“بوحمـرون”… التلقيـح لوقـف العـدوى

بعد موجة عدوى الحصبة التي انتشرت في صفوف الأطفال، خاصة في المدارس، وتمكنت من إصابة أزيد من 25 ألفا، وتسببت في وفاة 120 طفلا، شنت وزارة الصحةوالحماية الاجتماعية عبر أطرها ومؤسساتها حربا ضد العدوى، بتلقيح أكبر عدد ممكن من الأطفال، من أجل وقف انتشارها، وعودة المياه إلى مجاريها. عاينت "الصباح" في أحد المراكز الصحية بالبيضاء، إقبال الأسر على التلقيح، إذ أن عشرات الأمهات يجلبن يوميا أطفالهن للخضوع للتلقيح، سواء تعلق الأمر بالرضع حديثي الولادة أم الكبار، الذين لم يستفيدوا من جرعة التذكير أو لم يتمموا الجرعات الموصى بها. وعي بالخطر أمام المركز الصحي بين الويدان بعمالة أنفا بالبيضاء، كان هناك عدد من المرتفقين في الساعات الأولى من الصباح، بعضهم ينتظر زوجته وأحد أطفاله الراغبين في التلقيح، أو أشخاص ينتظرون دورهم، وبمجرد الدخول هناك قاعة للاستقبال والتوجيه، قبل أن يتوجه المرتفق إلى الطابق الذي توجد فيه الخدمات التي حل بالمركز من أجلها. كانت مجموعة من النساء في الطابق المخصص لداء السل والأمراض التنفسية، وبين الفينة والأخرى ينادي الأطباء على الأمهات وأطفالهن، ويتم الاطلاع على الدفتر الصحي للطفل، من أجل تحديد حاجياته، ويستفيد من التلقيح، ويتم إدراج الجرعة في الدفتر الصحي، ما يسمح له بمواصلة حياته بشكل عاد، خاصة أن التلقيح فعال وآمن. حملات المدارس تقول الدكتورة ربيعة السويسي، الطبيبة الرئيسية في المركز الصحي بين الويدان، "إننا في خضم حملة وطنية لمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال أقل من 18 سنة، والتي نستقبل فيها الأمهات والاطلاع على الدفاتر الصحية للأطفال، وإذا كان الطفل مستوفيا للجرعات نطمئن الأم، وإذا لم يستكمل التلقيح، يوجه إلى خلية خاصة بتتبع حالات الاستدراك والتذكير". وأضافت "نقوم أيضا بحملات في المدارس، ونحث المديرين على أن يحضر جميع التلاميذ دفاترهم الصحية، في جميع الأقسام والمستويات، من التعليم الأولي إلى الثانوي، ونقوم بالاطلاع على جميع الدفاتر الصحية، وكل شخص لم يستكمل التلقيح، تسلم له ورقة تضم الاسم الكامل للتلميذ وعنوان المركز الصحي الذي يجب أن يتوجه إليه، ولائحة اللقاحات التي يجب أن يستدركها". وأوضحت الطبيبة الرئيسية في المركز الصحي بين الويدان، أن التلميذ يستفيد من التلقيح بعد الإدلاء بالورقة المسلمة إليه في المدرسة، وبعد حصوله على اللقاحات المطلوبة، تسجل في الدفتر الصحي". ولا يقتصر الأمر على تلقيح الأطفال فحسب، بل تخصص الأطر الطبية حصصا داخل الأقسام، لفائدة التلاميذ والأطر التربوية والمديرين، للتوعية بالداء. وانتقلت أطر المركز الصحي إلى إعدادية مولاي يوسف، من أجل الاطلاع على الدفاتر الصحية للتلاميذ. وبالنسبة إلى تدبير المواد البشرية في عملية التلقيح، تؤكد السويسي أن كل مركز صحي لديه شبكة من المؤسسات التعليمية والخاصة، التي تدخل في نفوذه الترابي، مؤكدة أنها تتوفر على ما يكفي من الأطباء والممرضين، مشيرة إلى أن ثلاث فرق تذهب يوميا إلى المدارس، وكل فريق يضم طبيبا وممرضا، إذ يطلع كل فريق على الدفاتر الصحية، التي يكون التنسيق بشأن إحضارها مع مدير المؤسسة مسبقا، ويحدد التلاميذ الذين يحتاجون إلى استدراك أو تعزيز، وبعدها يقوم الفريق بحصة للتوعية وتنتهي مهمته. الخوف من التلقيح من بين العوامل التي أدت إلى تفشي وباء الحصبة في صفوف الأطفال المغاربة، تقاعس بعض الأسر في تلقيح أطفالها في السنوات الثلاث الأخيرة، بسبب جائحة كورونا، وخوف البعض من التلقيح، بعد انتشار شائعات حول مضاعفات صحية يسببها لقاح كورونا. وفي هذا السياق تقول ربيعة السويسي، "هناك نوعية من الأسر متعاونة، إذ أن بعض الأمهات والآباء يحضرون أطفالهم دون إخبارهم بذلك في المدارس، ويمكن القول إن أغلب الأسر متعاونة، ولا يمكن إنكار وجود فئة صغيرة متقاعسة ومترددة، لكن عندما ننتقل إلى المدارس نقنع الآباء بأن هذا اللقاح فعال وآمن، وليست له مضاعفات لأنه أثبت نجاعته في المغرب وكل دول العالم، منذ 1987. وأكدت المتحدثة ذاتها، أنه لا داعي للخوف لأن الأمر لا يتعلق بلقاح جديد، مبرزة أنه في اليومين الأخيرين يلاحظ أن هناك إقبالا متزايدا من قبل الأسر، إذ زال التخوف الذي انتاب البعض في البداية، خاصة أن إعلان الوباء، يحتم في حالة اكتشاف حالة واحدة، أن يتم تلقيح جميع تلاميذ المؤسسة، عكس ما يتم العمل به في الوضعية العادية، التي يتم فيها تلقيح فقط تلاميذ القسم المعني. عصام الناصيري

“بوحمـرون”… التلقيـح لوقـف العـدوى

حملات في المدارس واستقبال غير الملقحين في المراكز الصحية لمحاصرة الوباء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قالوا

تعذيب قاصرين لتسخيرهم في الدعارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات