Page 3 - عدد السبت-الأحد صحيفة الصباح
P. 3

‫‪3 www.assabah.ma‬‬                                                                                                                                             ‫السبت ‪ -‬الأحد ‪ 2020/5/31-30‬العدد‪6231:‬‬          ‫الحدث‬

‫اليوسفـي ‪ ...‬رحيـل الحكيـم‬

                               ‫حياة غنية بالعواطف الإنسانية والمواقف المبدئية والنضال والتضحيات‬

‫يتلخص مسار الراحل "سي عبد الرحمان اليوسفي" (كما يحرص المقربون منه على مناداته) في ساعات قليلة‪ ،‬حين جاء الملك محمد السادس فجأة‪ ،‬مساء السبت ‪ 15‬أكتوبر ‪ ،2016‬وبدون سابق ترتيب‪ ،‬للاطمئنان على وضعيته‬
‫الصحية بالطابق الثاني لمستشفى الشيخ خليفة بالبيضاء‪ .‬اكتشفت الأجيال الجديدة‪ ،‬بعد الزيارة الملكية‪ ،‬شخصية قائد سياسي‪ ،‬إذ كلما عادت لقراءة مساره السياسي والنضالي الطويل‪ ،‬تكتشف حلقات جديدة وتفاصيل غنية‬

              ‫بالعواطف الإنسانية والمواقف المبدئية‪ ،‬فاليوسفي‪ ،‬كما يرثيه المقربون‪ ،‬الآن‪ ،‬إنسان يؤمن بأن السياسة أخلاق‪ ،‬والعطاء للوطن لا يساوم أو يقاس بالمناصب‪ ،‬والتضحيات ضريبة الدفاع عن القيم‪.‬‬

           ‫حكومة التناوب‬                             ‫التشريعية في ‪ ،1993‬احتجاجا على ما وقع‬                  ‫م�ح�اك�م م�راك�ش (‪ ،)1969-1975‬إذ طالبت‬           ‫وطارده الاستعمار وبقي فارا من الاعتقال‪ ،‬بين‬    ‫يتلخص مسار الراحل اليوسفي في ثلاث‬
                                                     ‫فيها من تلاعب‪ ،‬وذهب إلى "كان" ‪ ،‬قبل العودة‬             ‫النيابة العامة بإصدار حكم عليه بالإعدام‪ ،‬ثم‬      ‫آس�ف�ي وم�راك�ش إل�ى أن استقر ف�ي البيضاء‬      ‫م�راح�ل‪ ،‬الأول��ى منذ ولادت��ه ف�ي العيد العالمي‬
‫بعد مفاوضات متعثرة ومتقطعة قبل عبد‬                   ‫بعد ض�غ�وط م�ن زم�الئ�ه وف�ي س�ي�اق الأج��واء‬          ‫صدر حكم العفو عنه في ‪ 1980‬فعاد إلى المغرب‪.‬‬       ‫وعمل سرا في صفوف المقاومة وتنظيم الطبقة‬        ‫للمرأة ف�ي ‪ ،1924‬ودوره المح��وري ف�ي حركة‬
‫الرحمن اليوسفي ع�رض الملك ال�راح�ل الحسن‬             ‫السياسية الج�دي�دة ف�ي البلد وال�رغ�ب�ة التي‬           ‫انتخب كاتبا عاما للحزب بعد وف�اة عبد‬             ‫العمالية‪ ،‬ومع نفي الملك الراحل محمد الخامس‬     ‫مقاومة الاستعمار‪ ،‬ثم معارضته الملك الراحل‬
‫ال�ث�ان�ي ب�ق�ي�ادة م�ا اص�ط�ل�ح عليها ب�ـ"ح�ك�وم�ة‬  ‫أب�داه�ا الم�ل�ك ال�راح�ل الح�س�ن ال�ث�ان�ي لإش�راك‬    ‫ال�رح�ي�م ب�وع�ب�ي�د ف�ي ‪ ،1992‬ث�م اس�ت�ق�ال من‬  ‫إلى مدغشقر اهتم اليوسفي بتنظيم المقاومة‬        ‫الحسن الثاني وسياسته‪ ،‬والثانية في ‪1998‬‬
‫التناوب"‪ ،‬وعين وزيرا أول في ‪ 1998‬إلى ‪،2002‬‬                                                                  ‫وظائفه السياسية بعد إعلان نتائج الانتخابات‬       ‫وجيش التحرير‪ ،‬إلى حين حصول المغرب على‬          ‫ح�ين قبل بقيادة م�ا اصطلح عليه بـ"حكومة‬
‫وهي الفترة التي شهدت م�رور المغرب من أزمة‬                                     ‫المعارضة في الحكم‪.‬‬                                                                                                            ‫التناوب"‪ ،‬وتعيينه وزيرا أول لحكومة التناوب‪،‬‬
‫اق�ت�ص�ادي�ة‪ ،‬نج�ح ال�ي�وس�ف�ي ف�ي التخفيف من‬                                                                                                                                                   ‫الاستقلال‪.‬‬  ‫والثالثة ما بعد رسالته الشهيرة "عدم احترام‬
‫وطأتها‪ .‬لم تسلم تجربة اليوسفي مما أسماه‬                                                                  ‫الاعتزال‬                                            ‫اعتقل اليوسفي م��رات ع�دي�دة‪ ،‬منها في‬          ‫المنهجية الديمقراطية"‪ ،‬ومغادرته المغرب غاضبا‬
‫"ج�ي�وب م�ق�اوم�ة ال�ت�غ�ي�ي�ر"‪ ،‬ال�ت�ي وض�ع�ت كل‬                                                                                                            ‫‪ 1959‬مع محمد بصري مدير "التحرير" بتهمة‬
‫المتاريس لمنع الحكومة من الإص�ل�اح‪ ،‬وق�ال في‬                          ‫أعلن اليوسفي اعتزاله العمل السياسي وقدم استقالته من حزبه في رسالة إلى مكتبه‬            ‫التحريض على العنف والنيل من الأمن الوطني‬                            ‫وحزينا في الوقت نفسه‪.‬‬
‫مذكراته إن "الجميع يدرك أن من تمكن من بناء‬                            ‫السياسي في ‪ ،2003‬ثم انطلقت مرحلة جديدة حظي بها باعتراف وطني ودولي بشخصيته‬              ‫للدولة والأمن العام‪ ،‬ثم في ‪ 1963‬بتهمة التآمر‪،‬‬
‫مصالح أثناء العهود السابقة أو لا يزال‪ ،‬ويرى‬                           ‫ونضاله‪ ،‬فوشحه الملك محمد السادس بوسام ملكي رفيع في أكادير‪ ،‬وفي ‪ 2003‬وشحه‬               ‫وصدر في حقه حكم بالسجن سنتين مع وقف‬                  ‫اليوسفي والنضال والإعدام‬
‫في التغيير والتجديد تهديدا لمركزه الاقتصادي‬                           ‫العاهل البلجيكي بوسام ملكي أيضا‪ ،‬بالمقابل اعتذر عن طلبات وطنية ودولية كثيرة‬            ‫التنفيذ‪ ،‬وأع�ف�ي عنه ف�ي ‪ ،1965‬فسافر إلى‬
‫أو مركزه السياسي‪ ،‬سيكون منخرطا في بنية‬                                ‫لتكريمه والاحتفاء به بقوله‪" :‬ما قمنا به واجب وطني ونضالي‪ ،‬وفعل الواجب يسقط‬             ‫فرنسا للإدلاء بشهادته‪ ،‬باعتباره طرفا مدنيا في‬  ‫انخرط اليوسفي في العمل السياسي منذ‬
                                                                      ‫التكريم"‪ .‬وعرضت عليه مناصب في مؤسسات مغربية وأجنبية‪ ،‬لكنه تشبث باستقالته‬               ‫محاكمة مختطفي المهدي بن بركة‪ ،‬وبقي هناك‬        ‫‪ 1943‬وع�م�ره لا ي�ت�ج�اوز ‪ 19‬س�ن�ة‪ ،‬وانتمى‬
                                ‫هذه الجيوب"‪.‬‬                                                                                                                                                                ‫لحزب الاستقلال بالرباط‪ ،‬حيث تابع دراسته‬
‫خالد العطاوي‬                                                                                                                           ‫من العمل السياسي‪.‬‬                       ‫‪ 15‬سنة في منفى اختياري‪.‬‬      ‫في ثانوية مولاي يوسف وأسس خلية نضالية‪،‬‬
                                                                                                                                                             ‫وحكم على اليوسفي غيابيا في جلسات‬

          ‫بورتريه‪...‬‬                                                  ‫العلوي‪ :‬فقدنا رجلا مستقيما سياسيا‬                                      ‫شهـادات‬

       ‫الأيقونـة‬                                                                                                                                             ‫مجاهد ‪ :‬خسارة للوطن‬

‫ف�ي حملة ان�ت�خ�اب�ي�ة ف�ي ال�ت�س�ع�ي�ن�ات‪ ،‬زار‬                       ‫ااااااااالااافببوووو�ولل�للللللللل�ا��مم����ااإاا�����ت�رف�ص���ل�س�ج��دل���نح�ن�مدبش��عو����ش�رتق�مغف��سش��ت��مي�����ق�����ح�رع���قي��ه��ا��طاصم���ميوع��ة�ب�ت�عودر��و��ط��ي�ل�ا��ت�ل��ا�يمض�ب�نةمبهةقلب��سب�ط�ق���������ا�ة�ض���ل���ل��فر��اا�يحل‪�.‬يياسر����يار�ة��ا�ت�و��ر�ي�الاا�ت�ونلايل�رةب�ا�ل�ااعكو‪،‬ة�نلتح�طمال��ل�لبط�‪،‬سف���نا�ي��ط‪��،‬ق���ر��قوا��لن�تإ�ا��ح�ض��ا��ي�ع‪�،‬وو����سفويذل�ب���رحااق�تا��اب�ي�صرةةلشي�دقطال�قاطل����ما�ليكتي��لوراتا��وم���رفللاند����وحم�ال��جدغ�ن���اري�يقوتفن��ر�ي�‪�،‬س�فهارهم�اةفق�وادببدمالانةع�‪،‬الم�يل���ال�ملونالتن�أر�عاغدعلي�فف��ئفالةاب�جق�لي‪،‬يمطفينمكصم��يالىبحلعمبلهلأنقاارجحنسنح�نجواةم�فاظبا�إلهالعبمدروفرتللعي�اضنمابيؤونك�اةلنحدهبلضاة‪،‬ةوجكرئالمعي‪.‬ساصلاااباهفإاةلاليرضللةن�ذمن�سلوللةساحوويسمإتايلاةوققسلبلياصلعفامرل�نيالوتولسفراكىاعبيقنوقبححؤتصا�عسحنييياماسبدوطلحةظمحدةافضيلتي�نبمحايلاليهةن‪،‬ولرقياوللمضشااوإيابكملالوولنالفتتوةفوخنلوبلليرأآكرحسقفداايثهيحورااسلؤقفسجخصص�رقلنقبكفادفريورياسيةعواوجأحلسعيتلبيةفةوياقهييااهننهوطاكنفللدةأي‪،‬منبيودلاكوةغا‪.‬وداالةمي‪،‬ا‪،‬للبلألرلاةعروحطركإلقافسعاروتأننكاسمرننويردللإعييءتاوأاالصق�ةةسعاحفبد‪.‬ميياحعلإذقنمىنةمفونطربضُماعنداتاةسرييهلراائعيهايةهاةلهبمتانلنج‪.‬يوتممةدسابياحااكنناانلألنالوااعاالوماةلرعفلبوبنلنناوأبتررلوفدلفسجا‪6‬أتقفرتفبيااضاهاححبةع‪5‬لحاللةام‪.‬اسةريلامحهرل‪9‬ولالارةكدةاأتلع‪1‬ةدناحفااسحاأوفللخومطلياابايودانااوسلريلفومييمءتينقودطيياموطبدعاولنرانلينقونمنطملممياارنجنايسينلؤيداسكءنيارف‪.‬باعثواسبةلجطذب‪.‬ر‪،‬نيرللوياسدق‪،‬ضلقفحةفرل‪،‬فس‪9‬يودفابسييايكيلج‪5‬اايي‪،‬يولرللولن‪9‬اتمهثياو‪،‬هءان‪1‬شلدالعجذإطلهلااعادوكيفلثبنيلملعدتءآمشراةيليلغيايخمعباةدترفبلهبااوااجسلذاييليبااملاالمةمغلرريلندتفسجيام‪.6‬ةييقيوحاهواو‪1‬مادامحلةارزكلخقملو‪.‬أيماسنرااايلوهةاأهلحمنلأددجصدقاطيوموالهوةفيسياوازارلونةتحزاري‪.‬عامتاابقجحإذمةنشر‪3‬عمقو�ااوبيشلتتئو‪6‬نا�مععقردبلهعذرمضبن‪9‬هكسارةااايودلدةي‪1‬ملكعسةا�يا‪.‬إمةألمل‪.‬ي�ان�واتوعسخةوحلابا‪،‬لجليرسسلةحااقاةدب‪،‬فشفسراتنويققعبيهيينأزي‪،‬بيفرعإيو‪،‬هبوودعد�وياأيلرإداخسرافكاالالايسعملللومقدأمريساتالندربهىالتاهقفعداسليرابتحديخبفاصىةعمجميدلفلرياةقيطحنكممعنعويياكفبةننانفلاا�ليبرولايايععيلمييألىةتانةقووفلنموالاحلقا�اعلطااللايسهخمفلل‪�،‬مطناافدفتلتيلللو�باالأس�عفعنباياو�الولالل‪،‬ب�صهالت�وأحأحساسلدةيذوف�ستلسةمرماا�واض�ي�وفيعشوسباقلناعضظاعولتي�لك�ومييس‪�،‬نل�اضزاإركهيافنلوسرولياينلر�إم�اميوتزسكتسابيلوةرجيويل‪،‬سأيخع�مق�اول�يعينلالاللضا‪،.‬اكمظلاخني�يأفنامباوسطلتعرملفلقلاالننا‪،‬واما�غ�و�اابقوعزليصشمملنزيكمأ�ل‪�،‬هأ‪�،‬طصتي�قر�يعكنةتاغييناسح‪،‬رلههاونيوةرلاجبفلاقنبل‪،‬نحب‪،‬أل�عيتروومي�وباوذايفوقزإايكي�لاسلوعج�ي�لسلااذلابطأالليرةلحككقةو�نلق‪.‬انصوأتقعيكدلاتنافاأأدشعوعدوق�عزحايدهفللفلم�وودباييمهونادمتىناعايةيىةلهءقلبنسعيد ينعي رفيق الكفاح بنعتيق‪ :‬رجل مبادئ‬
‫الراحل عبد الرحمان اليوسفي الحي المحمدي‬                               ‫سعد الدين العثماني‪ ،‬إنه يشعر بالأسى والحزن في فقدان‬                                                                                   ‫شكل شبكة من العلاقات الدولية مع منظمات‬
‫بالبيضاء لدعم المرشح المشترك لأح�زاب الكتلة‬                                                              ‫رجل مقاوم ووطني‪ ،‬قدم الكثير لبلده‪.‬‬                  ‫كثيرة همت جميع المجالات‪ ،‬وظل مع ذلك مدافعا عن‬
‫الديمقراطية‪ ...‬لم يشأ القائد الاتحادي أن يخاطب‬                        ‫وأكد بنعتيق أن اليوسفي بدأ مساره النضالي مقاوما‬                                        ‫حقوق الإنسان‪ ،‬وحينما وقع انفراج سياسي عاد إلى الوطن قصد‬
‫الاتحاديين‪ ،‬انطلاقا من مقر الحزب الرسمي‪ ،‬أو‬                           ‫ولم يقتصر عمله على طرد المستعمر‪ ،‬بل أسس لفكرة تكوين‬                                    ‫المساهمة في ترسيخ الممارسة الديمقراطية‪ ،‬والدفاع عن حقوق الإنسان‪.‬‬
‫يعتلي منصة سينما "السعادة"‪ ،‬بل فضل التوجه‬                             ‫الأجيال في العمل السياسي النبيل‪ ،‬قصد تكوين وعي‬                                         ‫وساهم اليوسفي أثناء قيادته حكومة التناوب التوافقي‪ ،‬في حصول انتقال‬
‫إعل�تيىقد‪،‬ربابلكما�دولياسيمالح� بش�مرري�ورف‪،‬شوخص�عص�ووداحُسدل‪.‬م منزل‬  ‫سياسي ل�دى الشباب عبر زرع روح الوطنية والبناء‬                                          ‫سلس من عهد إلى آخر لحظة وفاة الملك الراحل الحسن الثاني‪.‬‬
‫اشتهر اليوسفي بأنه يعيش برئة واحدة‪ ،‬لكن‬                               ‫والمشاركة في صناعة القرار السياسي‪.‬‬
‫من رآه‪ ،‬آنذاك‪ ،‬في درب مولاي الشريف‪ ،‬يستحيل‬                            ‫وأكد أن اليوسفي كان مناضلا في الاستقلال‪ ،‬قبل‬
‫تصديق الأمر‪ ،‬قبل تقبل الأمر‪ ،‬فمسار اليوسفي‬                            ‫أن ينتقل رفقة رف�اق�ه ال�راح�ل�ين عبد الرحيم بوعبيد‪،‬‬                                   ‫النقيب بنعمرو ‪ :‬مناضل ذو مواقف مشرفة‬
‫الطويل في النضال في عهد الاستعمار الفرنسي‪،‬‬                            ‫والمحجوب بن الصديق‪ ،‬وعبد الله إبراهيم‪ ،‬لتأسيس‬
‫والدفاع عن الديمقراطية في عهد الملك الراحل‬                            ‫حزب يساري‪ ،‬الاتحاد الوطني للقوات الشعبية‪ ،‬والعمل‬                                       ‫وصف النقيب عبد الرحمان بنعمرو القيادي البارز في حزب الطليعة الاشتراكي‬
‫الحسن الثاني‪ ،‬ومعاناته بسبب المنفى وجلسات‬                             ‫وسط الطبقة العاملة بالحي المحمدي‪ ،‬لتشكيل وعي‬                                           ‫الديمقراطي الراحل عبد الرحمان اليوسفي بالمناضل الكبير وصاحب المواقف المشرفة‬
‫المح�اك�م�ات‪ ...‬جعلت أج�ه�زة جسده ق��ادرة على‬                         ‫وطني في مواجهة الاستعمار وإح�داث ن�واة لمشروع‬                                          ‫في القضايا الكبرى سواء الوطنية أوالقومية أو العربية‪ ،‬مشددا على أن له ماضيا‬
                                                                      ‫مجتمعي يكون الإن�س�ان فيه صلب التطور والعيش‬                                                                                           ‫نضاليا مشرفا‪.‬‬
                                ‫تحمل الصعاب‪.‬‬                                                                ‫الكريم‪.‬‬                                          ‫واعترف الكاتب العام السابق للطليعة الاشتراكي‪ ،‬أنه رغم الخلاف مع الراحل اليوسفي‬
‫ف�ي ف�ب�راي�ر ‪ ،1998‬اس�ت�ق�ب�ل الم�ل�ك ال�راح�ل‬                       ‫وأض���اف ال�ق�ي�ادي الاتح����ادي أن‬                                                    ‫ورفاقه في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية‪ ،‬بعد انشقاقهم عنه في الثمانينات‬
‫الحسن الثاني‪ ،‬عبد الرحمان اليوسفي‪ ،‬بالقصر‬                             ‫ال��ي��وس��ف��ي ن���اض���ل وت��ع��رض‬                                                   ‫من القرن الماضي‪ ،‬يحظى اليوسفي بإشادة كبيرة من جميع المناضلين‪ ،‬مبرزا أن‬
‫الملكي بالرباط‪ ،‬ليعينه وزي��را أول‪ ،‬ثم ق�ال له‪:‬‬                       ‫لمضايقات وللاعتقال‪ ،‬واستمر‬                                                             ‫الخلافات لا تهم الأشخاص بل توجهات ومواقف‪ ،‬وهو أمر عاد يحصل‬
‫"إنني أقدر فيك كفاءتك وإخلاصك‪ ،‬وأعرف جيدا‬                             ‫مدافعا عن مبادئه وهو لاجئ‬                                                              ‫لدى العديد من المنظمات السياسية والنقابية والاجتماعية‪ ،‬مؤكدا‬
‫أنك منذ الاستقلال‪ ،‬لا تركض وراء المناصب بل‬                            ‫سياسي وطني غيور يدافع‬                                                                  ‫أن الاختلاف في وجهة النظر لا تتعارض مع تقدير مواقف رموز من‬
‫تنفر منها باستمرار‪ ،‬لكننا مقبلون جميعا على‬                            ‫ع�ن ال�وط�ن رغ��م خ�الف�ات�ه‬                                                                                                          ‫قيمة اليوسفي‪.‬‬
‫مرحلة تتطلب الكثير من الجهد والعطاء‪ ،‬من أجل‬                           ‫مع ال�دول�ة‪ ،‬إل�ى أن اختار‬                                                             ‫وأكد النقيب أن موقفهم في حزب الطليعة من اليوسفي لحظة‬
‫الدفع ببلادنا إلى الأم�ام‪ ،‬حتى نكون مستعدين‬                           ‫الم��س��اه��م��ة ف����ي تج����اوز‬                                                      ‫تعيينه وزي�را أول في حكومة التناوب في عهد الراحل الحسن‬
‫لولوج القرن الواحد والعشرين"‪ ،‬ثم عرض عليه‬                             ‫السكتة القلبية عبر تحمل‬                                                                ‫الثاني‪ ،‬ليس موقفا ضد أشخاص من طينة اليوسفي‪ ،‬بل موقف‬
‫الملك أن يلتزما معا أم�ام ال�ق�رآن الم�وج�ود على‬                      ‫م�س�ؤول�ي�ة ق�ي�ادة حكومة‬                                                              ‫مبدئي ض�د جميع الح�ك�وم�ات المغربية‪ ،‬مهما كانت تشكيلاتها‬
                                                                      ‫التناوب‪.‬‬                                                                               ‫السياسية‪ ،‬مجددا تأكيده على أنه مناضل ذو مواقف مشرفة‪.‬‬
            ‫مكتبه‪ ،‬بالعمل سويا لمصلحة البلاد‪.‬‬
‫ل�م ي�ر الاتح��ادي��ون ال�ي�وس�ف�ي متجهما أو‬
‫غاضبا‪ ،‬ففي حالات "انكساراته السياسية"‪ ،‬إما‬
‫يبتسم ليضفي غموضا وحيرة أو يتوارى عن‬
‫الأن�ظ�ار‪ ،‬ول�ه قاعدة لا يحيد عنها أب�دا يرفعها‬
‫في كل المحن عنوانها "الوفاء"‪ ،‬فقد أوفى بقسمه‬
‫للملك الراحل الحسن الثاني‪ ،‬كما أوف�ى لرفاق‬
‫النضال‪ ،‬ما أكسبه احترام الخصوم السياسيين‬

                                     ‫والأصدقاء‪.‬‬
‫يحترم المرأة‪ ،‬ويحتفل بعيد ميلادها العالمي‪،‬‬
‫الذي يصادف ولادته بطنجة في ‪ ،1924‬ينضبط‬
‫للقانون‪ ،‬خ�اص�ة أن�ه ح�اص�ل على الإج���ازة في‬
‫القانون‪ ،‬وعلى دبلوم الدراسات العليا في العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬ودبلوم المعهد الدولي لحقوق الإنسان‪،‬‬
‫وعمل محاميا لدى محاكم طنجة‪ ،‬واختير نقيبا‬
‫للمحامين بطنجة ‪ ،‬وتولى مهام الكاتب العام‬
‫المساعد لاتح�اد المحامين العرب من ‪ 1969‬إلى‬

                                          ‫‪.1990‬‬
‫تحمل مسؤوليات مهنية كثيرة‪ ،‬لكنه حريص‬
‫على قيم الوفاء‪ ،‬فلا يتخلى عن أصدقائه‪ ،‬حتى‬
‫أن صديقا نعاه في وفاته قائلا ‪ ":‬رمز من رموز‬
‫النضال والنزاهة السياسية والوطنية الأصيلة‬
‫كأنني أفقد أبي مرة أخرى‪ ."...‬خ ‪ .‬ل‬
   1   2   3   4   5   6   7   8