كجمولة… من تندوف إلى البرلمان

دور طلائعي للنساء في المخيمات كانت النساء يلعبن دورا طلائعيا في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، بتحملهن الصعاب والصمود في مواجهة الطوارئ، وقساوة الطبيعة، إذ صنعت الخيام من مواد أولية بسيطة، مثل "الخيش" وأقمشة "الملحفة" كفراش للنوم، وطبقا لمقولة الحاجة أم الاختراع، تجدهن يبحثن عن طريقة لسد الخصاص في المواد الغذائية الأساسية، لقلتها، مثل الدقيق الذي يصنع منه الخبز، فلجأت بعض النساء إلى وضع بعض المعجنات" الشعرية" في إناء مليء بالماء ليلا، كي تصير مثل عجين وترجع إلى أصلها "فرينة"، ومنها يصنعن خبزا ويطهينه في فرن تقليدي. وكانت لجنة مشكلة من النساء في إطار اللجان الموجودة في جميع الدوائر، التي تنسق مع لجنتي الصحة، وتلك المكلفة بضمان توزيع التغذية التابعة للهلال الأحمر، تقدم شروحات ونصائح للنساء في مجال الطبخ، لضمان توازن غذائي، خاصة أنه في البداية كانت تضم الخيمة مكانا صغيرا، مخصصا لطهو الأكل، ومع توالي السنوات، غيرت النساء من عادتهن، ونصبن خيمة صغيرة، خصصت للمطبخ، لإبعاد حرارته عن مكان السكنى. ومع توالي السنين، تمكنت النساء من صناعة «لبريك» و»المقدار» لتشييد مطابخ، لأنهن تعبن من مواجهة العواصف الرملية القوية التي كانت تسقط الخيم، دون سابق إنذار. وبخصوص كيفية نقل المياه من حالة السخونة إلى البرودة، تضعه في قنينات بلاستيكية، وتلف به أنواعا مختلفة من قنب «الخيش»، ويبلل بالماء ويوضع في إناء به أيضا ماء ويوضع خارج الخيمة ليلا، فيطرد السخونة، ويستقبل البرودة، كي يصبح ماء صالحا للشرب في درجة حرارة منخفضة على أساس إدخاله فجرا إلى الخيمة . كما أسلفت، كانت الحياة بمخيمات لحمادة صعبة جدا، لكن الناس تعودت على التكيف التدريجي، وكانت لديها فكرة مقتنعة بها، ودافعت عنها، رغم ما تسبب لها ذلك من آلام وجروح، ووفيات، إذ بدأت تتقاطر المساعدات الأجنبية، وتمت هيكلة الهلال الأحمر، الذي يستقطب عملية تلقي المساعدات الإنسانية، ثم دخلنا مرحلة مهمة تتجلى في هيكلة تنظيم البوليساريو إداريا وسياسيا، كما تم إيلاء أهمية للسكن، وتوفير التغذية المتوازنة، وتمدرس الأطفال. وحينما شعر الناس بنوع من الاستقرار، وطبق القادة نظريتهم الجديدة في ضمان هذا الاستقرار، لوحظ بعض التحسن الطفيف وإن كان غير كاف، إذ أن الخيمة الأسرية كانت تحتاج إلى لوازم الحياة منها توفير المياه الصالحة للشرب، عبر تنقل الصهاريج، فيما التغذية كانت كميا ضعيفة جدا ومحدودة، بين دقيق " فرينة"، وسكر وعدس وزيت وبعض الأشياء الأخرى البسيطة، ما أدى إلى انتشار مرض فقر الدم، الذي أصاب خاصة النساء والأطفال، وحصلت وفيات بسبب تلك الأمراض. وكانت النساء داخل التنظيم السياسي في كل فروع جبهة بوليساريو، يقمن بحملات محو الأمية رفقة رجال لأجل استهداف السكان، داخل مخيمات اللاجئين الصحراويين بلحمادة بتندوف، لأجل ربح رهان تعليم الناس أبجديات اللغة العربية، عبر تقديم شروحات دقيقة بصبر وأناة، وفيما بعد تحولت أدوات التعلم، باستعمال السبورة للشرح والتوضيح سواء في تعلم اللغة العربية أو في الحساب. وبما أن محو الأمية مرتبط أيضا بالتوعية، تحت إشراف اللجنة المكلفة بالتعليم داخل الدوائر بتنسيق مع قطاع التعليم، فإنها همت كل الناس المحتاجين لذلك. أحمد الأرقام

كجمولة… من تندوف إلى البرلمان

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تـألـق لافـت للـدولـيـيـن الـمـغـاربـة فـي أوربـا

الـمـلاكـمـة الـمـغـربـيـة بـطـلـة لإفـريـقـيـا

مقالات ذات صلة