وهبي: قيادات سياسية احترفت الشعبوية

استشاط عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، غضبا إثر تعقيبه على أعضاء لجنة العدل والتشريع بمجلس المستشارين، عصر أول أمس (الاثنين)، في جلسة استغرقت خمس ساعات من النقاش الحاد. وقال وهبي إن ما يجري في مواقع التواصل الاجتماعي تجاوز، بشكل كبير، مبدأ حرية التعبير عن الرأي، وأضحى فضاء لتوزيع الاتهامات الباطلة، والمناقشات السطحية، وهيمنة الخطاب الشعبوي، مستندا في ذلك بما جرى لأحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بسبب حديثه عن العلمانية بمفهومها الفلسفي والثقافي والتاريخي. وأكد وهبي أن الذين هاجموا التوفيق اعتمدوا على فكرة سابقة بأن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة، وحرفوا النقاش، ومنهم زعيم سياسي تحدث عن موضوع يجهله، وزاد أن من يجهل شيئا ما يجب عليه الابتعاد عن الخوض فيه، في إشارة إلى عبد الإله بنكيران. واعتبر وهبي أن منطق العلمانية، الذي يختصر في فصل الدين عن الدولة، كان مجرد أكذوبة انتشرت خلال محاكم التفتيش، أما التحليل العلمي للعلمانية فمرتبط بمفهوم سياسي عميق وله أسس علمية وفكرية، مشيرا إلى أن الوزير التوفيق يستغرق وقته في العمل الوزاري، وفي قراءة الكتب التراثية بالعربية، وبالفرنسية والإنجليزية، وأن كل من التقى به يمنحه كتابا يفسر ظاهرة ما للرفع من مستوى المعرفة. وأكد المتحدث نفسه أن قيادات سياسية صارت تتماهى مع المد الشعبوي، وتروج لكلام مفاده أن جميع السياسيين والمسؤولين فاسدون، وأنها هي النزيهة، داعيا الجميع للتحلي بالرزانة والموضوعية، لأن السياسي لديه أدوات تجعله يغربل المعطيات عوض الاندماج مع الشعبوية. وهاجم المسؤول الحكومي ما يجري في مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا إن أخطر ما يهدد القضاء هو ما يكتب من تعاليق في "فيسبوك"، تتهكم على أحكام قضائية، بينها تحاليل محام، كان قاضيا في السابق، وصف حكما قضائيا بالظالم، مضيفا أن هذا يعد تحقيرا لقرار قضائي، ويندرج ضمن المساءلة الجنائية، مشددا على ضرورة الحسم في هذه الظاهرة. وقال الوزير إن لا أحد بالمغرب أصبح محصنا أمام ما يبث من اتهامات في وسائل التواصل الاجتماعي، التي مست بالحياة الخاصة للمواطنين، إذ أحال شريط فيديو لأحد الأشخاص تشاجر مع زوجته وعنفها، على النيابة العامة، لما تضمنه من كلام بذيء. وأضاف أن الأخطر هو استغلال الذكاء الاصطناعي بتزوير التصريحات، مقدما مثالا على ذلك بما وقع له، إذ فوجئ بنشر كلام نسب إليه، لم يصرح به مطلقا، مسجلا أن القانون الجنائي سيحمل عقوبات رادعة للجرائم المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد وزير العدل أنه ليس متفقا مع من يقول "القافلة تسير والكلاب تنبح"، بل يجب الوقوف بحزم ضد هذه الفوضى، وإيقاف القافلة من أجل تأديب الكلاب، وبعدها تواصل مسارها، مضيفا أن المغاربة أصبحوا يعيشون في واقع يصف فيه الجميع أي مسؤول، أو وزير أو برلماني، بأنه فاسد، متناسين بأن هناك محاسبة من قبل مؤسسة البرلمان والمؤسسات الدستورية القائمة، وكذا النيابة العامة التي تتحرك كل مرة كلما ظهرت خروقات للقانون، مضيفا أن مسؤولين أجانب بمنظمات حقوقية دولية، تحروا في الموضوع، وأكدوا له أنهم فقدوا الثقة في مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها تحرف الحقيقة. من جهة أخرى، اتهم وهبي محتالين، بعضهم أدين وقضى عقوبته السجنية، ليصبح فجأة ناطقا باسم حقوق الإنسان، في وقت توارت فيه المؤسسات والجمعيات والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان إلى الخلف، داعيا إياها إلى العودة من جديد للقيام بعملها. أحمد الأرقام

وهبي: قيادات سياسية احترفت الشعبوية

قصف بنكيران ودعا إلى "إيقاف القافلة لتأديب الكلاب التي تنبح"

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاولة فرار لص تنتهي ببتر رجله

قضاة يرفضون التمديد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات