العدالة والتنمية يصدم "الاتحاد" ويسجل نقطا إضافية بـ "الغنادرة" جرت، بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، انتخابات جزئية بنون النسوة، وتحديدا بجماعتي أزمور و"الغنادرة"، وكان منسوب الحملة الانتخابية في الدائرتين معا مرتفعا إلى حد كبير. ولم ينظر للدائرتين كذلك من زاوية انتخابات جزئية لملء منصبين شاغرين، بل مناسبة لقياس مدى جاهزية الأحزاب التي قدمت مرشحاتها لهذا الامتحان الجزئي، لخوض سباق مسافات طويلة لمناسبة الانتخابات التشريعية المقبلة. ففي أزمور، تصارعت أحزاب التجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية والأصالة والمعاصرة، بحدة كبيرة، فاقت الحماس العادي الذي عادة ما يطبع حملات انتخابية عامة. ولحساسية المرحلة، اتخذت سلطات أزمور المسافة نفسها مع كل الأحزاب السياسية التي خاضت سباق "الجزئي"، ورابض باشا المدينة، طيلة فترة الاقتراع، بمحيط ثانوية لالة حسناء، ومنع على "المقدمين" أي سلوك يمكن أن يثير الريبة. وانعكس حماس الحملة على نسبة المشاركة التي بلغت 51 في المائة، وهي نسبة يمكن أن تبعث على التفاؤل بمستقبل المشاركة في التشريعيات المقبلة، وبعدها مباشرة الانتخابات الجماعية. واستطاع التجمع الوطني للأحرار خلافة نفسه في هذا المنصب، الذي كان له منذ انتخابات 2021، وتمكنت مرشحته، حليمة الجزولي، من الظفر بالمقعد المتبارى عليه بـ 140 صوتا، متبوعة بمرشحة الكتاب بـ 125 صوتا، ومرشحة "البام" بـ 116 صوتا. وفسر مهتمون بالشأن السياسي النتيجة باستمرارية الوجود الأزرق بمدينة "مولاي بوشعيب الرداد"، ولكن بموطئ قدم لألوان سياسية أخرى، ضمنها "الكتاب" و"الجرار"، المرجح أنهما "سيأكلان" من رصيد زكرياء السملالي، الرئيس الحالي لجماعة أزمور، بلون الاتحاد الاشتراكي. وبجماعة "الغنادرة"، المتاخمة للزمامرة، فاجأت نتيجة انتخاب جزئي الجميع، لما اندحرت مرشحة موالية للرئيس عبد الغني مخداد، من الاتحاد الاشتراكي، الذي اكتسح انتخابات 2021 بحصوله على 23 مقعدا من أصل 30. بالمقابل، انتزعت هاجر مسكين، مرشحة العدالة والتنمية، الفوز بالمقعد الجزئي، وأعطى فوزها إشارات قوية، منها زحف صامت لحزب "المصباح" بهذه الجماعة، التي اعتبرت، إلى وقت قريب، عرينا محصنا لحزب "الوردة"، كما أن النتيجة ذاتها فسرت من قبل متتبعين للشأن السياسي بإقليم سيدي بنور، بصفة عامة، بأنها ستفتح شهية أحزاب أخرى لاختراق القلعة السياسية لمخداد، والتي كانت تبدو عصية على خصومه من أحزاب أخرى، وتؤشر في الأفق على تغييرات كبيرة قد تطرأ على المشهد السياسي بسيدي بنور، لما يحين موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، سيما أن اختيار البرلماني عبد الفتاح عمار، المنتمي لـ "الجرار"، قبل أسبوعين، الجلوس وسط نواب العدالة والتنمية في جلسة برلمانية نقلها التلفزيون، مازال يثير الكثير من "صداع الرأس" للقيمين على قسم الشؤون الداخلية بعمالة سيدي بنور، لأنها لم تكن إشارة بريئة من عمار، ولكن لها ما بعدها، عندما يحين موعد الانتخابات البرلمانية التي يفصلنا عنها حيز زمني قصير. عبد الله غيتومي (الجديدة)