس صورة مغلوطة عن تقدم حقوقي غير حقيقي. ونحن في مؤسسة الخط الرسالي نرى أنه لابد من الاستمرار في العمل وعدم ترك الساحة في كل الأحوال.أجرت الحوار: ض . ز في سطور -المنسق الوطني للمرصد الرسالي لحقوق الإنسان-أحد المدافعين عن حرية المعتقد وعن حقوق الشيعة المغاربة دون التضييق عليهم