لوح حزب الاستقلال بالانسحاب من مجلس المستشارين، بصفة نهائية، واعتبار انتخابات 2 أكتوبر باطلة، بعد تحريك اللجنة الحكومية المتابعة في حق 26 شخصا بتهمة استعمال المال لشراء ذمم الناخبين، بينهم 13 استقلاليا، خمسة فازوا في الانتخابات، و8 ساهموا فيها، ضمنهم نجلا حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال. وأكدت مصادر "الصباح" أن مستشاري الاستقلال، عقدوا اجتماعا طارئا مساء أمس (الخميس) رفقة قيادة الحزب، لاتخاذ موقف نهائي، إزاء ما جرى، من قبيل التهديد بمغادرة المؤسسات التشريعية بصفة نهائية .وقال حميد شباط، أمين عام الحزب، في معرض جوابه على أسئلة "الصباح" إن لائحة المتابعة تعد إرهابا حقيقيا تمارسه وزارة الداخلية في حق حزب الاستقلال، ومسا خطيرا بوظيفة الأحزاب، وبشرعية الانتخابات، معتبرا تصريحات محمد حصاد، وزير الداخلية في حقه بأنه ابتز الدولة، كان بداية تمهد لإشعال فتيل الأزمة السياسية بالمغرب، مضيفا أن تعقب المناضلين بواسطة السيارات، وإجراء تنصت على هواتفهم يجعل من البلاد "دولة بوليسية". وأكد شباط أنه بصفته أمينا عاما، لم يعد مطمئنا حتى على السلامة الجسدية للاستقلاليين والاستقلاليات، مضيفا بالقول" إذا كانوا يرغبون ألا يرشح الحزب عبد الصمد قيوح، للتنافس على رئاسة مجلس المستشارين، كان الأجدر بهم أن يطلبوا من الأحزاب انتظار "تعيين" الرئيس الجديد من الأصالة والمعاصرة، بدل جر المغاربة إلى سيناريو مرعب سيكون له ما بعده".وأكد شباط أن اللجنة الحكومية لتتبع الانتخابات، كان عليها ألا تجري أصلا هذه الانتخابات، وتوزع المقاعد حسب هواها، مستعربا نشر أسماء الأشخاص الذين سيحقق معهم، كأنهم أدينوا قبل أن يصدر القضاء حكمه، معتبرا أن وزير العدل والحريات صادر حق المواطنين في الدفاع عن أنفسهم، محملا إياه مسؤولية الخطأ الذي ارتكبه بالتدخل ضدا على استقلالية القضاء. وحمل شباط، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، مسؤولية تفادي التصعيد السياسي، إزاء حزب ديمقراطي عتيد، مؤكدا أنها ثابتة، باعتباره المشرف السياسي على الانتخابات، التي لم يقدر على ضبطها، مشددا على أنه كان على صواب حينما دعا إلى إحداث الهيأة المستقلة للانتخابات، كي تضمن الحد الأدنى للحياد.وقال شباط إن بنكيران "مسؤول أمام الله وأمام الشعب"، لإعادة الأمور إلى نصابها، مستغربا ألا يكون لأعضاء اللجنة الحكومية إلمام بقواعد الانتخابات، من خلال احتساب أصوات الفائزين في الانتخابات التي أهلت مستشاري حزبه للفوز، مقدما مثالا بجهة فاس مكناس التي يتوفر فيها الحزب على أزيد من 695 مستشارا، ما جعله يفوز، "لأن الاستقلاليين صوتوا لفائدة الاستقلاليين، وضبطوا خريطة تحالفهم، فيما لا يتوفر التجمع الوطني للأحرار سوى على 500 مستشار، ومع ذلك أحرز فوزا، هذا يستدعي التساؤل أين حصل على باقي الأصوات؟".وأضاف شباط أن الاستقلال مستهدف من خلال فتح تحقيق مع أعضائه، مشددا على أن خصومه ساعون إلى ممارسة "التصفية السياسية" لحزب الاستقلال، تتجاوز سياسة التحكم السائدة منذ 2009، وتتجه إلى ضرب الديمقراطية المغربية الناشئة في العمق، والخروج من فكرة الانفتاح الديمقراطي، الذي كان ينعم به العهد الجديد، إلى الاحتقان السياسي.أحمد الأرقام