في وقت أكدت وزارة التربية الوطنية عزمها على التصدي بشكل حازم لكل محاولات الغش، وبعثت رسائل التطمينات حول مختلف الضمانات لإجراء الامتحانات الإشهادية في أفضل الظروف، أوضحت مصادر "الصباح"، أن أجهزة الكشف عن الهواتف المحمولة التي حظر على التلاميذ جلبها معهم إلى قاعة الامتحان كانت معطلة.وزادت المصادر ذاتها بالقول إن الأجهزة التي روجت لها الوزارة على أنها الحل السري لمواجهة الغش في امتحانات الباكالوريا، كانت معطلة في عدد من الثانويات، ضمنها ثانوية مولاي عبد الله بحي النهضة، ولم تكن تصدر أي إشارة صوتية تنبه إلى وجود هاتف محمول، حتى وإن كان مشغلا ومرتبطا بالأنترنيت. وضع قالت المصادر، إن العديد من تلاميذ الثانوية سرعان ما انتبهوا إليه، ليحضر غالبيتهم هواتفهم النقالة زوال، اليوم الأول، ويتباهون بوضع صور لامتحانات اللغة الانجليزية، وينتظرون الأجوبة عليها بكل أريحية. إلى ذلك، شهدت ثانويات بالرباط، صباح أمس (الأربعاء)، حالة غليان وتوتر بلغ أوجه عندما أقدمت مجموعة من التلاميذ وعائلاتهم بإجبار المرشحين لاجتياز امتحانات الباكلوريا على مغادرة الفصول، كما هو الحال بالنسبة إلى ثانوية دار السلام التي عمد مجهولون إلى الدخول إلى قاعات الامتحانات وأخرجوا زملاءهم من القسم وكسروا الطاولات والنوافذ بعدما تبين تسريب ورقة امتحان الرياضيات الخاص بالشعب العلمية، ساعات قبل بدء الامتحان، فيما تجهمرت عشرات الأمهات وأولياء التلاميذ الذين قصدوا المؤسسة لمساندة أبنائهم، أمام مدخلها، مستنكرين تسريب الامتحان ومطالبين بإعادة الامتحان ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص.الفوضى التي شهدتها بدورها ثانوية المالقي، الكائنة بحي المحيط، بقلب العاصمة على خلفية تسريب الامتحانات ورفض التلاميذ اجتياز الاختبار في مادة الرياضيات، استنفرت رجال الأمن الذين حجوا إلى المؤسسة حوالي العاشرة صباحا، لإعادة الهدوء إلى قاعات الامتحان، وإرجاع التلاميذ لاستئناف إجراء الاختبار. حال مؤسستي المالقي ودار السلام، لا يختلف كثيرا عن ثانوية مولاي عبدالله بحي النهضة، التي عاشت ساعات من الفوضى والاحتجاجات، انخرط فيها كل من التلاميذ وأولياء أمورهم. حالة الغضب هذه لم تستثن حتى الأطر التعليمية بالمؤسسة، التي تساءلت عن جدوى تشديد الإجراءات الأمنية وافتعال إنزال أمني بالمؤسسات التعليمية.هجر المغلي