مقاهي الحشيش… الباحثون عن “التبويقة”

زبناء خاصون يقضون معظم أوقات الليل في تدخين اللفافات ولعب الورق دخان كثيف يغطي جميع فضاءات مقهى شعبي بالبيضاء يحجب النظر ويجعل من الصعب التحرك في المكان... الرائحة داخل المقهى مختلفة عن باقي الروائح التي تصادفك في الشارع، واستنشاق بعضها قد يصيب رأسك بالدوار...هذه هي الأجواء التي يمكن أن تكتشفها خلال جولة بسيطة ببعض المقاهي المخصصة للعب الورق وتدخين الحشيش. زبناء المقهى لا يتغيرون، فالوجوه التي تشاهدها اليوم تصادفها في اليوم الموالي، وهكذا دواليك إلى أن ينتهي الشهر الفضيل، بل إن ترددهم على المقهى يستمر إلى ما بعد رمضان وقد يكون طيلة السنة."كل واحد عندو بلاصة ديالو" يقول نادل مقهى في محاولة منه لإظهار ارتياد الزبناء إلى المقهى، قبل أن يضيف " البراني ما عندناش هنا".بالفعل الزائر الغريب للمقهى يتحول إلى محل اهتمام ونظرات من قبل الجميع، وكأن هناك اتفاقا مسبقا على تحسيسه بالأمر لدفعه إلى مغادرة المقهى التي يسعون لسبب، أو لآخر أن يبقوا وحدهم بها. السبب واضح ويشاهد بالعين المجردة، من خلال انهماك بعض الزبناء في تحضير لفافات الحشيش أو الانشغال بتدخين الجاهز منها، ولعب الورق أو "الكارطة".تتنقل لفافات الحشيش من يد إلى يد، وكأن هناك قواعد موضوعة مسبقا تتعلق بالتدخين المشترك للحشيش، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يتقاسمون الطاولة نفسها، وبين الفينة والأخرى قد تتعدى اللفافة حدود الطاولة لتقوم بجولة في المقهى وقد تطوله يد النادل الذي يسترق بين الفينة والأخرى بعض الوقت ليسحب نفسا عميقا ثم يعود لمواصلة تلبية طلبات الزبناء."بين الفينة والأخرى يصرخ أحد الزبناء وعيناه مشدودتان نحو دخان كثيف انبعث من فمه، صراخ يحاول من خلاله إظهار مفعول الحشيش في رأسه، وهي حركة تظهر مع سحب النفس الأول من اللفافة. بعدها يدخل في نقاش مع صاحبها، غالبا ما يتعلق بمصدر الحشيش والشخص الذي اقتناها منه و"مركده"، يعني المكان الذي يبيعها فيه، قبل أن يدله عليه مع إرفاق ذلك بتوصية منه حتى يلبي طلبه. المواضيع التي يتحدث عنها مرتادو مقاهي الحشيش نفسها، فهي لا تخرج عن الحديث عن بعض مباريات كرة القدم، خاصة خلال الفترة التي كانت فيها منافسات "كوبا أمريكا" أو الحديث عن بعض الأمور المرتبطة بنزاعات وقعت في الحي، أو أحياء مجاورة.بعد الساعة العاشرة والنصف ليلا يظهر بعض الوافدين على المقهى، أغلبهم قادمين مباشرة من المسجد بعد أن أدوا صلاة العشاء وبعض الركعات من صلاة التراويح، قبل أن يتفرقوا على الطاولات، ويبدؤوا في تدخين الحشيش.تستمر الأوضاع داخل المقهى إلى ساعات متأخرة من الليل، وبمرور الساعات تمتلئ الرؤوس بالحشيش وتقل حركتها ويقل معها الحديث الصاخب الذي كان في بداية السهرة.بعد أن تدق الساعة الواحدة صباحا يبدأ العد العكسي، فبين الفينة والأخرى ينهض زبون أو مجموعة زبناء من أمكنتهم ، يمشون بتثاقل قبل أن يلوحوا بأيديهم للجميع ضاربين موعدا للقاء في اليوم الموالي.الصديق بوكزول

مقاهي الحشيش… الباحثون عن “التبويقة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الفراشة" يحتلون شوارع أكادير

الـنـزاعـات تـؤرق الـوداد فـي مـوسـم اللـقـب

مقالات ذات صلة