اليوسفي: يجب إنهاء جنازة استمرت نصف قرن

طالب الدولة بالكشف عما تعرفه من حقائق حول الملف أحمد الأرقام - تصوير: عبد المجيد بزيوات ناشد عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق، وقائد حكومة التناوب التوافقي، الدولة المغربية ودولا أخرى متهمة بالمشاركة في اغتيال بنبركة بكشف حقيقة الاختفاء كاملة. وقال اليوسفي "أتوجه من صميم القلب للكشف عما تعرفه الدولة من حقائق حول هذا الملف، من أجل معرفة الحقيقة في حد ذاتها، ووضع حد لجنازة تستمر، منذ خمسين سنة، دون أن يكون للعائلة قبر يضم رفاته ويضع اسما عليه، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها وتطوى هذا الصفحة".وقال اليوسفي، في كلمة للمناسبة، في الندوة الدولية التي احتضنتها، مساء الجمعة الماضي، المكتبة الوطنية بالرباط، إنه دون خطوة كشف حقيقة اختفاء الراحل بنبركة كاملة، سيبقى ذلك حاجزا دون السكينة وبناء وطن حر، معتبرا أن الرسالة الملكية التي تمت تلاوتها خلال هذا اللقاء ستكون مدخلا لذلك".وكشف الكاتب الأول الأسبق للاتحاد الاشتراكي، أن المهدي كان يؤمن بدور محوري للملكية لبناء دولة حديثة دستورية وديمقراطية متقدمة، ويؤمن بالحركة الوطنية شرطا للبناء، في إطار تعاقد مع المؤسسة الملكية، مضيفا أن المغرب شهد، منذ بداية الستينات، أحداثا متلاحقة، وعرف مخططات من أجل إبعاده من الخريطة السياسية، من قبل أصحاب المصالح، ما أهدر على المغرب الاستفادة من ذكائه.واستعاد اليوسفي بدايات علاقته بالمهدي بنبركة، مشددا على أنه كان بمثابة الدينامو الذي لم يفقد طاقته بعد الجريمة، بل تحول إلى طاقة متجددة، هي طاقة الشهادة التي تبوأت مكانة خاصة، مكانة الضمير الحي الذي لا يتوقف عن المساءلة والبحث المطرد.ونفى اليوسفي عن بنبركة أن يكون شريكا مباشرا، أو غير مباشر في عمليات غامضة، في إشارة إلى موجة الاغتيالات التي ضربت رموزا من المقاومة والحركة الوطنية، معتبرا تلك الاتهامات أصواتا حاقدة. واستحضر اليوسفي للمناسبة في شهادته، قلق الملك الراحل الحسن الثاني، حيال وضعية بنبركة الذي كان يحضر آنذاك لعقد مؤتمر القارات الثلاث، قائلا "سألت الراحل الملك الحسن الثاني، إذا كان ضروريا أن أسافر إلى جنيف، وأتحدث إلى بنبركة، لتحويل اهتمامه إلى الشؤون الداخلية للمغرب والعودة إليه، فكان رد الملك أنه ليس ضروريا أن تفعل ذلك"، ومن ثم، جرت أشياء كثيرة دفعت اليوسفي إلى العيش في المنفى مدة 15 سنة، وتعرض الاتحاديين إلى القمع. المطالبة بتحديد مسؤوليات اغتيال المهديالتمس البشير بنبركة، نجل الشهيد بنبركة من الدولة تحديد المسؤوليات في شأن من خطط ونفذ عملية اغتيال والده.وطالب البشير في رسالة تلتها نيابة عنه الحقوقية خديجة الرياضي، خلال وقفة احتجاجية، نظمت مساء الخميس الماضي بالرباط بكشف الحقيقة كاملة، ونفض الغبار عن أرشيف وزارات الدفاع الفرنسية والأمريكية والمغربية والإسرائيلية، وأرشيف أجهزة استخبارات تلك الدول، ومساعدة القضاء على إجراء التحريات اللازمة، وإصدار أمر بالبحث في مركز الاعتقال السري بطريق زعير عن إمكانية وجود رفات بنبركة. تخلف القضاء عن الوصول إلى الحقيقةطالب محتجون المنضوون تحت لواء لجنة المتابعة الحقوقية، المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في وقفة نظمت الخميس الماضي بالرباط، بكشف حقيقة سبعة أشخاص مجهولي المصير، بعدما تحرى في 59 ملفا، كان يعد من تركة عمل هيأة الإنصاف والمصالحة.والتمس المحتجون من المسؤولين الكشف عن نتائج تحليلات الحمض النووي التي أجريت، منذ ست سنوات على الرفات، كما انتقدوا تخلف القضاء في المساهمة في كشف الحقيقة، من خلال عدم الاستماع إلى الشهود، قبل وفاتهم.ورفع المحتجون، وأغلبهم نشطاء المنظمات الحقوقية، شعارات تندد بالتماطل الحاصل في كشف الحقيقة كاملة عن ملف اغتيال اليساري المهدي بنبركة، وذلك بعد مرور 50 سنة على واقعة الاختطاف، التي حصلت في 29 أكتوبر 1965، قرب مقهى ليب بباريس.وتلا مصطفى المنوزي، رئيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، رسالة لجنة المتابعة، داعيا الحكومة إلى التصديق على منح الاختصاص للجنة أممية بتلقي شكايات الأفراد بشأن الاختفاء القسري، والبت فيها، ومراجعة السياسة الأمنية في مجال إعمال القانون وتطبيق الحكامة، واعتذار الدولة العلني عن ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. لشكر: يجب كشف الحقيقة أقام الاتحاد الاشتراكي معرضا لصور بنبركة، في ساحة قرب المسجد العتيق ملينا بالرباط، مرفقة بخطاباته حول التحرر من العبودية والدفاع عن الديمقراطية وترسيخ الحريات، ونشدان التنمية.وقال إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، في مهرجان خطابي، الخميس الماضي بإحدى قاعات السينما، إن مذكرة حزبه للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، تعني الوقوف إلى جانب مطلب الاتحاديين واليساريين، وعموم الشعب المغربي لكشف حقيقة اغتيال بنبركة، معلنا تلقيه وعدا من قبل مسؤولي المجلس بنشر تقرير شامل عن هذا الملف، في الأيام المقبلة، على أساس أن يعمم نهاية دجنبر المقبل.وتابع الحاضرون شريطا سينمائيا يروي حياة المهدي، قبل وبعد الاستقلال، وأهم المحطات النضالية رفقة قادة حزب الاستقلال، ونقابة الاتحاد المغربي للشغل، وفيما بعد الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وفي المحافل الدولية، دفاعا عن قضايا الشعوب، وتحضيرا لمؤتمر القارات الثلاث، قبل أن تقع حادثة الاختطاف والاغتيال. واستحضر عبد الواحد الراضي في كلمة مؤثرة، تلقيه مكالمة هاتفية من قبل الطالب التهامي الزموري، الذي كان رفقة بنبركة لحظة اختطافه، مؤكدا تحرك عبد الرحيم بوعبيد، الكاتب الأول الأسبق للحزب، لمعرفة مصير بنبركة من السلطات الفرنسية، والرعب الذي أصاب الاتحاديين من خلال ما جرى، وهو ما أنبأ القياديين الاتحاديين أن المعركة ستكون طويلة.وحضر المهرجان عبد الحكيم بنشماس، القيادي في الأصالة والمعاصرة، رئيس مجلس المستشارين، وعبد الواحد الراضي قيدوم الاتحاديين، ومحمد نبيل بنعبد الله، أمين عام التقدم والاشتراكية، وخالد الناصري القيادي في الحزب نفسه، وعمر العباسي، الأمين العام للشبيبة الاستقلالية.

اليوسفي: يجب إنهاء جنازة استمرت نصف قرن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مدريد تجنس 700 يهودي مغربي

السراح لعنصري القوات المساعدة بابن سليمان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات