سقوط عصابة سرقة السيارات بفاس

لجؤوا لحيل ماكرة واستولوا على عدد منها وحبكوا سيناريو النصب على الضحايا بطريقة احترافية إعداد: حميد الأبيض (فاس) تنظر المحكمة الابتدائية بفاس زوال الجمعة المقبل (13 أكتوبر)، في ملف نصب مثير أبطاله شباب أبدعوا حيلا ماكرة لسرقة سيارات عرضها مالكوها للبيع، بدهاء خارق وإخراج دقيق ومحبوك تبادلوا فيه التمثيل والأدوار بشكل حادق أسقط نحو 5 ضحايا استولوا على سياراتهم وباعوها بصفرو ومكناس. 4 شباب بينهم نادل وخضار و»زلايجي» ونجار، يتابعون في حالة اعتقال، بعد محاكمة عدد مماثل في ملف سابق بينهم فتاة واثنان منهم توبعا في حالة سراح، بتهم «تعدد جنح النصب والمشاركة فيه ومحاولة النصب»، فيما ما زال اثنان آخران إحداهما فتاة تقطن بطنجة، في حالة فرار ويجري البحث عنهما. بحنكة كبيرة يكتسبون ثقة البائع ويضمنون توقيعه عقد البيع قبل تسلم الثمن، فيرافقه أحدهم إلى البنك، مفتعلا انتظار السحب، قبل التظاهر بتلقي مكالمة، حيلة سرعان ما يكتشفها الضحية بعد فوات الأوان، لما يفر وزميلاه على متن السيارة، تاركين مالكها يلطم خده ندما على ثقته العمياء في غرباء احتالوا عليه. اعتقال المتهمين 5 أشهر مرت على فك لغز شبكة نصبت باحترافية على ضحاياها وسطت على سياراتهم أو مبالغ مالية مهمة، دون أن تطوى ملفاتها في انتظار اعتقال باقي المشاركين الفارين، بعد إيقاف 8 من أفرادها توبعوا في ملفين منفصلين أحدهما معروض على أنظار المحكمة الابتدائية بعد انتهاء التحقيق التفصيلي فيه. في 27 أبريل الماضي وبإرشاد من ضحية، أوقف مياوما من قرية با محمد، أب ل3 أطفال، له 12 سابقة نصفها بتهمة النصب والباقي لأجل إصدار شيك بدون رصيد والرشوة والإهانة والتزوير واستعماله، إذ شكل خيطا رفيعا قاد لتشخيص هويات باقي مشاركيه في العمليات المتورط فيها. مكن تعميق البحث معه بعد تمديد حراسته نظريا، من معرفة مآل السيارات موضوع النصب، واعتقال عاطلة أم للعدد نفسه من الأبناء، ولحام بصفرو ومسير شركة بمكناس، اشترياها، وسرحا من قبل النيابة العامة لعدم علمهما بأنها مسروقة، قبل إيقاف المتهمين الأربعة الآخرين، بإرشاد من الضحية نفسه. كانوا واقفين أمام محكمة الاستئناف بشارع الحسن الثاني، لما اعتقلتهم عناصر الشرطة، وحجزت هواتف ودفتر شيكات في اسم شخص متوفى وشيكا معبأ ب40 ألف درهم، قبل اقتيادهم لولاية الأمن، إذ اتضح بعد تنقيطهم أن للنادل 8 سوابق جلها لأجل السرقة، مقابل سابقة للخضار لأجل السرقة الموصوفة. تساقط الضحايا تلقى مالك سيارة «بوجو بارتنير» في أواخر مارس، مكالمة من مجهول رغب في شرائها، فالتقاه ورفيقه واتفقوا على 80 ألف درهم ثمنا، قبل وصول شاب وفتاة قدمها أختا له ومشترية مبحوث عنها، فبوشرت إجراءات البيع بالملحقة الإدارية لحي طارق، قبل استيلائهم على مفاتيحها وتهديده وفرارهم على متنها. الفخ ذاته وقع فيه مالك سيارة «رونو كونغو» التقى صاحب 12 سابقة بعرصة الزيتون، فاتفقا على 83 ألف درهم ثمنا لبيعها، قبل حضوره و3 أشخاص بينهم أم عاطلة، بعد يومين لإتمام إجراءات البيع في ملحقة المسيرة، ليتوجهوا للبريد المركزي بملتقى شارعي محمد الخامس والحسن الثاني، لسحب المبلغ. رافق الضحية أحدهم إلى داخل البريد، فيما بقي الآخرون بالسيارة، قبل مفاجأته لاختفائهم وسيارته دون أن تنفع اتصالاته بأول معتقلي القضية، تعرف عليه ثالث الضحايا سرقت منه سيارته بالطريقة ذاتها، كما ضحية رابع لم تخرج طريقة الإيقاع به عن السيناريو المحبوك الذي ينهجه أفراد العصابة ذاتها. بحي الموظفين التقاه أربعة منهم بينهم الأم العاطلة قدمها أحدهم زوجته أرادت تأدية 78 ألف درهم ثمن السيارة، شيكا بنكيا رفضه بعد توقيع عقد البيع بالملحقة الإدارية الدكارات، قبل مرافقتهم إلى مقر شركة ادعت ملكية زوجها لها بعمارة بشارع الزرقطوني، إذ بقي منتظرا الوهم بعد فرارهما من باب أخرى. بيع السيارات كل تلك العمليات نفذوها في زمن قياسي وبالطريقة ذاتها في الأسابيع الثلاثة الأولى من أبريل الماضي، واستولوا فيها على 4 سيارات حجزت اثنتان منها لدى لحام بمنطقة البهاليل بصفرو، ووضعتا بالمحجز البلدي، كما سيارة ثالثة حجزت لدى مسير شركة بمكناس، دون الرابعة التي بيعت لشخص بالبيضاء. اشترى مسير الشركة سيارة البائع المتجول، من الفتاة الفارة، بوكالة من مالكها ووساطة من المياوم ابن قرية با محمد، ب80 ألف درهم بعدما تظاهرت بمعاناتها ضائقة مالية وحاجتها إلى المال لعلاج أبيها المريض بطنجة، قبل تصحيح إمضاء البيع ببلدية سيدي بوزكري بمكناس، موقع من قبلها وصديقه. وبرر البيع مع صديقه باقتنائه منه سيارة من نوع «داسيا لوكان»، وتسليمه فوق المبلغ المشتراة به سيارة بوجو، 26 ألف درهم، ناكرا علمه بأنها مسروقة، مؤكدا أن المياوم المعروف بالوساطة في سوق السيارات المستعملة بمكناس وفاس، هو من شجعه على شرائها وتلقى 1000 درهم قيمة توسطه. أما لحام البهاليل فاقتنى سيارة من نوع رونو سينيك، من الأم العاطلة، ب48 ألف درهم، فيما اتضح ألا علم لصاحب ورقة الشيك المعثور عليها لدى متهم، معبأة ب40 ألف درهم، بظروف وكيفية اختفائه، ولم يوقعه، عكس صاحب دفتر شيكات به 14 ورقة، اتضح بعد الاتصال بقريبه، أنه توفي قبل عام. المجموعة الثانية كان لمالك سيارة «رونو كونغو» دور فعال في اعتقال المجموعة الثانية المكونة من «زلايجي» وخضار ونادل ونجار، تتراوح أعمارهم بين 34 سنة و59 ، من قبل فريق ميداني تابع للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن فاس، في 23 غشت الماضي بعدما أبلغ عن وجودهم أمام محكمة الاستئناف. جميعهم اعترفوا أثناء الاستماع إليهم تمهيديا، بتورطهم بنسب متفاوتة ومختلفة في النصب على الضحايا الأربعة، فيما لم يخف «الزلايجي» نصبه وشخص فار وآخر مجهول، على متقاعد يقطن بعين هارون، سرقوا سيارته بالطريقة ذاتها في 5 يوليوز الماضي، بعد لقائهم به بمقاطعة قبالة مستشفى ابن الخطيب. سلموه ورقة شيك ورافقوه إلى بريد الأطلس لسحبه، إذ كان غاصا بزبنائه، مقترحين عليه المصادقة على عقد البيع ب66 ألف درهم، بمقاطعة السعادة، و»لما انتهينا من إجراءات تحويل الملكية، استغفلني صاحب الشيك ومرافقه، وغادرا المكان على متن سيارتي» يحكي الرجل بمرارة في تصريحاته. تأكد المتقاعد أن الشيك لصاحبه القاطن بابن سليمان، بدون رصيد، قبل تقديمه شكاية في مواجهته لا يدري مآلها بعد مرور شهرين، دون أن يدرك سقوطه ضحية نصب، إلا بعد مدة، إذ تعرف على الوسيط الذي سهل النصب عليه والاستيلاء على سيارته مقابل شيك بدون مؤونة وقت التقديم للوفاء. اعتراف "السمسار" جميع الضحايا تعرفوا على السمسار ابن قرية با محمد، صاحب 12 سابقة، بعد وضعه ضمن مجموعة أشخاص يقاربونه السن والأوصاف نفسها المدلى بها من قبلهم، ما فوت عليه فرصة إنكار المنسوب إليه أثناء مواجهته بهم، إذ اعترف تلقائيا ساردا تفاصيل الإيقاع بهم وسرقة سياراتهم عن طريق النصب. وتطابقت اعترافاته التمهيدية بتصريحات كل ضحية، مقرا ببيع أولى السيارات المسروقة وثالثها في مكناس، والمصادقة على بيع الثانية بالملحقة الإدارية بنصفار بصفرو، كاشفا أسماء مشاركيه في كل العمليات، ناكرا ادعاء ضحية تهديده بسكين أثناء السطو على سيارته، مؤكدا تسليم وثائقها بنفسه لفتاة. أما شريكته فلم تنكر مشاركتها في عمليات النصب الأربع المذكورة، ساردة التفاصيل نفسها الواردة على لسان شريكها والضحايا، سيما كيفية إيهام صاحب سيارة رونو سينيك لم يكن يتوفر على شهادة التأمين، بجلب المال من شركة زوجها الوهمية بعمارة قرب ملعب الخيل، وخروجهما من باب ثان بها. وتمسكت المتهمة لتبرير مشاركتها في تلك الأفعال الجرمية، بظروفها الاجتماعية الصعبة بعد مرض زوجها بالسرطان وفشلها في إيجاد عمل قار يضمن مدخولا كافيا لإعالة أسرتها، بعدما غادرت مركز نداء قرب القنصلية الفرنسية، عملت فيه مدة، قبل مغادرته بعد إصابتها بوعكة صحية ألزمتها الفراش.

سقوط عصابة سرقة السيارات بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية تحقق في نفخ فواتير "خدام للدولة"

مستشار بطنجة خطط لاختطاف زميله

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات