معركة الطي النهائي لملف الصحراء

يتجه المغرب لحسم ملف مغربية الصحراء بشكل نهائي في أروقة الأمم المتحدة، وبمجلس الأمن، من خلال إقرار 120 دولة في العالم بمقترح الحكم الذاتي، حلا للنزاع المفتعل، واعتراف دول عظمى ومؤثرة في صناعة القرار السياسي الدولي بمغربية الصحراء، بينها أمريكا وفرنسا العضوان كاملا العضوية في مجلس الأمن، وموافقة بريطانيا، وعدم اعتراض الصين الشعبية، وروسيا الاتحادية عن أي قرار سيصدر في هذا الشأن. الدول المؤثرة في صف المغرب دائرة البلدان المترددة تضيق وسياق المستجدات يدفع في اتجاه طرد "الخجل الدبلوماسي" رغم أن موقفها يظل مترددا بحكم وجودها في المنطقة الرمادية، فإن بريطانيا لديها الاستعداد للإقرار بمغربية الصحراء عبر طرد " الخجل الدبلوماسي" وابتعاد المشتغلين في الدولة العميقة عن لغة الخشب التي تسوق في الأجهزة المسيرة لدواليب المؤسسات الرسمية والمنتخبة، إذ من المفروض في المغرب خوض حملة دبلوماسية متعددة الأنواع خلال الأيام والأسابيع المقبلة، لإقناع المملكة المتحدة بمغربية الصحراء، رغم أنها وقعت اتفاقيات مع المغرب تشمل المناطق الصحراوية الجنوبية. ونجحت خطة المغرب بفضل ذكاء وحنكة الملك محمد السادس، والتفاعل الايجابي لناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية، وفريق عمله، وتمرس الدبلوماسية الأمنية بقيادة عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، الذي ينفذ بدوره التعليمات الملكية في هذا المجال، وتحرك الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية مع كل الدول، ولو بشكل محتشم، وتحرك الدبلوماسية الموازية البرلمانية التي تظل رفقة الدبلوماسية الحزبية والنقابية ولجمعيات المجتمع المدني، ضعيفة بحكم غياب مخطط فعلي وأجندة واضحة المعالم. ورغم أن خصوم الوحدة الترابية لم يملوا من ترديد الأسطوانة المشروخة لنصف قرن، وفشلهم في تحقيق مسعاهم، فإن أكثر من 55 دولة سحبت اعترافها بالكيان الوهمي الموجود في تندوف بالجزائر الجنوبية، فيما أقرت 20 دولة أوربية بالحكم الذاتي، بينها فرنسا التي جعلته حلا وحيدا في ظل سيادة المغرب على كافة ترابه، وإقرار اسبانيا البلد المستعمر بمقترح الحكم الذاتي، لمعرفة البلدين بالسياق التاريخي لملف الصحراء المغربية، وفتح 30 دولة قنصليات في العيون والداخلة. وبفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، باكتساح أصوات الولايات المتأرجحة ، ليكون الرئيس 47 لأمريكا، سيكون المغرب في موقف مريح في مجلس الأمن، لأنه هو من وقع على قرار تاريخي بعد توقيع اتفاق أبراهام، يرمي إلى الاعتراف بمغربية الصحراء، ونشر الخريطة كاملة، وبذلك فتح المجال لباقي الدول لتغيير مواقفها. ودعا الملك محمد السادس، الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها وتوضيح الفرق الكبير، بين العالم الحقيقي والشرعي، الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين عالم متجمد، بعيد عن الواقع وتطوراته. وأضاف الملك محمد السادس، في خطاب وجهه إلى الشعب، لمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، أن المغرب تمكن من ترسيخ واقع ملموس، وحقيقة لا رجعة فيها، قائمة على الحق والشرعية، والالتزام والمسؤولية. ويتجلى ذلك حسب جلالته، في محاور ثلاثة من خلال أولا "تشبث أبنائنا في الصحراء بمغربيتهم، وتعلقهم بمقدسات الوطن، في إطار روابط البيعة، القائمة عبر التاريخ، بين سكان الصحراء وملوك المغرب"، وثانيا يشهد الجميع ب"النهضة التنموية، والأمن والاستقرار، الذي تنعم به الصحراء المغربية"، وثالثا يسجل "تزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، والدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي". وبموازاة مع هذا الوضع الشرعي والطبيعي، هناك مع الأسف، يضيف جلالته عالم آخر، منفصل عن الحقيقة، ما زال يعيش على أوهام الماضي، ويتشبث بأطروحات تجاوزها الزمن. وفكك جلالة الملك أساطير خصوم الوحدة الترابية من معتنقي أطروحات تجاوزها الزمن لحل النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، ويتمثل في "من يطالب بالاستفتاء، رغم تخلي الأمم المتحدة عنه، واستحالة تطبيقه، وفي الوقت نفسه، يرفض السماح بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف، ويأخذهم كرهائن، في ظروف يرثى لها، من الذل والإهانة، والحرمان من أبسط الحقوق"، وآخرون من "الذين يستغلون قضية الصحراء، للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي". ورد جلالته قائلا "نحن لا نرفض ذلك، والمغرب كما يعرف الجميع، اقترح مبادرة دولية، لتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، في إطار الشراكة والتعاون، وتحقيق التقدم المشترك، لكل شعوب المنطقة"، وهي رسالة موجهة إلى الجزائر لقبول المبادرة المغربية قصد الاستفادة من المحيط الأطلسي رفقة دول إفريقية أخرى. وأضاف جلالته أن هناك من يستغل قضية الصحراء، ليغطي على مشاكله الداخلية الكثيرة، ومن يريد الانحراف بالجوانب القانونية، لخدمة أهداف سياسية ضيقة. الكرة في ملعب الأمم المتحدة حسم الملك في الرد على أوهام خصوم الوحدة الترابية بأن "الشراكات والالتزامات القانونية للمغرب، لن تكون أبدا على حساب وحدته الترابية، وسيادته الوطنية"، لذلك حمل للأمم المتحدة المسؤولية في التمييز بين المواقف المتحركة والشرعية، وبين الجمود. وقال جلالته إن المرحلة التي تمر منها قضية الوحدة الترابية، تتطلب استمرار تضافر جهود الجميع، منوها بالروح الوطنية التي يتحلى بها المغاربة المقيمون بالخارج، وبالتزامهم بالدفاع عن مقدسات الوطن، والمساهمة في تنميته. وتعزيزا لارتباط هذه الفئة بالوطن، قرر جلالته إحداث تحول جديد، في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج، من خلال إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بها، بما يضمن عدم تداخل الاختصاصات وتشتت الفاعلين، والتجاوب مع حاجياتها الجديدة. أحمد الأرقام

معركة الطي النهائي لملف الصحراء

الملك يفكك أساطير آتية من عالم آخر وعودة ترامب ترجح واقعية 120 دولة تدعم الحكم الذاتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تطوان يؤزم الرجاء

مشاهير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات