Page 6 - عدد السبت-الأحد صحيفة الصباح
P. 6

‫ملف‬  ‫السبت ‪ -‬الأحد ‪ 2020/5/31-30‬العدد‪6231:‬‬                                                                                                                                                              ‫‪www.assabah.ma‬‬  ‫‪6‬‬

                  ‫رفع الحجر‪...‬التعايش الصعب‬

      ‫سلوكـات متهـورة‬                                                             ‫(أحمد جرفي)‬                                                   ‫شركات حرصت على تعقيم مقراتها‬

‫مع دنو أجل رفع الحجر الصحي‪ ،‬أعلنت السلطات عن تدابير وقائية ينبغي‬                  ‫ماذا أعدت الشركات لما بعد الحجر؟‬
‫احترامها‪ ،‬سواء أثناء التنقل أو في وسائل النقل العمومي أو في المصانع‬                               ‫״الباطرونا״ حضرت دليلا للوقاية ولجنة اليقظة تدعو إلى تطبيقه‬
‫والإدارات العمومية‪ ،‬والمعامل والمقاهي وغيرها من الفضاءات العامة‪ ،‬للوقاية‬          ‫ال�ص�ح�ي‪ ،‬م�ن ال�ت�أث�ي�رات السلبية ل�ه�ذه ال�ب�ؤر‬         ‫الشركات الكبرى‪ ،‬ورغم اختلاف بعض الجزئيات‬          ‫أخذ النشاط الاقتصادي بالمغرب في العودة‬
                                                                                  ‫الصناعية‪ ،‬على الحد من انتشار الوباء‪ ،‬وفي هذا‬               ‫حسب ك�ل قطاع وشكل الم�ق�اول�ة‪ ،‬إلا أن الكثير‬      ‫بشكل تدريجي‪ ،‬مباشرة بعد نهاية رمضان‪ ،‬وفي‬
                                          ‫الصحية ولكبح انتشار الفيروس‪.‬‬            ‫السياق تقول الشبكة المغربية للدفاع عن الحق‬                 ‫من النقاط تجمعها‪ ،‬من قبيل التعقيم ال�دوري‪،‬‬        ‫الأيام المقبلة يرتقب التحاق القطاعات الإنتاجية‬
‫ولعل الأسئلة التي تطرح نفسها بإلحاح‪ ،‬هل يستطيع الأشخاص التعايش‬                    ‫في الصحة والحق في الحياة‪" ،‬إن ارتفاع نسبة‬                  ‫وتوفير الكمامات‪ ،‬واحترام التباعد الاجتماعي‬        ‫ب�دورة الاقتصاد‪ ،‬غير أن الم�ؤش�رات إل�ى حدود‬
‫مع كورونا بعد رفع الحجر الصحي عبر الالتزام بتلك القواعد‪ ،‬الأجوبة لن‬               ‫المصابين بفيروس كورونا‪ ،‬خلال الأيام الأخيرة‪،‬‬               ‫بين العمال‪ ،‬وتوفير مواد التعقيم وأجهزة قياس‬       ‫الساعة غير مشجعة‪ ،‬لأن أغلب الم�ق�اولات غير‬
‫تكون شافية إلا بعد ‪ 10‬يونيو المقبل‪ ،‬عند انطلاق التجربة الحقيقية لرفع‬              ‫مصدره ظهور بؤر جديدة في الوحدات الصناعية‬                                                                     ‫ملتزمة ب�ش�روط ال�س�لام�ة‪ ،‬وتستخف ب�ق�رارات‬
                                                                                  ‫والخدماتية‪ ،‬المشغلة لأع�داد كبيرة من العمال‪،‬‬                                               ‫الحرارة وغيرها‪.‬‬   ‫ال�دول�ة‪ ،‬في ما يتعلق بتوفير الكمامات وم�واد‬
                                                           ‫الحجر الصحي‪.‬‬           ‫ومعظمهم يقطن في الأحياء الشعبية‪ ،‬مما ساهم‬                  ‫والم�لاح�ظ أن ج�ل الم�ق�اولات ال�ت�ي استأنفت‬      ‫التعقيم للعاملين‪ ،‬وكذا احترام التباعد الاجتماعي‪،‬‬
‫ومازاد من هذه الاستفهامات أنه في زمن الحجر الصحي‪ ،‬ارتفعت الأرقام‬                  ‫بشكل كبير في تفشي الوباء‪ ،‬وتسجيل بؤر عائلية‬                ‫عملها‪ ،‬غير ملتزمة بتاتا بهذه الإجراءات‪ ،‬وحتى‬      ‫وتكييف مكان العمل مع المستجدات التي فرضتها‬
‫المتعلقة بالموقوفين بسبب خرق الحجر‪ ،‬سيما بعد وضع قانون يلزم بارتداء‬                                                                          ‫التي كانت تعمل طيلة مدة الحجر الصحي‪ ،‬إذ أن‬
‫الكمامات‪ ،‬ناهيك عن أن استعمالها‪ ،‬تحول عند البعض إلى وسيلة لمراوغة‬                   ‫جديدة خلافا لما صرح به ممثل وزارة الصحة"‪.‬‬                ‫عشرات المتاجر والأسواق لا تقوم بقياس حرارة‬             ‫الجائحة‪ ،‬بالإضافة إلى تقليص عدد العمال‪.‬‬
‫المراقبة الأمنية‪ ،‬إذ تكررت مشاهد وضعها في غير محلها‪ ،‬أو استعمالها أكثر‬            ‫وتضيف الشبكة أنه رغم وعود وزير الشغل‬                       ‫الزبناء والعمال‪ ،‬ولا تعتمد على التعقيم‪ ،‬كما هو‬    ‫وأدى إهمال ه�ذه الشروط إل�ى ارتفاع كبير‬
‫من زمنها المحدد في سويعات لا تفوق ست ساعات‪ ،‬وغير ذلك من السلوكات‬                  ‫والإدماج المهني‪ ،‬بتفعيل آليات المراقبة الصارمة‬             ‫الأم�ر بالنسبة إلى بعض البنوك والمخابز التي‬       ‫للإصابات في صفوف العمال‪ ،‬إذ انتقل من ‪300‬‬
                                                                                  ‫الم�رت�ب�ط�ة ب�اح�ت�رام ك�اف�ة ال��ش��روط ال�ض�روري�ة‪،‬‬     ‫لا تجبر زبائنها على احترام التباعد الاجتماعي‪،‬‬     ‫شخص إلى ‪ 1000‬في أبريل فقط‪ ،‬كما أن البيضاء‬
                                                    ‫المتهورة لبعض الأفراد‪.‬‬        ‫لاستمرار بعض الوحدات الصناعية في ممارسة‬                    ‫إضافة إلى أن بعض العمال لا يضعون الكمامات‬         ‫لوحدها سجلت أزيد من ‪ 750‬حالة‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫ومنذ ثامن أبريل الماضي‪ ،‬أصبح وضع الكمامة الواقية إجباريا على جميع‬                 ‫أنشطتها الإنتاجية أو الخدماتية‪ ،‬والتزامها‬                  ‫ولا يحترمون ت�داب�ي�ر ال�س�لام�ة‪ ،‬وه��و م�ا يثير‬
‫المغاربة‪ ،‬ومع انطلاق الإجبارية‪ ،‬ارتفعت أرقام خارقي الطوارئ‪ ،‬إذ أصبح عدم‬           ‫ب�اح�ت�رام الإج���رءات ال�وق�ائ�ي�ة‪ ،‬ف��إن بعض هذه‬         ‫تخوفات كبيرة‪ ،‬من انتشار العدوى داخل المصانع‬            ‫عدم توقف نشاط بعض الوحدات الإنتاجية‪.‬‬
‫وضع الكمامة يبيح الإيقاف‪ ،‬تماشيا مع دوري�ة رئيس النيابة العامة الذي‬               ‫الوحدات‪ ،‬ألفت التعامل مع نظام الصحة والسلامة‬               ‫والمقاولات التي شرعت في العودة إلى نشاطها‬         ‫وأع�د الاتح�اد العام لم�ق�اولات الم�غ�رب‪ ،‬أربعة‬
‫وجه دوري�ة حول مخالفة "حمل الكمامات" خلال فترة الحجر الصحي‪ ،‬دعا‬                   ‫المهنية والقوانين المؤطرة له‪ ،‬باسعتخصافام افلنكابيصري"ر‪.‬ي‬                                                    ‫دلائل للوقاية من الإصابة بكورونا‪ ،‬حسب حجم‬
‫فيها مسؤولي النيابات العامة بمحاكم المملكة‪ ،‬إلى التطبيق الصارم والحازم‬                                                                                                              ‫الطبيعي‪.‬‬   ‫الم��ق��اولات‪ ،‬إذ ه�ن�اك ت�داب�ي�ر خ�اص�ة ب�الم�ق�اولات‬
‫للمقتضيات القانونية موضوع هذه الدورية‪ ،‬ابتداء من الثلاثاء ‪ 8‬أبريل الماضي‪.‬‬                                                                    ‫وحذرت مجموعة من المنظمات المهتمة بالميدان‬         ‫ال�ص�غ�رى والم�ت�وس�ط�ة‪ ،‬وأي�ض�ا إج����راءات تهم‬
‫وم�ع وض�ع ق�ان�ون زج��ري ض�د المخالفين ح�دد عقوبة حبسية م�ن شهر‬
‫إلى ثلاثة أشهر وبغرامة تتراوح بين ‪ 300‬و‪ 1300‬دره�م‪ ،‬أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين‪ ،‬بات استعمال الكمامات أمرا حتميا‪ ،‬ليس فقط لتجنب العدوى‪،‬‬
‫وإنما كذلك مخافة من الإيقاف وما يليه من وضع في الحراسة النظرية‪ ،‬ثم‬

  ‫تقديم أمام النيابة العامة وتطبيق العقوبة المحددة في القانون سالف الذكر‪.‬‬
                              ‫وه�و م�ا ظهر على أرض ال�واق�ع‪ ،‬إذ بدت‬
                               ‫مشاهد كاريكاتورية‪ ،‬من قبيل وضع الكمامة‬
                               ‫في العنق أو على الجبين‪ ،‬سيما في الأسواق‬
                                ‫وأم��ام الدكاكين والمح�ل�ات المرخصة بفتح‬
                                 ‫أب�واب�ه�ا‪ ،‬ك�م�ا ظ�ه�ر ع��دم اح�ت�رام مسافة‬
                                  ‫الأمان‪ ،‬وغيرها من السلوكات‪ ،‬التي يفهم‬
                                   ‫منها أن مواطنين يخشون من السلطات‬
                                    ‫والعقوبات أكثر من خشيتهم من كوفيد‬
                                                                       ‫‪.19‬‬
                                     ‫ورغ�م أن السلطات الأمنية شنت‬
                                      ‫حملات في هذا الإطار وقدمت عشرات‬
                                       ‫المخالفين والمستهترين بالكمامات‪،‬‬
                                        ‫إلا أن ذل��ك ل�م يحقق ال���ردع ال�ع�ام‬
                                        ‫وظل استعمال الكمامة كلعبة القط‬
                                         ‫وال�ف�أر‪ ،‬رهينة بمشاهدة دوري�ات‬
                                          ‫الأم�ن‪ ،‬ناهيك عن سلوكات أخرى‬
                                           ‫م��رض��ي��ة‪ ،‬م��ن ق�ب�ي�ل الاح�ت�ف�اظ‬
                                            ‫بالكمامات‪ ،‬ال�ت�ي لا تصلح إلا‬
                                            ‫لسويعات قليلة أياما معدودة‪،‬‬
                                             ‫م�ع م�ا ق�د ينجم ع�ن ذل��ك من‬
                                              ‫انعكاسات صحية‪ ،‬سبق أن‬
                                               ‫تم التحذير منها في مختلف‬
                                                ‫وسائل الإعلام والتلفزيون‪.‬‬
                                              ‫المصطفى صفر‬

     ‫بـؤر مقاومـة‬

     ‫بنيس أستاذ علم الاجتماع شدد على ضرورة فرض تدابير صارمة و״غرامات رمزية״‬

‫قال سعيد بنيس‪ ،‬أستاذ علم الاجتماع‪ ،‬إن التمظهرات المجتمعية المرتبطة ببعض الفئات العمرية‪ ،‬أو بعض التجمعات السكنية الحضرية منها والقروية‪ ،‬وأيضا مع حلول فصل الصيف وطبيعة الممارسات‬
‫المجتمعية التي تنشط فيه‪ ،‬يمكن من خلالها استشراف بؤر مقاومة‪ ،‬ستؤدي إلى كسر مقولة التعايش مع فيروس كورونا‪ ،‬ليبدو معها التعايش مع الفيروس‪ ،‬أمرا يستدعي إبداع إستراتيجيات وآليات جديدة‬

                                                               ‫للتحسيس والتوعية بالخطر المحدق‪  .‬في ما يلي التفاصيل‪:‬‬

     ‫مواطنة افتراضية‬                                                                              ‫الحجر الصحي‪ ،‬يستوجب الم�رور إل�ى تدابير‬       ‫< التقارب الاجتماعي في المغرب يعد سلوكا‬                 ‫< أك�دت منظمة الصحة العالمية أن العالم‬
                                                                                                       ‫أكثر صرامة‪ ،‬من قبيل أداء "غرامة رمزية"‪.‬‬  ‫مجتمعيا م�ح�م�ودا وت�ص�رف�ا ف�ردي�ا وجماعيا‬             ‫سيضطر للتعايش مع فيروس ك�ورون�ا لفترة‬
‫< هل سيرسخ هذا الوباء تعاملا جديدا لمؤسسات الدولة والمجتمع في إطار تواصل‬                                                                        ‫راقيا‪ ،‬لأنه يعبر عن تواضع الشخص ورفعته‬
                                                                                 ‫جديد؟‬            ‫< ه�ل تخلي الم�غ�ارب�ة ع�ن بعض ال�ع�ادات‬      ‫وحلمه في التعامل مع الآخرين‪ .‬لهذا‪ ،‬فالمغربي‬                         ‫طويلة‪ ،‬فهل ينجح المغاربة في ذلك؟‬
                                                                                                  ‫م�ن أج�ل التعايش م�ع ال�ف�ي�روس ي�ؤث�ر عليهم‬  ‫ينحو‪ ،‬ف�ي تعاملاته وف�ي ت�داولات�ه ونقاشاته‬             ‫< أص�ب�ح�ت ف�رض�ي�ة ال�ت�ع�اي�ش واس�ت�م�رار‬
‫< بالفعل‪ ،‬فإذا كان التفكير والتخطيط للخروج من الحجر الصحي سيتم بطريقة تدريجية‬                                                                   ‫اليومية‪ ،‬منحى الالتحام الجسدي مع محاوريه‬                ‫الح�ج�ر ال�ص�ح�ي‪ ،‬واق�ع�ا وج��ب ت�دب�ي�ره على‬
‫ومعقلنة‪ ،‬يصبح من الأجدر الانتقال بخصوص التفاعلات الرسمية والمؤسساتية المباشرة‬                                                        ‫اجتماعيا؟‬  ‫وم�خ�ال�ط�ي�ه‪ ،‬ل�ك�ن ه��ذا ال�ت�ق�ارب الاج�ت�م�اع�ي‬     ‫المستوى الداخلي والخ�ارج�ي‪ .‬ففي ما يتعلق‬
‫بين المواطنين والدولة وكذلك بين المواطنين في ما بينهم‪ ،‬إلى نسق جديد غير مباشر عن بعد‪،‬‬             ‫< في سياق هذا السؤال يبدو من الضروري‬          ‫أضحى‪ ،‬مع انتشار جائحة كورونا ومع نصائح‬                  ‫بالحالة المغربية‪ ،‬يظل ال�س�ؤال الملح‪ ،‬هو هل‬
‫يكرس فاعلية الرقمي والافتراضي على فعلية الواقعي والحضوري‪ .‬وهذا الانتقال يمكن رصد‬                  ‫للحفاظ على سلامة الفئات‪ ،‬التي ما زالت ملتزمة‬  ‫وإرشادات المنظمة العالمية للصحة‪ ،‬خطرا كارثيا‬            ‫سينجح الم�غ�ارب�ة ف�ي ذل��ك؟ ف�م�ن خ�ل�ال م�رور‬
‫معناه وجدواه من خلال التجارب الناجحة في دول‪ ،‬مثل كندا وكوريا الجنوبية وألمانيا وعديد‬              ‫بالاشتغال والوجود الفعلي في الفضاء العمومي‬    ‫على حياة الإنسان‪ ،‬بل ومصدرا مؤكدا لانتشار‬               ‫أك�ث�ر م�ن شهرين على ح�ال�ة الح�ج�ر الصحي‬
‫من التجارب الأخرى‪ ،‬على أساس أن هذا الانتقال ينبني على سلوك الانضباط المواطناتي‪،‬‬                   ‫المغربي وفي المرافق الإدارية والصحية‪ ،‬اتخاذ‬   ‫العدوى والوباء‪ .‬لذا وجب على المغاربة استيعاب‬            ‫وحالة الطوارئ‪ ،‬يبدو أن احترام تدابير الحجر‬
                                                                                                  ‫الاحتياطات اللازمة في التعامل مع المواطنين‪،‬‬                                                           ‫الصحي من قبل المغاربة‪ ،‬عرف استقرارا نسبيا‬
                             ‫الذي ينصاع لآلية الارتفاق والحصول على الخدمات عن بعد‪.‬‬                ‫أو الزبناء‪ ،‬أو المرتفقين والتخلي عن بعض‬               ‫أن طقس وممارسة التباعد الاجتماعي‪،‬‬               ‫في جميع جهات المملكة‪ ،‬مع بعض الاستثناءات‪،‬‬
‫فبالتركيز على إحصائيات الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات‪ ،‬حسب البحث السنوي‬                         ‫ال�ع�ادات‪ ،‬مثل ال�ت�ق�ارب الاجتماعي التي‬                          ‫هو الحل الوحيد والأوحد‪،‬‬             ‫التي تحيل على بعض السلوكات‪ ،‬س�واء منها‬
‫حول مؤشرات تكنولوجيا الإع�لام والاتصال لدى الأس�ر والأف�راد‪ ،‬يمكن استنتاج أن هذه‬                  ‫يشكل طقسا اعتياديا ولا إراديا‪ ،‬فأغلب‬                                   ‫ب���ل الح����ل ال��ن��اج��ع‬    ‫المرتبطة ببعض الفئات العمرية‪ ،‬مثل الشباب‬
‫الوضعية تمكن‪ ،‬إذا تمت رقمنة الإدارة‪ ،‬أن تفضي إلى مواطنة افتراضية‪ ،‬إذ يمكن للدولة أن‬               ‫الفيديوهات والمتابعات والمشاهد‪،‬‬                                           ‫وم��������دخ���ل����ا م��ن‬  ‫الذين لم يتقبلوا فكرة الحجر‪ ،‬كما أن رمضان‬
‫تتفاعل مع الحاجيات الإدارية للمواطنين من خلال بوابة الافتراضي‪ ،‬وبالتالي ربح الرهان‬                ‫سيما في ما يخص بعض الفئات‬                                                   ‫ب�ي��ن الم���داخ���ل‬      ‫كان يمثل بالنسبة إليها موعدا سنويا لبعض‬
                                                                                                  ‫التي تتحرك في الفضاء العمومي‪،‬‬                                                 ‫ال���ن���اج���ح���ة‬     ‫العادات‪ ،‬مثل السهر والمآنسة الليلية والأنشطة‬
                           ‫في التخفيف‪ ،‬بل والقفز على المخاطر المحتملة لفيروس كورونا‪.‬‬              ‫ومنها على الخصوص الأطباء‬                                                       ‫لمحاربة هذه‬            ‫النهارية‪ ،‬مثل الدوريات الشعبية لكرة القدم التي‬
                                                                                                  ‫والم���م���رض�ي�ن وأع������وان‬                                                  ‫الج��ائ��ح��ة‬
‫السلطات المحلية‪ ،‬أو عند توزيع المساعدات‪ ،‬أو‬      ‫الذين لا يحترمون الحجر الصحي أو يعمدون‬           ‫ورج����������ال ال��س��ل��ط��ة‪،‬‬                                                  ‫والتعايش‬                                 ‫كانت تنظم وسط الأحياء‪.‬‬
‫تقديم الخدمات‪ ،‬إذ لا يذعن الأف�راد للإجراءات‬     ‫إل��ى خ��رق ح�ال�ة ال��ط��وارئ بتلقائية تنسجم‬    ‫تظهرها فريسة سهلة‬                                                                    ‫معها‪.‬‬            ‫ك�م�ا أن الاس�ت�ث�ن�اء ف�ي ع��دم ال�ت�ع�اي�ش مع‬
‫الاح�ت�رازي�ة ولا يلتزم السكان بالبيوت للحد‬      ‫وتخضع لثقافة ال�ت�ق�ارب الاجتماعي وتجعل‬          ‫وع���رض���ة ل�ل�إص��اب��ة‬                                                        ‫كما أن‬               ‫فيروس ك�ورون�ا وع�دم تحمل تداعيات الحجر‬
‫من تفشي فيروس "ك�ورون�ا"‪ ،‬بل يعود الأف�راد‬                                                        ‫ب��ف��ي��روس ك���ورون���ا‪،‬‬                                                      ‫عدم الالتزام‬          ‫الصحي‪ ،‬م�رده طبيعة وضيق مساحة المنازل‬
‫والمجموعات إلى طقوسيهم التي دأب�وا عليها‬                  ‫الأجسام في دنو خائن ومحاذاة قاتلة‪.‬‬      ‫لأن���ه���ا ت��ت��ع��ام��ل م�ع‬                                                 ‫واح ������ت ������رام‬  ‫وبعض التجمعات السكنية‪ ،‬في بعض أحياء‬
                                                 ‫يبدو أن آلية التباعد الاجتماعي يمكن أن‬           ‫الج������م������اع������ات‬                                                   ‫ه������ذه الآل���ي���ة‬   ‫المدن الكبرى‪ ،‬التي ترتكز في معيشها اليومي‬
    ‫في معيشهم المجتمعي‪ ،‬قبل جائحة كورونا‪.‬‬        ‫تشكل جسرا مهما للانتقال من عادات اجتماعية‬        ‫والأف��راد‪،‬‬                                                                   ‫م��ع الخ���روج‬          ‫على طقس ال�ت�ق�ارب الاج�ت�م�اع�ي "الفيزيائي"‬
‫ومع تعدد وتنوع حالات التجمع والاكتظاظ‬            ‫مبينة على ال�ت�ق�ارب الاج�ت�م�اع�ي‪ ،‬إل�ى ع�ادات‬                                                                                   ‫التدريجي‬             ‫المجالي والرمزي المجتمعي‪ ،‬كما أن حلول فصل‬
‫والتزاحم‪ ،‬يتوجب الانكباب بطريقة معمقة على‬        ‫اجتماعية تقتصر على "الفعلية" و"الفاعلية"‪ .‬لهذا‬                                                                                       ‫م�����������ن‬     ‫الصيف والرغبة في الاستفادة من الشاطئ أو‬
‫رقمنة الإدارة لتتم تفاعلات المواطنين مع المرافق‬  ‫لكي لا يترك تخلي المغاربة عن بعض العادات‪،‬‬                                                                                     ‫سعيد بنيس‬                ‫المنتزهات القريبة من مقر السكنى‪ ،‬سيشكلان‬
‫العمومية عن ُبعد‪ ،‬خطوة استباقية لاحترام‬          ‫من أجل التعايش مع الفيروس أث�را مجتمعيا‬                                                                                                                ‫ع�ام�لا غ�ي�ر م�ت�وق�ع ف�ي ض�ب�ط إي�ق�اع تعايش‬
‫وضبط ال�ش�روط الاح�ت�رازي�ة للحجر الصحي‪،‬‬         ‫عليهم وي�ق�وض أس�اس�ي�ات ال�ع�ي�ش المشترك‬
‫وفي الحالات القصوى لتحرك الفرد والمواطن‪،‬‬         ‫وال�راب�ط الاجتماعي و"التمغربيت" أصبح من‬                                                                                                                                 ‫المغاربة مع فيروس كورونا‪.‬‬
                                                 ‫الجدير الانتقال من مجتمع التواصل الواقعي‪،‬‬                                                                                                                ‫إذن‪ ،‬من خلال هذه التمظهرات المجتمعية‬
        ‫من أجل حاجياته الضرورية والحيوية‪.‬‬
‫أجرت الحوار‪ :‬إيمان رضيف‬                                       ‫إلى مجتمع الاتصال الافتراضي‪.‬‬                                                                                                                  ‫يمكن استشراف بؤر مقاومة‪ ،‬ستؤدي إلى‬
                                                                                                                                                                                                             ‫كسر مقولة التعايش مع فيروس كورونا‬
            ‫في سطور‬                              ‫< ه��ل س�ت�ح�دث ق�ط�ي�ع�ة ف��ي ال�س�ل�وك‬                                                                                                                     ‫ليبدو معها التعايش مع الفيروس‪ ،‬أمرا‬
                                                                 ‫المجتمعي ما بعد كورونا؟‬
                         ‫‪ -‬من مواليد الرباط‬                                                                                                                                                                     ‫يستدعي إبداع إستراتيجيات وآليات‬
‫‪ -‬حاصل على شهادة باكلوريا من ثانوية يعقوب‬        ‫< الحديث عن القطيعة سابق لأوانه‪،‬‬                                                                                                                                ‫جديدة للتحسيس والتوعية بالخطر‬
                                                 ‫سيما إذا تمت الإحالة على بعض الوقائع‬
                     ‫المنصور ابن رشد بالرباط‬     ‫المجتمعية‪ ،‬التي تشير إلى تجذر سلوك‬                                                                                                                                                          ‫المحدق‪ .‬‬
                  ‫‪ -‬أستاذ جامعي منذ ‪1992‬‬         ‫ال��ت��ق��ارب الاج�ت�م�اع�ي ع�ن�د الم�غ�ارب�ة‪.‬‬                                                                                                                  ‫< كيف للمغربي استيعاب فكرة‬
                 ‫‪ -‬أستاذ زائر بكوريا وفرنسا‬      ‫ويم��ك��ن س����رد‪ ،‬ع�ل�ى س�ب�ي�ل الم��ث��ال لا‬                                                                                                                  ‫التباعد الاجتماعي للوقاية من نقل‬
      ‫‪ -‬عضو الجمعية المغربية للعلوم السياسية‬     ‫للحصر‪ ،‬ما حدث عند استلام رخصة‬
                                                 ‫التنقل الاستثنائية المسلمة‪ ،‬من قبل‬                                                                                                                                                         ‫العدوى؟‪ ‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11