عبد الكبير الركاكنة قال إن غياب التشريعات يجعل موقف الفنان ضعيفا قال الفنان والمخرج عبد الكبير الركاكنة إن الفنان لا يمكن أن يختار أدواره، لأن قيامه بذلك يعني عدم اشتغاله. وأوضح أنه أمام ذلك يبقى موقف الفنان ضعيفا، مضيفا أن المجال الفني يعرف نوعا من التسيب. في الحوار التالي يتحدث عبد الكبير الركاكنة ل “الصباح” عن هذه المواضيع وأخرى: < ما هي أسباب غيابك عن التلفزيون لفترة طويلة؟< لا يختار أي فنان مغربي الغياب، ولا أعتقد أنه يوجد فنان يرغب في ذلك، بل على العكس فإنه يفضل أن يكون في تواصل مع الجمهور ودائما قريبا منه، وكذلك قريبا من الفاعلين والمنتجين في الحقل الفني.ولا أعرف إن كان غياب الفنان بشكل عام، راجعا إلى عدم انفتاح الجهات المنتجة على الفنان أم أن هناك خللا ما، ولهذا أطرح التساؤل نفسه عن سبب الغياب والتفكير دائما في مجموعة معينة من الفنانين دون آخرين. ولهذا فغياب الفنان ليس اختياريا مادام حاضرا في الساحة الفنية، إلا إذا تم تغييبه. والفنان بشكل عام يحب أن يظل لصيقا بأعماله وحتى إن كانت غير كثيرة مادامت ليست هناك صناعة إنتاجية مستمرة، لكنه لا يتوانى عن الاشتغال إن عرضت عليه فرصة وبالتالي لا يكون لديه اختيار. < معنى هذا أنك فنان لا تقبل بالأدوار المعروضة عليك دون أن يكون لك حق اختيارها وانتقائها؟< لا يمكنني الاختيار لأنه إذا اخترت أدواري فلن أشتغل، لا ينبغي أن ننافق بعضنا ... فماذا سأختار من أدوار؟ فالأعمال المنتجة معدودة على رؤوس الأصابع. وأمام هذا الوضع فإن أغلب الفنانين الذين ليس لهم مصدر عيش آخر بعيدا عن المجال الفني مضطرون لقبول أي دور يعرض عليهم، لأنه يتعين عليهم دفع مصاريف الحياة اليومية، وهذا ما يجعل الفنان يكون ذا موقف ضعيف، كما يجعلنا نفتح النقاش حول مجال التشريعات، إذ لا يوجد تشريع قانوني يحمي الفنان ويحمي كرامته واختياراته الفكرية والفنية، إلى جانب أنه بسبب مشاركته في بعض الأعمال يصبح في اصطدام مع جمهوره.< ألم تستطع بطاقة الفنان حماية سوق العمل في المجال الفني؟< إلى حد الآن لا توجد عقود نموذجية أو كوطا مثلا بنسبة 70 في المائة لحاملي بطاقة الفنان لاختيارهم للاشتغال في أعمال تلفزيونية وسينمائية على اعتبار أنهم فنانون معترف بهم. وحدها وزارة الثقافة تأخذ بعين الاعتبار بطاقة الفنان وتمنح الدعم إلى 80 في المائة من حامليها، لكن في المؤسسات المنتجة والتلفزيون والسينما تظل بطاقة الفنان مغيبة ولا يتم تخصيص كوطا لاختيار حامليها.< هل تعني أن المجال الفني أصبح يعتمد على وجوه غير معروفة؟< هناك هيآت تشتغل ليتم حماية سوق الشغل في المجال الفني، الذي أصبح يعرف نوعا من التسيب، إذ نفاجأ كل يوم بأن فنانا “ينبت”. وهذا لا يعني أن لدي مشكل مع المواهب أو الجيل الجديد من الممثلين، خاصة من خريجي المعاهد لأنه ينبغي أن تتاح لهم الفرص، لكن المشكل في أسماء لا علاقة لها بالفن والتمثيل يكون اختيارها على حساب أسماء معروفة.< كيف تلقيت خبر رفض مشروعك التلفزيوني الذي تقدمت به إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون؟< لم يحظ الشريط التلفزيوني الذي قدمت مشروع إنتاجه للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بثقة اللجنة المكلفة بانتقاء طلبات عروض الأعمال التلفزيونية. وخلال الموسم التلفزيوني المقبل سأعيد المحاولة مرة أخرى، خاصة أن الأعمال الثلاثة التي سبق أن كانت من إنتاج القناة “الأولى” حصدت عدة جوائز. وأعتقد أنه من الضروري تشجيع أعمال من هذا النوع. < ماذا أضاف برنامج “مداولة” إلى مسارك في مجال التمثيل، خاصة أنك تتقمص الدور نفسه في أغلب الحلقات؟< “مداولة” أضاف لي الشيء الكثير بما أنه برنامج توعية وتحسيس، إضافة إلى أن شريحة واسعة من المجتمع تجهل أمورا كثيرة مرتبطة بالجانب القانوني. ومن خلال طرح البرنامج قضايا متعددة استفاد عدد من المشاهدين، ما جعل ثقتهم في “مداولة” تزداد حلقة تلو أخرى. وكان دور المحامي الذي تقمصته في عدة حلقات من الأدوار التي نالت استحسان المشاهدين وكذلك عدد من المحامين الذي كنت ألتقي بعضهم ويؤكدون أنني أعطيت نفسا جديدا للدور، وشرفت مهنة المحاماة من خلال طريقتي في الأداء.ومن جهة أخرى، فإن أدواري في “مداولة” لم تقتصر فقط على المحامي ولكنني لعبت أدوار أخرى في حلقات تناول مثلا موضوع السيدا والاغتصاب.< ما هو جديدك الفني؟< حاليا مازالت فرقة “مسرح الحال” تواصل عرض مسرحية “الجدبة” التي تأتي في إطار العروض التي تنجز باحتضان من مسرح محمد الخامس من أجل إرجاع الدفء إلى القاعات المسرحية والعمل على تصالح الجمهور مع المسرح.أجرت الحوار: أمينة كندي