لا حديث في كواليس تدبير العمل الحكومي بالرباط، سوى عن هشام صابري، كاتب الدولة المكلف بالتشغيل، الذي يدبر عمله من ماله الخاص، أثناء استقبال أي وفد مغربي أو أجنبي. وقالت مصادر "الصباح" إن صابري يدبر ميزانية كتابة الدولة من جيبه، في جميع الأحوال، سواء استقبل وفدا نقابيا، أو مهنيا، من المغرب أو خارجه، بل اقتنى حتى لوازم أربعة مكاتب تم حشره فيها رفقة فريق عمله، بما فيها "آلة تحضير القهوة". وأكدت المصادر أن صابري يحتاج إلى ميزانية، على غرار زملائه من كتاب الدولة، الذين وفر لهم وزراء التجمع الوطني للأحرار، والاستقلال، كل سبل النجاح في المهام الحكومية، خاصة بعد صدور مراسيم الاختصاصات، التي تم نشرها في الجريدة الرسمية. وأضافت المصادر أن مدير ديوان كاتب الدولة محروم بدوره من البنزين للتنقل، إذ يصرف من جيبه، وبمساعدة كاتب الدولة، ما جعله يرفع التحدي لمواصلة العمل رغم عراقيل "نيران صديقة" أبدع في إنتاجها رفيق دربه في الأصالة والمعاصرة، يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل، الذي منع كبار المسؤولين والأطر بوزارته من التعامل مع كتابة الدولة، ورفض مدهم بأي ملف أو وثيقة تتعلق بالشغل، وكيفية حل المنازعات لتجنب الإضرابات، وحل أزمة مفتشي الشغل. وتم تعليق العمل بوضع منصة إلكترونية، وضعها صابري رهن إشارة المستخدمين في القطاع الخاص، من الذين حرموا من التصريح بهم في صناديق التغطية الصحية، والتقاعد، البالغ عددهم 6 ملايين مستخدم، ما ضيع على خزينة الدولة شهريا 500 مليار، ونشر ظاهرة الشغل الهش الذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة، من خلال عمليات الطرد الممنهجة من قبل أرباب عمل، تخصصوا في التحايل على القانون، باستعمال الشغل المؤقت خمسة أشهر، والادعاء أنهم يعانون الكساد والإفلاس، قصد ممارسة الغش والتهرب الضريبي، وإصدار فواتير وهمية، ما يضيع على الإدارة العامة للضرائب سنويا 60 مليار درهم. وأفادت المصادر أن صابري ينتظر ميزانية لوضع المنصة الإلكترونية، التي تسمح لأي أجير بوضع تظلم بشكل مباشر في مواجهة من يتلاعب من أرباب العمل، بعدم التصريح في صناديق التغطية الصحية والتقاعد، لهيمنة عقلية القطاع غير المهيكل على قطاعات تربح الملايير. أحمد الأرقام