التهاب وتر الكتف… ألم وإزعاج

صعوبة ممارسة الأنشطة اليومية وحدوث العديد من المضاعفات يعد التهاب وتر الكتف من أكثر أمراض المفاصل والعظام المنتشرة، خاصة مع تقدم العمر، ويؤدي إلى صعوبة الممارسات الحياتية اليومية، بالإضافة إلى العديد من المضاعفات. وتحدث الإصابة بالتهاب أوتار الكتف نتيجة الإصابات الرياضية، أو بسبب الاستخدام المتكرر والمفرط لها نتيجة زيادة الحمل على الأنسجة، التي تشمل الأوتار، أو نتيجة لإصابة مفاجئة أو حتى نتيجة السقوط على الذراع. في الورقة التالية يتم تسليط الضوء على أعراض وأسباب التهاب وتر الكتف وكيف يتم علاجه، وما هي أبرز مضاعفاته، كما يتم تقديم نصائح أخرى للوقاية منه. في ما يلي التفاصيل: الجراحة ضرورية أحيانا أغلب الحالات تشفى بشكل ذاتي ودون تدخل جراحي وبعض الأعراض تفرض زيارة الطبيب رغم أن معظم حالات التهاب أوتار الكتف تشفى من تلقاء نفسها، في غضون أسابيع أو أشهر، إلا أن الألم قد يستمر في بعض الحالات. ويعد العلاج الفيزيائي إحدى طرق علاج التهاب الأوتار في الكتف، ويتمثل العلاج الفيزيائي بأداء تمارين تمدد وتمارين خاصة، تهدف إلى استعادة الحركة الطبيعية لمفصل الكتف، مما يقلل من الألم المصاحب لالتهاب الأوتار. وبعد استعادة الحركة الطبيعية للمفصل، يقوم الطبيب الاختصاصي بتعليم المريض حركات خاصة، تساعده على تقوية عضلات الكتف والذراع. ويتم اللجوء إلى استخدام حقن «الكورتيزون» إذا كان الألم المصاحب لالتهاب الأوتار شديدا ومستمرا، إذ يتم حقن «الكورتيزون» في الوتر ليقلل من الالتهاب والألم والتورم. إن معظم حالات التهاب الأوتار في الكتف لا تتطلب الجراحة، ولكن في حال تمزق الوتر بشكل كامل أو جزئي مع عدم الاستفادة من الطرق العلاجية السابقة، يتم اللجوء إلى الجراحة، إذ غالبا ما يتعافى المريض بشكل كامل، بعد إجراء جراحة التهاب أوتار الكتف. ومن طرق الجراحة المستخدمة لعلاج المرض، الجراحة عن طريق تنظير المفصل، والتي تعتبر أقل الطرق الجراحية شيوعا، كما أنها الأنسب للحالات الخفيفة من التهاب مفصل الكتف، إذ يقوم الطبيب بفتح شقين أو 3 شقوق صغيرة حول الكتف، ويقوم بإدخال الكاميرا والأداة الخاصة، التي تعمل على إصلاح الوتر وإزالة الجراب الملتهب من الكتف. ويمكن أيضا اللجوء إلى الجراحة المفتوحة لعلاج التهاب الأوتار في الكتف في الحالات الشديدة من الالتهاب، وتتمثل في استبدال بعض الأنسجة التالفة بأنسجة أخرى سليمة. ويعتقد البعض أن المرض يشفى دون تدخل طبي، لكن هناك بعض الأعراض التي قد ترافق التهاب الأوتار في الكتف، والتي تستدعي الذهاب إلى الطبيب، ومن هذه الأعراض نجد ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتورم الكتف أو احمراره، وارتفاع شدة الألم المرافق لالتهاب الأوتار، رغم استخدام المسكنات. ويتم اللجوء إلى الطبيب أيضا عند الشعور بصعوبة تحريك اليد، التي تقع على جهة الكتف المصاب، ناهيك عن عدم القدرة على مواصلة الأعمال اليومية الروتينية أو النوم بشكل متواصل بسبب ألم الكتف، والشعور بتنميل في الذراع أو اليد. عصام الناصيري لمعلوماتك < إن مسكنات الألم مثل الأسبرين تساعد في تخفيف الإحساس بالانزعاج، المصاحب للإصابة بالتهاب أوتار الكتف. < إن حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في منطقة التهاب الأوتار المزمن، تؤدي إلى نتائج جيدة في علاج العديد من حالات الأوتار المزمنة. < يعد التهاب وتر الكتف أكثر شيوعا لدى النساء منه لدى الرجال. قد يكون السبب في ذلك أن النساء لديهن أكتاف أضيق، مما يزيد من إجهاد العضلات والأوتار. < يمكن أن تؤدي العديد من الحالات الطبية إلى التهاب وتر الكتف، بما في ذلك التهاب المفاصل والسكري وأمراض العضلات والعظام والجلد ومشاكل الغدة الدرقية. 5 خطوات للوقاية هناك بعض الإجراءات الوقائية والعلاجية، التي يمكن القيام بها في المنزل في حال الإصابة بالتهاب وتر الكتف، إذ تساعد على التخفيف من حدة الألم. ومن بين تلك الخطوات خمسة تدابير وقائية، أولها التزام راحة المنطقة المصابة بالالتهاب، فالضغط عليها سيزيد من الآلام، وبالتالي يجب إراحتها إلى حين التعافي من المشكلة. أما ثاني الخطوات فتتجلى في رفع الكتف المصاب على وسادة أثناء النوم، فذلك يساعد في تنشيط الدورة الدموية وتقليل حدوث الالتهابات، بينما ثالث خطوة هي وضع كمادات باردة على منطقة الإصابة، سيما أنها تخفف من الالتهابات بشكل كبير وتمنع حدوث التيبس. وفي ما يخص رابع خطوة وقائية، فتتمثل في تجنب الممارسات والحركات المفاجئة، فهذه التصرفات الخاطئة ستسبب حدوث مضاعفات وتفاقما للمشكلة. أما خامس الخطوات الوقائية، فهي الحفاظ على مرونة الجسم، إذ كلما بقي دون حركة زادت فرص الإصابة بالالتهابات والآلام الشديدة. أ. ك قواعد مهمة تحدث الإصابة بالتهاب وتر الكتف غالبا نتيجة للإفراط في استخدامه، لهذا يمكن أن تساعد القليل من القواعد الأساسية في الحماية من هذا النوع من الإصابات، مثل التدرج في التمارين الرياضية ومستوى النشاط، وكذلك تحديد القوة وتكرار التمارين المناسبين لحالة الكتف، من خلال استشارة مدرب. وينصح أيضا بالتوقف عن التمرين فورا في حال الإحساس بأي ألم غير طبيعي. ومن بين النصائح التي يمكن اتباعها، وضع مياه دافئة على الكتف، فذلك يساعد أيضا في تخفيف الألم ويمكن استخدامها بواسطة ضمادة دافئة أو منشفة أو كمادة. ويمكن أن تساعد تمارين الإطالة الخفيفة لعضلات الكتف في إبقائها مرتخية وتقليل الألم، إلى جانب أنه بمجرد أن يهدأ الألم والالتهاب، يمكن أن تساعد التمارين التي تقوي عضلات الكتف في منع تكرار الإصابة. أمينة كندي التقدم في السن يفاقم الوضع الدكتور المسعودي قال إن مرضى أمام خطر تمزق الأوتار كشف الدكتور بوشعيب المسعودي، اختصاصي في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم، أسباب الإصابة بالتهاب أوتار الكتف. وأشار في حوار مع »الصباح» إلى أنه غالبا ما يحدث ألم الكتف بسبب إصابة العضلات أو الأعصاب أو الأوتار المحيطة بمفصل الكتف، أو المفصل نفسه. وأوضح المسعودي أنه مع التقدم في السن تصبح الأوتار أقل مرونة، ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة. في ما يلي التفاصيل: < آلام الكتف ليست حالة طبيعية، إذ قد يشعر المريض بألم عند القيام بأبسط الأنشطة اليومية، مثل المشي، علما أنه حتى الاستلقاء يكون مؤلما في بعض الأحيان. ويعتبر الكتف هو المفصل الأكثر حركة في الجسم، وتأتي الحركة من الكفة المدورة، وهي مجموعة مكونة من أربعة أوتار تربط العضلات المحيطة بعظام الكتف. ويحدث ألم الكتف عادة بسبب إصابة العضلات أو الأعصاب أو الأوتار المحيطة بمفصل الكتف، أو المفصل نفسه. < تتعدد أسباب آلام الكتف، منها التهاب الأوتار، وهي حبال الأنسجة التي تربط العضلات بالعظام، إذ يمكن أن تصاب بالتهابات في بعض الأحيان. ومن الأسباب تمزقات أو التهاب الوتر، إذ أن تمزقات الوتر يمكن أن تكون جزئية أو كاملة، وتعد سببا شائعا لآلام الكتف، إلى جانب عدم استقرار الكتف، والذي يحدث عندما يبرز رأس عظم الذراع من مقبس الكتف، بسبب الإصابة المفاجئة للكتف. < تظهر علامات وأعراض التهاب الأوتار عند نقطة ارتباط الوتر بالعظم، وتشمل الشعور بعدم الراحة، وألما في المفصل، في الجزء الأمامي أو الخلفي من الكتف، إلى جانب انخفاض مستوى حركة الكتف، والشعور بألم يشتد مع حركة الذراع أو الكتف. < تشمل عوامل الخطر للإصابة بالتهاب الأوتار، العمر، فمع تقدم الأفراد في السن، تصبح الأوتار أقل مرونة، ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة. ومن العوامل شغل وظائف تنطوي على أداء الحركات نفسها مرارا وتكرارا، إذ تشاع الإصابة بالتهاب الأوتار بشكل أكبر بين بعض الأشخاص، خاصة أصحاب الأعمال اليدوية الذين تتطلب أعمالهم حركات متكررة ووضعيات غير ملائمة ورفع اليد فوق مستوى الرأس كثيرا ولاهتزاز. وتشمل عوامل الخطر ممارسة الأنشطة البدنية بطريقة خاطئة، وتناول بعض الأدوية. < يمكن علاج معظم حالات التهاب الأوتار بالتزام الراحة والعلاج الطبيعي واستخدام الأدوية لتخفيف الألم. يمكن أن يؤدي التهاب الأوتار المزمن إلى حدوث تمزق في الوتر، ما قد يستلزم التدخل الجراحي. يهدف علاج التهاب الأوتار إلى تخفيف الألم وتقليل التهيج. قد تكون الرعاية الذاتية مثل الحصول على قسط من الراحة ووضع الثلج واستخدام المسكنات هي كل ما يحتاجه الشخص المصاب. إلا أن التعافي التام قد يستغرق عدة أشهر. وتشمل الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب الأوتار مسكنات الألم ومضادات الالتهاب، وفي بعض الحالات يحتاج المريض إلى استخدام الستيرويدات، خاصة الحقن. < يمكن أن تساعد تمارين العلاج الطبيعي على تقوية العضلات والأربطة، ما يجعلها من العلاجات الفعالة للعديد من حالات الأوتار المزمنة. لكن من المهم اتخاذ بعض الإجراءات للوقاية، بصفة عامة، من آلام الكتف، منها تجنب ممارسة الأنشطة التي تشكل ضغطا بالغا على الأوتار، خاصة لفترات طويلة، والتحرك بطريقة صحيحة أثناء العمل، مع التأكد من ضبط وضع الكرسي ولوحة المفاتيح وسطح المكتب بشكل صحيح وبارتفاع ملائم للطول. أجرت الحوار: إيمان رضيف في سطور: من مواليد خريبكة اختصاصي في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم كاتب وقاص مخرج سينمائي

التهاب وتر الكتف… ألم وإزعاج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال موظف بفاس نصب على امرأة

الرجاء... الأزمة المتجددة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات