لم يسبق لأي رئيس مدير عام لمؤسسة "العمران" أن تلقى سيلا من الإشادة والتنويه، مثل ما تلقاه حسني الغزاوي، الرئيس المدير العام للذراع العقاري للدولة من قبل برلمانيي الغرفتين. مقابل الإشادة والتنويه بالغزاوي، لم يسلم مديرون جهويون وإقليميون من انتقادات بعض ممثلي الأمة، تماما كما هو الشأن بالنسبة إلى واحد منهم، اتهمه برلماني ببيع منتوج المؤسسة في الأقاليم الجنوبية، حتى قبل انطلاق "الأبواب المفتوحة"، التي يتم الإعلان عنها في وصلات إشهارية مؤدى عنها من المال العام. ماذا يعني هذا في نظر المستشار البرلماني، الذي فجر هذا الملف؟، يعني أن القطع الأرضية ذات الجودة والموقع "الجميل"، يتم تسويقها وتفويتها، بعيدا عن تكافؤ الفرص بين جميع الزبناء. ورغم أن الغزاوي، الذي يواصل الإطاحة بالمفسدين داخل المؤسسة، لم يجب عن تساؤلات المستشار البرلماني، وهو من عائلة صحراوية شهيرة، فإنه، بكل تأكيد، سيفتح تحقيقا في الموضوع، وسيرتب الجزاء المطلوب، إن كانت هناك فعلا تجاوزات وخروقات، كما وردت على لسان المستشار البرلماني دابادا الصغير. ولم يتردد حسني الغزاوي، الرجل الأول في مؤسسة "العمران"، الذي رفض إبراء ذمة مديرين "فاسدين" استفادوا كثيرا من خيرات صفقات الشركات ومنتوجات الشركة، وغادروا المؤسسة دون حساب، في إحالة ملفات فساد جديدة على رئاسة النيابة العامة. وليس صدفة، أن يتلقى الغزاوي في كل مرة التهاني من صناع القرار البرلماني، فطاحونة الرجل في محاربة كل من تشتم منه رائحة الفساد، لم تتوقف، ففي كل مرة يحيل ملفا من ملفات الفساد على قضاء جرائم الأموال، وهي ملفات موروثة عن العهد القديم، تنطق بخروقات خطيرة. ومن المتوقع أن يطيح البحث القضائي برؤوس كبيرة، ظلت هي "الآمر والناهي" بهولدينغ "العمران"، وببعض الأسماء النافذة، التي مدت يدها إلى المال العام، دون خوف، لأنها كانت مسنودة، وتجد الغطاء والحماية، قبل أن يرفع عنها الستار مع مجيء الرئيس المدير العام الجديد منذ نحو سنتين. وأمام هول الملفات الموروثة، رفع الغزاوي صوته عاليا، داعيا جميع المديرين، إلى اعتماد الشفافية والجودة في تسويق المنتوج بشفافية أكثر، من خلال منصة رقمية، وتحيين نظم الاستشارة الخاصة بطلبات العروض، وذلك لضمان التعاقد مع مكاتب دراسات ومقاولات ذات كفاءة وخبرة عالية، وضمان احترام المعايير والشروط التقنية المنصوص عليها في دفاتر التحملات، وتحيين مساطر تتبع الأشغال من أجل ضمان مراقبة المشاريع. ورغم كل ذلك، مازال "الديفو" موجودا. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma