ليلة القبض على التماسيح

خاض المنتخب الوطني مباراة ليسوتو، أول أمس (الاثنين)، بالملعب الشرفي في وجدة، بمعنويات مرتفعة، بعد عروضه القوية منذ بداية التصفيات الإفريقية، المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، سيما بعد عودته من الغابون بانتصار كاسح على منتخب الفهود بخمسة أهداف. وبدا لاعبو المنتخب الوطني واثقين من قدرتهم على إنهاء منافسات المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة، رغم غياب قائدهم أشرف حكيمي، وهكذا كان بعد اكتساح منتخب ليسوتو بسباعية نظيفة. أما الجمهور، فاستقبل اللاعبين بالتشجيع والهتاف أثناء عملية الإحماء، مع ترديد شعارات مناصرة للمنتخب الوطني، كما لو أنه استبق فوزه على منتخب ليسوتو، علما أن عددا من المشجعين وجدوا أنفسهم محرومين من متابعة المباراة من المدرجات، بسبب نفاد التذاكر قبل 24 ساعة من موعد المباراة. حواجز أمنية وضعت المصالح الأمنية في وجدة حواجز أمنية في محيط الملعب، من أجل تأمين عملية الدخول والخروج منه، وضبط عملية تفتيش المشجعين في بواباته، وإبعاد كل من لا يتوفر على تذكرة المباراة. وعاينت "الصباح" انتشار دوريات عبر مختلف الزقاق والشوارع المحيطة بالملعب الشرفي، بغرض تعزيز الجانب الأمني في المناطق الآهلة بالسكان، وهو البروتوكول نفسه الذي اعتمدته المصالح الأمنية خلال مباراتي إفريقيا الوسطى في أكتوبر الماضي، ونجحت فيه بشكل كبير. وكشف مصدر أمني ل"الصباح"، فضل عدم ذكر اسمه، أن كثرة الحواجز الأمنية تأتي في سياق تأمين دخول المشجعين إلى الملعب بسلاسة وتفادي الازدحام والتدافع أثناء الدخول إليه، ما تطلب إغلاق عدد من المنافذ المؤدية إلى الملعب، وإرغام المشجعين على قطع مسافة طويلة مشيا، تجنبا لأي فوضى محتملة. وما إن تقترب من الحاجز الأمني، إلا ويبادرك رجل أمن بملامح صارمة "ممنوع المرور من هنا، عليك أن تذهب في هذا الاتجاه، هناك تعليمات صارمة بهذا الخصوص". واضطر عدد من المشجعين إلى ركن سياراتهم، بعيدا عن الملعب، بما أن الموقف المحاذي للملعب لا يفي بالغرض المطلوب. وجدة تكسب التحدي كانت وجدة في الموعد، حين استقبلت المنتخب الوطني بحفاوة وترحاب للمرة الثانية في ظرف شهر فقط، كما شكل الحدث فرصة مناسبة للتباهي بالقميص الوطني، عبر ارتدائه، أو عرضه للبيع على قارعة الطريق بأثمان مختلفة، إلى جانب قبعاته والأعلام الوطنية، سيما أن الجماهير أتت من مختلف المدن الشرقية، خاصة من الناظور وبركان والسعيدية وجرادة وتاوريرت وكرسيف، من أجل متابعة المباراة من المدرجات. ورغم الحضور الجماهيري الكثيف، إلا أن ذلك لم يعق حركة المرور، ولم تسجل فوضى وأحداث شغب، بقدر ما مرت المباراة في أجواء احتفالية، بفضل التنظيم المحكم والإجراءات الأمنية المتخذة في تأمين مباراة ليسوتو. "النوار" مرة أخرى لم يتمكن عدد من المشجعين من الحصول على تذاكر المباراة، بسبب الاستحواذ عليها من قبل سماسرة السوق السوداء، مرة أخرى، على غرار ما حدث في مباراتي إفريقيا الوسطى، إذ نفدت 17 ألف تذكرة بمجرد طرحها للبيع، فيما وزعت أزيد من 1500 دعوة على بعض الشخصيات العمومية والفعاليات الرياضية، علما أن الطاقة الاستيعابية للملعب لم تتجاوز 19 ألف مقعد. واستنكر مشجعون من المنطقة الشرقية نفاد التذاكر في زمن قياسي، قبل أن تظهر في السوق السوداء بأسعار ملتهبة، إذ ارتفع ثمنها من 200 درهم إلى 350 درهما، فيما بلغت تذكرة من فئة "في إي بي" بين 600 درهم و800. ورغم المجهودات المبذولة لملاحقة مروجي التذاكر في السوق السوداء، إلا أن ذلك لم يكن كافيا للحد من هذه الظاهرة، التي بدأت تستفحل أكثر في مباريات المنتخب الوطني. ترغالين وأبو خلال يتفاعلان صدحت حناجر الجماهير بمجرد دخول اللاعبين إلى أرضية الملعب، من أجل الإحماء، دعما وتشجيعا لهم في مباراتهم الثالثة، التي يخوضونها بالملعب الشرفي في وجدة. وظل المشجعون يهتفون بأسماء اللاعبين في أجواء حماسية تخللها إطلاق أغان تحفيزية تتغنى بإنجازات المنتخب ولاعبيه تفاعل معها اللاعبان زكرياء أبو خلال وأسامة ترغالين بإهداء قميصيهما للجمهور، قبل الالتحاق بالتداريب الإحمائية، وهي الالتفاتة التي لقيت استحسانا من قبل الجماهير، التي تعالت هتافاتها بعد انطلاق المباراة وكان حضورها ملفتا للانتباه، لطريقة تشجيعاتها المتواصلة، وانضباطها داخل الملعب وخارجه. دياز يزأر بـ "هاتريك" انطلقت المباراة بسيطرة ميدانية للمنتخب الوطني، الذي فرض أسلوب لعبه، ونظم سلسلة من المحاولات التي أعطت ثمارها مبكرا عن طريق اللاعب المتألق إبراهيم دياز في الدقيقة الخامسة، والذي عاد ليضيف الثاني، منصبا نفسه نجما فوق العادة، كما أثار إعجاب الجماهير التي هتفت باسمه "إبراهيم...إبراهيم". ولم يكتف دياز بتسجيل "هاتريك" في الشوط الأول، بقدر ما أمتع الجمهور بلمساته الفنية وتمريراته الساحرة، التي جعلته يبدع بالميدان، وأكثر محبوبا بين عشاق الأسود، الذين تابعوا هذه المباراة. لم يمنح المنتخب الوطني أي فرصة لمنافسه من أجل استجماع قواه، بعدما كثف من ضغطه وتحكمه في زمام الشوط الأول، قبل أن يتمكن سفيان رحيمي من إضافة الهدف الثالث في الدقيقة 37، ثم الخامس من ضربة جزاء، والذي كان بمثابة رصاصة الرحمة. البدلاء يعمقون الجراح واصل المنتخب الوطني إمتاع الجماهير بعروضه القوية في الشوط الثاني، رغم التغييرات، التي قام بها المدرب وليد الركراكي بإشراك كل من إسماعيل صيباري وبلال الخنوس ويوسف النصيري، الذي أحرز الهدف السادس بضربة رأسية، والثالث له على التوالي مع المنتخب الوطني، ثم أضاف صيباري الهدف السابع بطريقة رائعة، مستغلا الخروج الخاطئ لحارس منتخب ليسوتو. وكاد المنتخب الوطني يضيف أهدافا أخرى، بعد سيطرته المطلقة على منافسه، الذي لم يقو على مجاراة الإيقاع القوي، الذي فرضه أشبال المدرب وليد الركراكي في الربع ساعة الأخير من المباراة. فرحة بعد السباعية عرفت نهاية المباراة فرحة كبيرة للجمهور الذي هتف لفوز الأسود بسبعة أهداف لصفر، وردد أهازيج وهتافات تمجد للمسيرة الناجحة للمنتخب الوطني، الذي حقق العلامة الكاملة بتحقيق ستة انتصارات متتالية في تصفيات المجموعة الثانية، ليدخل التاريخ من بابه الواسع. وواصل الجمهور تشجيعاته وهتافاته خارج الملعب، متباهيا بتألق الأسود، وسط حراسة أمنية مشددة، تفاديا لأي شغب وفوضى محتملين. وغادر اللاعبون أرضية الملعب الشرفي في وجدة تحت تصفيقات الجماهير، منتشين بفوزهم العريض على ليسوتو، أسوة بمدربهم وليد الركراكي، الذي تحدث في الندوة الصحافية بثقة أكبر وتفاؤل واضح بشأن مستقبل الأسود، في انتظار مواصلة النتائج الإيجابية في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، المقرر انطلاقتها في مارس المقبل. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد "الصباح" إلى وجدة)

ليلة القبض على التماسيح

الأسود سحقوا ليسوتو بسباعية ودياز يزأر والجمهور يبدع كعادته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إناث الجيش الأفضل في مجموعتي العصبة

الالتهام‭ ‬الذاتي‭ ‬يقي‭ ‬من‭ ‬السرطانات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات