شباب الجمعيات يخضعون لتكوينات في فنون التنشيط على بعد ثلاثة أشهر من فصل الصيف، الذي تنظم فيه عشرات المخيمات الصيفية لفائدة الأطفال من مختلف جهات المملكة، ومختلف الأعمار، تستعد الوزارة الوصية لهذا الحدث الوطني، المنظم كل سنة، بتأطير الشباب الذين سيرافقون الأطفال في هذه المخيمات، وتزويدهم بالتعليمات والتكوينات الضرورية لمرافقة الأطفال. وكانت المخيمات في السابق خارجة نسبيا عن سلطة وزارة الشباب، إذ لم تكن تتطلع أو تتحكم في مضامين القيم التي تمرر للأطفال في هذه التجمعات، وكان السياسيون يستغلون هذه الفرصة، من أجل تنشئة الأطفال على أفكارهم السياسية، خاصة في التيار اليساري والإسلامي. ومن أجل تجاوز النقائص في التخييم، وتحسين جودة خدماته وتحصين الأطفال ضد الأفكار والإيديولوجيات، أصبحت الوزارة تكون الشباب على الطرق المثلى لتأطير الأطفال، إذ نظم قبل أيام قطاع الشباب تدريب الدرجة الأولى لأطر المخيمات. ونظمت وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب)، بمختلف مراكز التخييم الوطنية، فعاليات الدورة التكوينية لأطر المخيمات الصيفية (الدرجة الأولى)، خلال الفترة الممتدة من 16 مارس الماضي إلى 22 منه. وعرفت الدورة مشاركة حوالي 7000 مستفيد ومستفيدة من مختلف المنظمات والهيآت والجمعيات التربوية، على أن تستقبل مراكز التخييم في ماي المقبل المحطة الثانية من هذه الدورة، ومن المنتظر مشاركة قرابة 6000 مستفيد. وعرفت هذه الدورة إقبالا كبيرا من الجمعيات المشاركة، كما شهدت مشاركة فعالة للفتيات وللشباب من العالم القروي وباقي الفئات، التي تحظى باهتمام قطاع الشباب. ويحاول الوزير الوصي على قطاع الشباب والثقافة والتواصل، وضع لبنات الاحتراف في ملفات كثيرة، ومن بينها التخييم، إذ أصبحت الوزارة لا تكتفي فقط بفتح الباب أمام الجميعات للقيام بأعمال التخييم، بل تقوم بتكوين الشباب العاملين في الميدان، حتى تقدم الخدمة للأطفال على أحسن وجه. وكانت المخيمات في وقت سابق محل صراع سياسي، إذ سبق لأحد المسؤولين السياسيين الإدلاء بتصريحات مثيرة، حول إيقاظ الأطفال في الساعات الأولى من الصباح لممارسة بعض الطقوس، في تجاهل تام لقدرة الأطفال على ذلك النمط، وهي ممارسات لم تكن الوزارة لتوافق عليها اليوم، إذ يجب أن يكون المخيم فضاء للترفيه والتعلم، وليس عقابيا أو شبه عسكري. عصام الناصيري