إخفاقات السلة… من المسؤول؟

الشعايبي: المكتب الجامعي سبب الإخفاق رئيس اتحاد تازة انتقد تبخيس المنافسات والفئات الصغرى وتخبط البرمجة قال عامر الشعايبي، رئيس اتحاد تازة لكرة السلة، إن اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي والتي تولى رئاستها الوزير السابق، قامت بإعداد النموذج التنموي الجديد، وأقرت في تشخيصها في معرض تناولها لمجال الرياضة أنها جزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة، في حين نجد اليوم لعبتنا التي حققت تطورا مهما منذ تأسيس الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، تعيش ظروفا عصيبة وسوء التسيير والتدبير، حسب قوله. إجهاض كأس العرش أكد الشعايبي، في تصريح لـ»الصباح»، أن تبخيس منافسات كأس العرش، من خلال حصرها في فرق الصفوة، أحد أبرز المشاكل التي تسببت في إخفاقات المنتخب الوطني، بحكم أنه يفرغ محتوى المنافسة من قيمتها الرمزية والمعنوية بالنسبة إلى بعض الفرق، التي ترى في حرمانها من المشاركة ظلما لها، في الوقت الذي تعرضت أندية أخرى لتهديدات من أجل المشاركة هذا الموسم، تحت الضغط. إهمال الفئات الصغرى اعتبر الشعايبي أن عدم الاهتمام بالفئات العمرية، التي هي عماد ومستقبل هذه الرياضة في معظم العصب وقلة المنافسات الخاصة بها، من الأسباب المباشرة على إخفاقات المنتخب الوطني قاريا، إضافة إلى غياب شبه تام لمنافسات الفئات العمرية النسوية، وعدم تفعيل الاتفاقيات المبرمة مع المؤسسات العمومية والاتحادات الدولية، وبقائها حبرا على ورق. سوء البرمجة قال الشعايبي إن كرة السلة تعاني التخبط التام في البرمجة، خاصة فيما يخص بطولات الفئات الصغرى، التي تؤجل باستمرار إلى مواعيد لاحقة، بل وتلحق بمواسم موالية غير موسمها الأصلي، الذي يجب أن تجرى خلاله، كما تمارس هذه المنافسات العمرية دون اكتتاب تأمين وخارج البرنامج العام للموسم الرياضي المصادق عليه في الجمع العام، وفي شروط تنظيمية أقل ما يقال عنها إنها رديئة ولا تناسب الرعاية التي يجب أن تحظى بها هذه الفئة. مشكلة المنتخب أشار الشعايبي إلى أن هناك لاعبين اعتزلوا اللعب دوليا، تعرضوا للتهديد، للعودة للعب مع المنتخب الوطني، موضحا أن وضع كرة السلة، باعتبارها ثاني رياضة شعبية في المغرب، أضحى مخيبا للآمال، وباتت تحتل الرتب المتأخرة على المستوى العربي والقاري والدولي، وهو ما يعكس وضعها الحقيقي، وبالتالي فإن عدم تدخل الإدارة سيزيد الوضع تعقيدا، ويدفع البعض إلى خوض نضالات من نوع آخر. واستطرد المتحدث قائلا:» إن مديرية الرياضة تتوفر على جميع الملفات والمعطيات، وعلى دراية تامة بهذا الملف، وكان يمكن أن يشكل تدخلها في الوقت المناسب فارقا مهما على اعتبار أنها تمتلك الوسائل والصلاحيات المناسبة لذلك والتي يمنحها لها القانون». اختلالات ومشاكل قانونية تؤزم الوضع أندية ترسم صورة قاتمة لمستقبل المنتخبات الوطنية رصد الكثير من متتبعي كرة السلة الوطنية إشكاليات قانونية مرتبطة بآخر جمع عام انتخابي للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، ساهمت بشكل كبير في الوضع القاتم لمستقبل كرة السلة الوطنية، ودفعتها نحو الحضيض. وكشف مسؤولو أندية وطنية أن من بين أبرز الإشكاليات المطروحة منح التصويت لأندية، لم تتوفر على الشروط الكاملة لدخول الجمع العام، بنية مبيتة، والإدارة كانت موافقة على ذلك، والحديث عن اللجنة المؤقتة التي سهرت على عقد الجمع العام. واعتبر مسؤولو أندية معارضة أن المكتب المسير للجامعة غير قانوني، لأن انتخابه في الأصل، جاء مخالفا للمساطر المعمول بها، والذي أفرز هذه اللائحة، مضيفة أنه يصادق على قرارات تزيغ عن التدبير الجيد والمحكم للعبة. ويرى مسؤولو الأندية المذكورة أن التعديلات التي طالت الأنظمة العامة يشوبها عدد من الاختلالات، كما أن الإدارة التقنية لا تحترم شروط التكوين المعمول بها دوليا، وتكوين المدربين يجرى بطريقة غير علمية، وفرض أداء رسوم التكوين، علما أن الدولة تتكفل بذلك عبر منحة الإعانة المخصصة لجامعة كرة السلة. وشككت الأندية المعنية في ضلوع المكتب الحالي في قضية تهم تزكية أشخاص معينين، ومنحهم صفة حكم، للحصول على عضوية مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، وأنه نظرا لأهمية المرحلة بالنسبة إلى مستقبل هذه الرياضة، وما ستؤول إليه، وحرصا على حسن سيرها واستجماعها لجميع الشروط القانونية اللازمة، فإنها تدعو إلى النظر في إمكانية تعيين لجنة لمواكبة الجامعة، في هذه العملية الهامة، تكون من بين مهامها مراقبة كل المسار الانتخابي، والتحقق بداية، من قانونية الجمعيات والعصب المنتمية إلى الجامعة، مرورا بعملية الترشيح، وانتهاء بعملية اختيار المكتب المديري المقبل خلال الجمع العام. سنوات في ردهات المحاكم عدم التعجيل بالملفات العالقة يلقي بكرة السلة نحو المجهول ربطت تقارير حول وضعية كرة السلة الوطنية الإخفاقات الحالية للمنتخبات الوطنية، بترؤس الجامعة من قبل رئيس متابع قضائيا في قضايا تتعلق بجرائم الأموال، مرتبطة باختلالات مالية، رفعت عليه من قبل أعضاء من الجامعة ومسؤولين من القطاع الحكومي المكلف بالرياضة، وقضايا أخرى في مختلف محاكم المملكة. مسؤولية مشتركة حملت التقارير، التي بعث الكثير منها إلى القطاع الوصي والاتحاد الدولي لكرة السلة، مسؤولية السقوط في هذا الوضع، إلى وزارة الرياضة بعد قبولها ترشح الرئيس الحالي. واعتبرت التقارير المذكورة أن هذه الحالة الاستثنائية تجعل عائلة كرة السلة تطرح العديد من التساؤلات، حول الجهة التي يمكنها إيقاف مثل هذه الفلتات الشاذة، ووضع حد لكل من تطاول على القانون والنظام العام، خاصة أن نتائج تسيير الجامعة في ظل ولايات الرئيس لمدة تزيد عن 11 سنة، كانت وبالا على كرة السلة وعلى جميع مكوناتها، بإقبار كل النجاحات المحققة في فترات سابقة، وكان آخر فصول الإقبار هدم المركز الوطني للتكوين الخاص بكرة السلة، ومعه مقر وإدارة الجامعة، لتضيع مجهودات المكاتب المسيرة السالفة. الجامعة في قفص الاتهام ترى التقارير أن ما يمكن التأكيد عليه حاليا، هو الظروف الآنية للعبة، إذ تواصل العيش على إيقاع سوء التسيير ومخالفة القوانين والأنظمة المؤطرة للرياضة، واستشراء سوء التدبير وأحادية القرار من قبل صاحب المركز القانوني، بل انتهت بإقصاء مذل من المشاركة الإفريقية. ومن بين الأسباب، التي عددتها التقارير المذكورة، تمادي المكتب المديري الحالي في سلسلة إخفاقاته، بل وتعنته في الدفع بالجامعة إلى مزيد من الإخفاقات، مرد ذلك تجاهل الإدارة، وعدم تدخلها لوقف هذا النزيف، وهذا الشطط، رغم أن تأجيل الجمع العام يعتبر خطوة إيجابية للحد من المشاكل، التي رافقت التقريرين الأدبي والمالي، مشيرة إلى أن هذا المناخ المتعلق بتدبير كرة السلة، أفرز فوضى عارمة تشبكت فيها خيوط عدم احترام القوانين برمتها، سواء منها القانون المنظم للرياضة والقانون الأساسي أو الأنظمة العامة للجامعة. الصراع على الكرسي كشف التقارير أن فتح باب الانخراط خارج الآجال القانونية لأهداف انتخابية، من الأسباب التي ساهمت في تدني كرة السلة الوطنية، سيما أنها باتت تشكل حملة انتخابية فعلية، بقيادة الرئيس الحالي رغم تجاوزه الفترة الرئاسية المخولة له قانونا، علاوة على الشطط في استعمال السلطة، بالقمع والتنكيل والتوقيف وتجميد الأعضاء النشيطين والأندية الممارسة، غير الموالية لرئيس الجامعة، وقد بلغ ذلك مستويات فظيعة ومكشوفة وغير مقبولة. أوراش: الوزارة لم تلتزم بتعهداتها رئيس الجامعة دافع عن نفسه وقال إن مديرية الرياضة في واد والجامعات في آخر قلل مصطفى أوراش، رئيس جامعة السلة، من تأثير إقصاء المنتخب الوطني من التأهل إلى بطولة كأس أمم إفريقيا، إثر خسارته في ثلاث مباريات متتالية، أمام السودان والكونغو الديمقراطية ومالي، من منافسات المجموعة الأولى. منتخب في طور التكوين قال أوراش في تصريح لـ «الصباح»، «لا يمكن الحديث عن تراجع المنتخب الوطني في التصفيات الإفريقية، بقدر ما يخضع لمرحلة التكوين، وتعزيز صفوفه بلاعبين شباب، حتى يكون في أوج عطائه في الاستحقاقات المقبلة»، مضيفا أن المنتخب الوطني أقصي في المرحلة الأولى من الدور الفاصل أمام منتخب ليبيا، الذي جنس لاعبين أمريكيين، ذهابا وإيابا في تونس، بسبب غياب المدرب لبيب حمراني في آخر لحظة، وتعويضه اضطراريا بمدرب إسباني، إضافة إلى تعرض عدد من اللاعبين البارزين لإصابات متفاوتة الخطورة. وحول أسباب تنظيم التصفيات في المغرب رغم الإقصاء، أوضح أوراش أن المكتب الجامعي بذل مجهودات كبيرة على الصعيد الدولي من أجل خوض الدور الاستدراكي، بالنظر إلى تاريخ المغرب في لعبة كرة السلة، وتابع «راسلنا وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، من أجل تنظيم المنافسات، ووافقت على طلبنا بعد حصولنا على ترخيص، باعتبار مسؤوليتها في تهييئ الظروف المواتية للمنتخبات الوطنية، الذين يمثلون المغرب في المنافسات الدولية والقارية، كما أن هذه المنافسات الإقصائية حظيت بموافقة الاتحاد الدولي لكرة السلة». قصف مديرية الرياضة أوضح رئيس الجامعة، أن مديرية الرياضة لم تلتزم بتعهداتها والتزاماتها بدعم المنتخب الوطني للسلة، كما لم تلتزم ببنود عقد الأهداف الموقع مع الوزارة، بدليل أننا لم نتوصل بالشطر الثاني من المنحة منذ السنة الماضية، وزاد موضحا «اجتمعت بعبد الرزاق العكاري، مدير الرياضات، لمعرفة الخطوات التي يتعين علينا القيام بها لإعداد المنتخب لهذه التصفيات الإفريقية، وجاء جوابه صادما حين قال إنه لم يعلم بوجود منافسات قارية لكرة السلة بالمغرب، مع أن الوزارة منحتنا ترخيصا كتابيا، حينها أدركت حقا أن مديرية الرياضة تشتغل في واد والجامعات الرياضية في واد ثان، وعليه تحملت الجامعة مسؤوليتها في إقامة معسكر تدريبي للمنتخب الوطني، لكننا للأسف فوجئنا بالحملة الشرسة والتشويش، اللذين تعرضنا لهما من قبل أندية التحالف». دفاع عن نتائج المنتخبات دافع أوراش عن نتائج المنتخبات الوطنية منذ سياسة التشبيب، التي تنهجها الجامعة، منذ انتخابها في 2020، إذ شارك المنتخب الوطني لأقل من 16 سنة وحقق نتائج مرضية، كما صنع منتخب أقل من 18 سنة، ذكورا وإناثا، المفاجأة في جنوب إفريقيا، حين بلغ نصف النهائي الموسم الماضي، ولفت إليه أنظار الجميع لأدائه الرائع. كما أن المنتخب الأول سبق أن احتل المركز الرابع إفريقيا والثاني عربيا، وتوج بلقب بطولة إفريقيا للمحليين في أنغولا، وهو الإنجاز الذي تلقينا إثره تهنئة ملكية، يضيف رئيس الجامعة. جدل حول تنظيم التصفيات رفضت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الترخيص للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، باحتضان ملحق الدور التأهيلي لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بأنغولا 2025، الذي احتضنته قاعة ابن ياسين بالرباط. وأصرت الجامعة على تنظيم تصفيات المجموعة الأولى التي تضم منتخبات المغرب ومالي والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، والثالثة التي تضم السنغال والكامرون والغابون ورواندا، على أن تجرى بالرباط في الفترة بين 21 و23 فبراير الماضي. وتحفظت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على منح الترخيص للجامعة، لاحتضان هذه التظاهرة القارية، سيما أنها تشدد على ضرورة الحصول على موافقتها، قبل إعلان تنظيم أي تظاهرة قارية، سيما أن تنظيم هذه التظاهرات يخضع لضوابط قانونية، يتعين احترامها من قبل الجامعات الرياضية المعنية. ويرى المتابعون لكرة السلة الوطنية أن تنظيم جامعة السلة للتصفيات المذكورة مجرد هروب للأمام، من قبل المكتب المسير، الذي كان عليه الاهتمام بإعادة الشرعية للجامعة، بعد تدخل الوزارة ومنعه من عقد الجمع العام، وتسبب في تصدع العلاقة بينه وبين القطاع الوصي. يذكر أن المنتخب الوطني لكرة السلة تلقى ثلاث هزائم مذلة، ما فقد جميع حظوظه في التأهل إلى النهائيات، المبرمجة في الفترة بين 12 و23 غشت المقبل بأنغولا. إعداد: صلاح الدين محسن وعيسى الكامحي

إخفاقات السلة… من المسؤول؟

المنتخب كرس التواضع واختلالات المنافسات وأزمة الجامعة أبرز الأسباب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

من سفارة الكويت إلى البرلمان

"فـار"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات