نبش في تاريخ عادات يهود المغرب 2

حماية المرأة الحامل وطقوس التنبؤ بجنس الجنين مرة أخرى، تظهر العوائد اليهودية، كما يحكيها إيلي مالكا، أن كثيرا من التمثلات والمعتقدات لدى المسلمين المغاربة هي نفسها لدى اليهود المغاربة، إذ أن الأخيرين، يؤمنون بدورهم بـ»الوحم» و»الوحام». وفي هذا الشأن، يعتقد اليهود، بأن المرأة أثناء الحمل، إذا لمست موضعا من جسدها في الوقت الذي تشتهي فيه إحدى الفواكه، يقال إن الوليد الجديد سيحمل في الموضع نفسه ارتسام الفاكهة التي اشتهتها الأم، وبسبب هذا الاعتقاد، يجد الزوج نفسه مضطرا للحصول على الأشياء النادرة، التي يجري الحديث أمام زوجته عنها، وغايته من ذلك، أن لا يترتب عن اشتهائها ذلك الأمر دون الحصول عليه، إجهاض. وتشتد عناية اليهود بالمرأة الحامل، وحمايتها من التعرض لما قد يؤثر عليها وعلى الجنين، لتصل، وفقا لما يحكيه مالكا، إلى درجة، توجيهها لتتجنب «لقاء أناس معطوبين أو مشوهين خشية ان يخلق المولود معتوها». وأما إن حدث، وكان من قدرها، أن ترى معتوها، فيفرض عليها المعتقد اليهودي، أن تبصق على الأرض, و»يقال ان ذلك البصاق يحتوي على كل ما يمكن ان تضمره رؤية هذا الشخص من سوء للطفل». وكما الأسر المغربية المسلمة، تولد عن أفضلية الذكر عن الأنثى لدى اليهود المغاربة، إبداع النساء، طقوسا يسعين بها إلى التعرف على جنس ما يحملنه في أرحامهن، ومن بين ما أورده مالكا في كتابه، أن «المرأة الإسرائيلية... تأخذ قطعة من الورق الأبيض، فتبللها بقليل من الحليب، ثم تضعها في النار، فإذا صار الورق أحمر، فان الولد سيكون ابنا، وإذا بقي على بياضه فإن المرأة ستلد بنتا». ووجد المؤلف لربط اللون الأحمر بالذكر والأبيض بالأنثى، في هذا الطقس، تفسيرا، مفاده أن اللون الأحمر، باعتباره براقا يرمز لدى اليهود إلى القوة والشهامة في حين ان اللون الأبيض يعتبر لونا تافها ويرمز الى الليونة وإلى الضعف. وليست تلك الممارسة، الطريقة الوحيدة المعتمدة من قبل المغربيات اليهوديات، لتوقع جنس أجنتهن، إذ هناك طريقة تسمح للمرأة، بأن ترمي في المجمر، بشيء من الشب، وباحتراقه يتخذ شكل الجنس الذي سيكون للمولود المقبل. وتوجد عادة أخرى، تقتضي أن تضع المرأة ما يسمى «حجاجة ميمونة»، في عتبة المنزل، وإذا كان أول من يدخل الدار رجلا، فإن المرأة الحامل ستلد ذكرا، وإذا كانت امرأة فان المولود سيكون أنثى. وأكد إيلي مالكا، أن تلك التجارب لا تستعمل بالتتابع، بقدر ما تستخدم كل امرأة الطريقة التي تحسنها للتعرف على جنس مولودها المنتظر، أما إعادة التجربة، فهو مشروط بأن تكون التجربة السابقة، قد أنبأت بذكر، ما يزكي، كيف أن اليهود المغاربة، بدورهم،يفضلون أن يكون مواليدهم ذكورا. امحمد خيي

نبش في تاريخ عادات يهود المغرب 2

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حيل مجرمين روعوا البيضاء 1

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات