محاكمة عصابة تستغل الأطفال في التسول

تعرضهم للتعذيب والترهيب والكي بالنار حجزت المحكمة الابتدائية بفاس، ظهر الخميس الماضي، للتأمل والنطق بالحكم بعد أسبوع، ملفين جنحيين تلبسيين مضمومين، يتعلقان بشبكة متخصصة في تجنيد أطفال قاصرين للتسول، يتابع فيهما ثلاثة شباب في حالة اعتقال، بينهم فتاة على علاقة غير شرعية بأحدهم، بعد مناقشتهما والاستماع إلى المتهمين والضحية ووالدته ومرافعات الدفاع والنيابة العامة التي التمست تشديد عقاب المتهمين. وسرد الطفل الضحية «م. ح» وعمره 15 سنة، أمام هيأة الحكم أثناء مناقشة الملفين، تفاصيل ما تعرض له من تعذيب على أيدي أفراد الشبكة، كاشفا بقايا آثار ذلك وكي في صدره وبطنه وباقي أنحاء جسمه، مؤكدا أن زملاءه نالوا المصير نفسه، كلما رفضوا الامتثال لأوامر المتهمين الثلاثة، بالخروج إلى الشارع والتسول، مبرزا أن كل طفل كان مطالبا بجمع ما بين 15 درهما و20 يوميا.وكشف الطفل الذي تعرف بسهولة على المتهمين، عن حقائق مذهلة تتعلق بسلوكات أفراد الشبكة، وتسخيرهم أطفالا وشبابا مشردين لمراقبة زملائهم أثناء عملية التسول بمختلف شوارع المدينة الجديدة، حيث يستقرون في فيلا مهجورة بشارع الجيش الملكي، مؤكدا أنهم كانوا يتعرضون للضرب والتعنيف والكي بالنار كلما رفضوا الأوامر، أو تهاونوا في جمع المال وتسليمه إليهم.وجاء تفجير هذا الملف إثر شكاية تقدمت بها الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد، التي تبنت ملف الطفل الضحية، إلى النيابة العامة التي أمرت بالتحقيق في النازلة والاستماع إلى الضحية واتخاذ المتعين، عهد إلى الفرقة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن فاس التي اقتحمت الفيلا المهجورة واعتقلت المتهم الرئيسي وعشيقته قبل اعتقال المتهم الثالث في فترة لاحقة. ويتعلق الأمر بماسح الأحذية «ع. د. أ» المزداد في 1982 بفاس، المتزوج والأب لطفلين، القاطن بباب السيفر عين هارون، وعشيقته «ن. م» العاطلة عن العمل البالغة من العمر 24 سنة والقاطنة بعين السمن، التي تربطها علاقة غير شرعية به، المتابعين بتهم «الفساد والعنف ضد قاصر واستغلال طفل دون الخامسة عشرة لممارسة عمل قسريا، أو توسط أو حرض على ذلك». واعتقل المتهمان في 12 ماي الماضي قبل إحالتهما على النيابة العامة بعد يومين من ذلك، وإيداعهما السجن شأنهما شأن زميلهما «ت. ح» ابن قرية با محمد بتاونات العازب العاطل عن العمل البالغ من العمر 30 سنة، الذي اعتقل بعد أسبوعين من ذلك وضم ملفه إلى ملفهما.وكشف رئيسة الجمعية الكاشفة لهذه القضية عن حقائق مذهلة تتعلق باحتجاز الطفل الضحية والتغرير به رفقة أطفال آخرين، وتسخيرهم في التسول وجلب الخضر من الأسواق التجارية، وجمع المبالغ المالية بأي طريقة، لتسليمها لأفراد الشبكة، فيما كشفت الأبحاث عن وجود علاقة غير شرعية بين «ع. د. أ» وعشيقته. حميد الأبيض (فاس)

محاكمة عصابة تستغل الأطفال في التسول

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البراءة لدركيين من تهمة تلقي رشوة

الكوشي يفرض حظر التجول

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات