الممثلة أحرار أكدت أن فنانين لم يفوا بوعودهم بالمشاركة في مبادرة شاطئ الرباط
دعت الممثلة لطيفة أحرار، الاثنين الماضي، مجموعة من الفنانين للمشاركة في مبادرة من فكرتها تجلت في محاكاة مشهد الطفل السوري الغريق، الذي لفظته مياه البحر. عن هذه المبادرة تتحدث لطيفة أحرار لـ “الصباح” في الحوار التالي:
< ما هي الرسالة التي حملتها محاكاة مشهد الطفل السوري الغريق بشاطئ الرباط؟
< كانت المبادرة التي شاركت فيها مع عدد من الفنانين الاثنين الماضي على شاطئ الرباط، المتمثلة في محاكاة مشهد الطفل السوري الغريق الذي لفظته مياه البحر، وقفة من أجل التحسيس بخطر الإرهاب.
وكانت صورة غرق الطفل مؤثرة جدا لأنه فارق الحياة هروبا من تنظيم داعش على متن قارب رفقة عائلته، بدا نائما، لكنه أيقظ فينا ذلك الحس الإنساني، سيما أن عددا من الأسر المغربية غرق أبناؤها في قوارب أثناء سعيهم للوصول إلى القارة الأوربية.
والهدف من تلك المبادرة هي أن نقول للعالم إننا نرفض أن يكون حوض البحر الأبيض المتوسط مقبرة سواء للهاربين من الحرب ومن تنظيم داعش أو حتى للشباب الذين يحلمون بالهجرة نحو أوربا.
وأردنا من خلال المبادرة ذاتها أن نتوجه إلى السلطات المغربية من أجل التفكير في فتح الباب أمام السوريين اللاجئين، خاصة أن أوربا قامت بذلك.
< ما هي الأشياء التي تبادرت إلى ذهنك أثناء محاكاة مشهد الطفل السوري الغريق؟
< فكرت إلى أي درجة الإنسان خبيث وشرير، لأنه من المؤسف جدا أن يلقى الطفل السوري مثل هذا المصير في ظل الحرب والأوضاع المتأزمة، وفكرت أيضا في الطفولة التي تغتصب.
< لماذا لبى عدد قليل فقط من الفنانين الدعوة؟
< وجهت الدعوة للمشاركة في الوقفة، التي رغم رمزيتها لكن وقعها كبير جدا، إلى عدد كبير من الأشخاص ومن بينهم الفنانون الذين أكدوا حضورهم لكن لم يفوا بوعودهم ربما لالتزاماتهم أو عدم تمكنهم من القيام بذلك. وحتى لو لم يلب أي أحد الدعوة كنت سأقوم بالمبادرة بمفردي.
وعموما أنا سعيدة بمن وضعوا ثقتهم في الفكرة ولبوا الدعوة، ومن بينهم سعيدة فكري وعادل أبا تراب وفاطمة الزهراء أحرار ووسيلة صبحي.
< أثارت المبادرة استغراب عدد من الأشخاص الذين كانوا على الشاطئ، فما تعليقك على ذلك؟
< أثار حضوري رفقة عدد من الفنانين إلى شاطئ الرباط استغراب عدد من المصطافين، الذين كانوا في البداية يضحكون مما نقوم به، ثم صمتوا في ما بعد، بعد أن أدركوا المغزى من المبادرة.
< هل تفكرين في تقديم عمل خاص بالأطفال؟
< سبق أن قدمت عملا مسرحيا سنة 2004 في هذا الإطار، والذي تناول موضوعه المطاعم التي تبيع وجبات السمك والأشخاص الذين يتناولونه، وفي المقابل يتناول السمك عيونهم أثناء غرقهم في البحر.
ولا أخفي أنه بعد هذا العمل أصبحت أعاني حساسية منه، لأنه كلما وجدت نفسي أمام وجبة سمك أقول في داخلي إنه من المحتمل جدا أن تكون تلك الأسماك تناولت عيون عدد من الغرقى.
والمبادرة التي قمنا بها الاثنين الماضي أعتبرها عملا فنيا في حد ذاتها، والذي جسدناه خلال خمس عشرة دقيقة، لكنها مدة لا يمكن أن تختزل وقع صورة الطفل السوري التي هزت العالم لتقول للجميع «استيقظوا».
< ماذا عن جديدك الفني؟
< انتهيت من تصوير دوري في مسلسل «السيدة الحرة»، كما سيعرض قريبا بكندا فيلم «جوع كلبك»، الذي يتناول سيرة وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري.
وفي المجال المسرحي أستعد للقيام بجولة لمسرحية «واحد. زوج. ثلاثة»، إذ سأحط الرحال بتطوان وطنجة وكذلك سينظم عرض بتونس. وبالإضافة إلى ذلك سأبدأ قريبا تصوير «تاريخنا فخرنا»، الذي يسلط الضوء على المسيرة الخضراء، والمشاركة في الفيلم السينمائي «الأقزام» من إخراج هشام العسري.
أجرت الحوار: أمينة كندي
