المقلاة الوجدية .. جودتها في سوادها

«المقلة الوجدية «، «الطاجين الوجدي»، «لحديدة».. تسميات مختلفة ومتعددة لآنية ظل اسمها مقرونا بوجدة منذ عدة سنوات. حيث ما حللت بالمغرب واضطررت لاقتنائها ينبغي دائما أن تذكر مدينة الألف سنة إلى جانب هذه الآنية الحديدية .. ويزداد الإقبال على هذه الآنية الحديدية خلال رمضان المبارك، من طرف مختلف نساء المغرب لاستعمالها في إعداد وتحضير مجموعة من الأطباق التقليدية التي تؤثث المائدة الرمضانية حسب خصوصية كل منطقة من الوطن وغنى تراثها الغذائي. وترجع العديد من المصادر التي تحدثت إليها «الصباح»، قيمة «المقلاة الوجدية» في المادة التي صنعت بها والتي لا تصدأ ولا تؤثر فيها الحرارة كيفما كانت درجتها، وانه كلما كانت ثقيلة الوزن زادت جودتها وارتفع سعرها.تقول «وفاء» شابة وجدية، موظفة بالقطاع الخاص:»ولدنا في بيوت كانت هذه المقلة حاضرة قبل ازديادنا، ورثناها عن أمهاتنا وجداتنا .. فهذه المقلة كذهب نتوارثه في ما بيننا لان المقلاة الحديدية القديمة ثقيلة جدا وسرها يكمن في هذا الثقل فهي كلما ثقلت إلا وكان المسمن والخبز الذي يطهى فيها لذيذا وشهيا ولا يلتصق بها».تضيف وفاء التي خبرت لعدة سنين مميزات المقلاة الوجدية «كلما اسود لون المقلاة إلا وازدادت معه جودة طهوها وقيمتها»، مشيرة إلى أن مثل هذه المقالي هناك من العائلات الوجدية التي تحتفظ بها لمدد زمنية طويلة تزيد عن 40 سنة.تتعدد حالات استعمال المقلاة الوجدية من طرف العائلات الوجدية خصوصا والمغربية عموما، لتشمل أطباقا مختلفة ومتعددة، لتظل أكثر جودة من الآواني الحديثة رغم ارتفاع سعرها. فبالإضافة إلى «المطلوع» و«المسمن» و«الحرشة» يمكن أيضا أن تستعمل المقلاة الوجدية لإعداد «الكيك» و طهو أنواع مختلفة من السمك زيادة على شي اللحوم والكبد، واستعمالها في تحميص الدقيق والجنجلان لإعداد «السفوف» المعروف لدى السكان الوجديين والنواحي ب «سلو».حدادون معدودون على رؤوس الأصابع بأماكن مختلفة بمدينة وجدة ظلوا منذ سنوات أوفياء لصناعتهم لهذه الآنية.. ويعد «يحيى».. أحد صناع المقلاة الوجدية، أكد في حديثه ل»الصباح»، على أن «صناعة هذه المقالي قديمة جدا عندنا هنا بوجدة .. هذه المقلاة خاصة بالمدينة وتحمل اسمها .. نبيعها على طول السنة ولكن خلال الأيام الأخيرة لشهر شعبان يكثر الإقبال عليها من طرف سكان المنطقة وزوارها من مختلف مناطق المغرب».وأردف المصدر ذاته قائلا «إن هناك طلبات على هذه المقلاة من تجار خارج وجدة لإعادة بيعها خصوصا في المناطق الداخلية لما اكتشفوه من جودة فيها، إذ أن الرغائف لا يمكن إعدادها بشكل جيد بدونها». وتظل وجدة، عاصمة الجهة الشرقية، متميزة بعاداتها وتقاليدها لاعتبارها ملتقى العادات والتقاليد لمختلف دول جنوب أوربا وشمال إفريقيا، وهذه التقاليد تتجسد على وجه الخصوص في اللباس والمطبخ الذي يميزها عن غيرها في المغرب. ويظهر هذا التميز جليا في مطبخ رمضان الذي تستعد له النساء الوجديات طيلة شعبان.عزالدين لمريني (وجدة)

المقلاة الوجدية .. جودتها في سوادها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران يخطط لأكبر حركة انتقالية بين الموظفين

تجنب المقليات لصوم صحي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات