أعلن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، عن أسماء وزراء حكومته، في انتظار تأكيد تعيينها من قبل مجلس الشيوخ، ضمت شخصيات من الأثرياء ورجال الصناعة والمال والأعمال والإعلام. عصف ترامب بإعلانه عن أسماء وزراء حكومته، بالنظريات السياسية، التي كانت إلى وقت قريب من المسلمات، إذ دحض فكرة عدم الجمع بين "السلطة والمال"، وتعيين مقربين في مسؤوليات حساسة. لم تثر التعيينات الجديدة زوبعة في أمريكا، كما هو الشأن في المغرب، لسبب بسيط أن الرئيس سيتحمل مسؤولية اختياراته، وسيقف بعد أربع سنوات أمام الشعب للدفاع عن إنجازاته أو تبرير فشله في بعض القطاعات. اختار ترامب لتولي مناصب في حكومته، رجال الأعمال مثل إيلون ماسك، وقطب العقارات ستيفن ويتكوف، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي لشغل مناصب حكومية في خطوة أثارت إعجاب الأمريكيين، فترامب، المعروف بنهجه التجاري، جلب "الأسماء الكبيرة" لتحقيق رؤية تتماشى مع فلسفة "الربح والخسارة" التي يجيدها، لكن ما الذي يمكن أن يضيفه هؤلاء؟ الحديث عن ماسك ليس لأنه مجرد رجل أعمال، بل عن مبتكر يغير قوانين الصناعة ويتطلع إلى الفضاء والمركبات الكهربائية والطاقة النظيفة، في نهج يتحدى المتعارف عليه ويحدث تأثيرا عميقا في الأسواق، فوجود ماسك في الحكومة يعني نظرة جديدة لمواضيع الاستدامة والطاقة والفضاء، وربما نهجا جريئا يعزز استقلالية أمريكا التكنولوجية. أما ويتكوف، قطب العقارات الذي يمثل العمق الحقيقي لعالم التجارة العقارية، ويعرف قيمة الأرض والتحالفات القوية مع رأس المال، فوجوده يمنح السياسة الاقتصادية للحكومة رؤى تعزز قطاع البنى التحتية، وتساهم في إحداث فرص عمل جديدة ومشاريع سكنية تواكب النمو الديمغرافي. من جهته، فإن رجل الأعمال راماسوامي، يمثل القدرة على الابتكار والمرونة في قطاعات متنوعة، ما يجعله دعامة قوية لفريق اقتصادي ديناميكي، فوجود شخص مثله يعطي الحكومة دفعة للتفكير "خارج الصندوق"، والبحث عن حلول إبداعية للتحديات الاقتصادية. كما اختار ترامب بيت هيغيست، ليضيف ديناميكية جديدة لإدارته، إذ أن هيغيست، الصحافي ورجل الأعمال، يقدم مزيجا من الخبرة الإعلامية والفهم العميق للسياسة الداخلية. مزيج بين رجال أعمال مبتكرين وإعلامي متمرس يعزز قدرة حكومة ترامب على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ويوفر لها أدوات متعددة للتواصل، دون أن يشن "يوتوبورات» حملات ضد حكومته، أو تجتر أحزاب خطابات سياسية عفا عنها الزمن. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma