الخرشي: الاعتداءات تولد عنفا مضادا

أستاذ علم النفس التربوي أكد أن العلاج يكون عبر التكفل والمواكبة المتعددة للضحايا أكد عبد الغني الخرشي أن ضحية التعذيب أو العنف بصفة عامة يدفع الضحية إلى تبين العنف المضاد لإحساسه بالظلم، مبرزا أن دور علماء النفس في هذه الحالة بتنسيق مع رجال القانون، هو العمل على التكفل بالضحية ومواكبته إلى حين تجاوز الآثار النفسية للاعتداء. < لاحظنا، أخيرا، تعرض العديد من المواطنين للتعذيب من قبل أمنيين بمخافر الشرطة، ما تعليقك؟< في البداية، نقف أمام تعريف منظمة الصحة العالمية للعنف، التي اعتبرته استعمالا متعمدا للقوة الفيزيائية سواء بالتهديد أو الاستعمال الفعلي من قبل شخص ضد نفسه أو ضد شخص آخر، أو مجموعة أو مجتمع، حيث يؤدي إلى احتمال حدوث إصابة أو موت أو أزمة نفسية أو حرمان.كما هناك علم جديد اسمه "علم الضحية" وهو من علوم الإجرام، يعمل على التحسيس والتكفل بالأفراد ضحايا العنف وحمايتهم صحيا وحتى قضائيا. كما يهدف هذا العلم إلى التكفل بالمعنًف أيضا، لأنه شخص ليس سويا ويعيش أزمة نفسية وانتقالية. والعنف قد يتنوع بين ما هو مادي أو جنسي وحتى لفظي.< ماهي الخطوات التي يجب اتخاذها في حال تعرض شخص لاعتداء من قبل الأمنيين؟< كما تعلم فالمغرب عاش فترة هيأة الإنصاف والمصالحة، أطلقها الملك في 7 يناير 2004، والتي تعد سابقة في تاريخ المنطقة الإفريقية والعربية، لتصحيح الانتهاكات والخروقات التي شهدتها فترة ما أطلق عليها سنوات "الرصاص".وتهدف هذه المبادرة إلى التكفل الفعلي والصحي بالضحايا ورد الاعتبار لهم بما يتجاوز التعويضات المادية وتفعيل توصيات منظومة حقوق الإنسان في هذا الجانب.وانطلاقا من التجربة السابقة، يعمل الاختصاصيون النفسيون في هذه الحالة، إلى جانب رجال القانون على التكفل والمواكبة المتعددة الاختصاصات للضحايا، مع تشكيل لجنة تتابع أثر الصدمات الناتجة عن العنف، كما يعمل هؤلاء الخبراء، على إعادة تأهيل المستشفيات والمستعجلات للتدخل السريع من أجل الإشراف على ضحايا العنف، الذين قد يكونون أطفال وقاصرين أو مهاجرين.وهنا أشير إلى أنه يجب الرهان على الوقاية بحكم أنها أكثر نجاعة وأقل تكلفة، كما يمكن للإعلام لعب دور كبير ومهم في هذا الجانب للحد من تنامي العنف والاعتداء على الضحايا.كما نجد أن علماء النفس، وضعوا سلم مؤشرات القياس، يحدد مدى تجاوز الشخص لآثار العنف، مثلا فهم يضعون سلما مكونا من 19 درجة، ويتم مراقبة مستوى آثار العنف النفسية على الضحية إلى حين وصولها إلى مستويات منخفضة.كما يجب في إطار الوقاية، الوقوف على مدى فعالية الإجراءات المشار إليها، سواء داخل البوادي والمدن وحتى المؤسسات العامة، ورسم خريطة المخاطر التي هدفها عدم تكرار التجارب السابقة، وأخطاء الماضي، مع استشراف غد أفضل لضمان كل الحقوق والالتزامات التي تم توقيعها مع المنظمات الدولية المهنية.< ماهي الآثار النفسية لضحية التعذيب أو العنف بصفة عامة؟< هناك إحساس بالظلم والحيف، لكن الخطير في الأمر أن هذا الإحساس قد يدفع الضحية إلى عنف مضاد، أي محاولة الانتقام لنفسه مما تعرض له من عنف، مع ملاحظة أن هذا العنف المضاد لا يكون بصفة مستعجلة، وإنما قد يمارسه الضحية بعد فترة طويلة. أجرى الحوار : مصطفى لطفي

الخرشي: الاعتداءات تولد عنفا مضادا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تسويق التمور... الحلقة الأضعف

وصايا الحموشي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات