تحولت جلسة خمرية بمنطقة الهراويين ضواحي البيضاء، ليلة الجمعة الماضي، إلى جريمة قتل، راح ضحيتها جزار بعد أن تلقى من غريمه طعنة بآلة حادة في الرأس، لم تمهله طويلا، إذ فارق الحياة في طريقه إلى المستشفى. وحسب مصادر «الصباح» فإن المتهم والضحية تربطهما صداقة بحكم أنهما جزاران بالأسواق الأسبوعية بضواحي البيضاء. واستنفر مركز الدرك الملكي بالمنطقة بسبب الجريمة، إذ يسابق الدركيون الزمن لإيقاف المتهم، الذي اختفى عن الأنظار، ما رجح فرضية انتقاله إلى مدينة أخرى. وكان مركز الدرك الملكي بالهراويين، تلقى إشعار للانتقال إلى مستعجلات سيدي عثمان التابع لعمالة مولاي رشيد، لمعاينة جثة شخص، فارق الحياة في طريقه إلى المستشفى على متن سيارة إسعاف. وخلال معاينة الجثة، تبين أن بها آثار جرح كبير في الرأس، ناتج عن طعنة بسلاح أبيض. ولما فتشت ملابس الضحية حجزت عناصر الدرك مبلغ مالي يتجاوز 7000 درهم، ما أبعد فرضية أن الجريمة هدفها السرقة. وشرعت عناصر الدرك تحرياتها، بداية بتحديد هوية الضحية، الذي تبين أنه جزار بالأسواق الأسبوعية بضواحي بالبيضاء، كما تبين خلال تنقيطه أنه من ذي السوابق. وتوصلت عناصر الدرك من خلال التحريات الأولية أن الضحية يتحدر من دوار «الرحامنة» بالهراويين، وأنه ليلة الجريمة انتقل إلى دوار آخر بالمنطقة نفسها لزيارة أقارب له، قبل أن يلتقي صديقا، تبين أنه جزار بدوره، وطالبه مشاركته احتساء الخمر، رفقة أشخاص آخرين، وهو العرض الذي لم يتردد الضحية في قبوله، إلا أنه خلال الجلسة وقع سوء فهم بين الطرفين، تطور إلى ملاسنات، حاول من يشاركهما الجلسة تلطيف الأجواء، إلا أن وجود المتهم والضحية في حالة سكر متقدم، أجج الوضع، فشرعا في عراك، حسمه المتهم بتوجيه طعنة بآلة حادة إلى رأس الضحية الذي سقط أرضا مضرجا في دمائه، فتم الاستنجاد بعناصر الوقاية المدنية التي نقلت الضحية إلى المستعجلات ليفارق الحياة في الطريق، في حين اختفى المتهم عن الأنظار. إلى جانب هذه الرواة، كشفت مصادر الصباح، رواية أخرى لشهود، تؤكد أن للجريمة طابعا انتقاميا، إذ حسب قولهم، إذ سبق للضحية أن قدم شهادة في ملف قضائي توبع فيه المتهم، كلفته قضاء عقوبة حبسية، وهو ما لم يتقبله، الذي صادفه يوم الجريمة ودعاه إلى مشاركته شرب الخمر لطي صفحة الخلاف بينهما، قبل أن تلعب الخمر في رأس المتهم، ويعاتب الضحية على شهادته أمام القضاء، ليدخل الطرفان في نزاع، تلقى فيه الضحية طعن خطيرة في الرأس عجلت بوفاته. مصطفى لطفي