حيل مجرمين روعوا البيضاء 1

"البطـل" الضحيـة عندما تحاول لعب دور البطولة فإن عليك انتظار أي نتيجة سيئة، لأنك تعرض نفسك لأبشع الأخطار. هذا ما حدث لأحمد الذي كان يريد الدفاع عن فتاة، أراد لصان سرقتها واغتصابها في مكان خال بالقريعة قبل ثلاث سنوات، ليبقى عبرة لكل أبناء الحي، نظرا للصور الدامية التي كان عليها أحمد ذلك اليوم، والتي مازالت راسخة في ذاكرة أصدقائه وعائلته. كان أحمد البالغ من العمر 25 سنة، يستمتع مع زملائه بشرب القهوة في أحد المقاهي العمومية قرب مكان سكناه، قبل أن يقرر الذهاب إلى منزله لأخذ قسط من الراحة بعد يوم شاق، قبل ساعة من منتصف الليل، إذ كان القدر يخبئ له ليلة دامية لن ينساها. وفي طريقه إلى منزله سمع أحمد صراخ فتاة تطلب النجدة، فذهب مسرعا نحو مصدر الصوت، وإذا به يجد لصين يحاولان اغتصابها وسرقتها بالقوة والعنف، فما كان أمامه سوى محاولة تخليصها منهما، علما أنهما كانا يحملان عصيا وأسلحة بيضاء، ويصرخان في وجه الفتاة التي كانت تحاول الهرب منهما دون جدوى. لم يكن يعلم أحمد أنه أخذ الاختيار الخاطئ بحكم أن هذا التدخل سيجعله راقدا في الفراش لمدة تتجاوز شهرين، بعدما أصيب بقطع في رباط رجله وساقه ثم ضربات في الرأس جعلته يفقد الوعي لدقائق، إضافة إلى الأضرار النفسية التي تسبب فيها لعائلته وأصدقائه ليستفيق بعدها في المستشفى. وفي رواية لأحد المقربين من أحمد، فإن لطف الأقدار جعل أبناء الحي يجدونه مستلقيا بدون حركة تذكر في مكان خال ومظلم، لينقلوه إلى المستشفى، بعد أن لاذ اللصان بالفرار، تاركين أحمد بين الحياة والموت. في المستشفى ظل أحمد فاقدا للوعي لدقائق، قبل أن يستفيق متعجبا لما رآه ومتسائلا عن مصير الفتاة التي حاول اللصان سرقتها، والتي لم يتسن له الدفاع عنها. قال أحمد للطبيب إن اللصين حاولا إخافته بالعصي والأسلحة البيضاء، لكنه ظل متشبثا بإنقاذ الفتاة، قبل أن تفاجئه ضربة في الرأس من أحدهما، فيما فضل الآخر قطع رباطه الصليبي، إذ كان على وشك فقدان رجليه ويديه نهائيا، بحكم الضربات القوية التي تلقاها، والهجوم الهمجي الذي كان سيودي بحياته. الحالة التي كان عليها أحمد مستلقيا على الأرض، اعتبرت عبرة لأبناء الحي، إذ هجر معظمهم المكان في الأيام التي تلت الحادثة، التي ظلت راسخة في أذهان أصدقاء وعائلة أحمد، لأنه كان على وشك توديع الحياة... العقيد درغام

حيل مجرمين روعوا البيضاء 1

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حقيبة سفر 6

نبش في تاريخ عادات يهود المغرب 2

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات