احتفلت إدارة الأكاديمية الأمريكية بالمغرب، أخيرا، لمناسبة عاشوراء، في خطوة فريدة، لم تعهدها فضاءات التعليم الأجنبي بالمملكة، إذ خصصت الإدارة فضاء للاحتفال داخل المؤسسة، ذا طابع تقليدي، ذلك أنه احتضن طيلة ساعات اليوم، عروضا غنائية لفرق شعبية مغربية، وفقرات للعب مخصصة للطلاب المشاركين في الاحتفال رفقة أولياء أمورهم، والبالغ عددهم 600 تلميذ وتلميذة، حوالي 40 % منهم أجانب.وأكد سعيد كوحيلة، رئيس الأكاديمية الأمريكية، أن الاحتفالية المقامة، تستهدف أساسا، ربط الطلبة المغاربة بجذورهم، وتعريف زملائهم الأجانب بخصوصية الموروث الثقافي والتقاليد المغربية، مشيرا إلى أن الاحتفالية، كانت مناسبة لإنشاد الأغاني الوطنية من قبل الفرقة الموسيقية للأكاديمية، بالتنسيق مع الطاقم البيداغوجي، الذي يرى في مثل هذه المناسبة، وسيلة لتعزيز الترابط بين التلاميذ، وتمتين الصلات بين الإدارة وأولياء الأمور.وأضاف كوحيلة في حديث لـ"الصباح"، أن النشيد الوطني موزع على جميع أقسام الأكاديمية الأمريكية بالمغرب، لغاية ضمان تنشئة التلاميذ على الحس الوطني والارتباط بمغربيتهم، وهو الأمر الذي يدخل في صميم فلسفة البرنامج التعليمي للأكاديمية "التعلم القائم على المشاريع"، ذلك أن الهدف يظل دائما، إعداد قادة للمستقبل، مرتبطين ببلدهم.ومن جهتها، تحدثت مريم عكاشة، الطبيبة النفسانية للأكاديمية، عن التأثير الإيجابي لمثل هذا النوع من الاحتفالات التقليدية على نفسية التلاميذ، ذلك أنها تؤمن الاتصال والتضامن في ما بينهم، ومع محيطهم، إذ لا يمكن عزل المؤسسة عن العالم الخارجي، فلسفتها التعليمية قائمة على الانفتاح، بخلاف مؤسسات التعليم الأجنبي الأخرى، والدليل على ذلــــــــــك، يتجلى في تفاعل أولياء الأمور مع هذا النوع من المبادرات.إلى ذلك، كشف رئيس الأكاديمية الأمريكية، تأسيس مؤسسة مستقلة، تعنى بالأعمال الاجتماعية، تحت اسم "مؤسسة الأكاديمية الأمريكية بالمغرب"، لا تستهدف الربح، وتعنى بالأنشطة الاجتماعية التي تضمن ارتباط الأكاديمية بمحيطها، بالتعاون مع السلطات المحلية والمصالح الخارجية، إذ ستبرمج المؤسسة أنشطة في الحقل التعليمي والاجتماعي لغايات خيرية، كما ستفتح الباب أمام "كوطا" لفائدة التلاميذ النجباء، للالتحاق بالأكاديمية مجانا، إذ ستسهر الإدارة على التكفل بمصاريف دراستهم إلى غاية بلوغ مستوى التعليم الجامعي.وتوفر الأكاديمية للتلاميذ أحدث منظومة من خلال تقنيات "إي لورنينغ" و"وي في"، وكذا الحواسيب المحمولة وأجهزة التواصل الإلكترونية، بهدف تأهيلهم للتعامل مع آخر المستجدات التكنولوجية، وتيسير تواصلهم مع بعضهم البعض في سياق مشاريع مشتركة للتعلم، إذ يحاكي النظام التعليمي في الأكاديمية نظيره الأمريكي في ما يخص نوعية الأنشطة المكملة، المرتبطة بالرياضة والفنون والمسرح، ناهيك عن تخصيص منظومة موازية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، بالاعتماد على طاقم متخصص في التعامل مع هذه الحالات.وتقدم الأكاديمية للتلاميذ المغاربة وزملائهم من 40 جنسية أخرى، تجربة بيداغوجية وتعليمية فريدة، تطبق للمرة الأولى في إفريقيا، وإن كانت لا تصنف بلدا أنجلوساكسونيا على غرار مصر وجنوب إفريقيا، يتعلق الأمر ببرنامج "التعلم القائم على المشاريع"، المعروف اختصارا لدى خبراء التربية والتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية بـ"PBL"، والذي يقدم ما يعتبره "مدرسة القرن 21".بدر الدين عتيقي