مهرجان الناظور يحمل رسالة حقوقية شاملة

بوطيب: العدالة الحقيقية تشمل الإنسان والبيئة والفن صوتنا لإيقاظ العالم نحو مستقبل أكثر توازنا يتحدث عبد السلام بوطيب، مدير المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، عن فلسفة المهرجان وأهدافه في تعزيز حقوق الإنسان وربطها بقضايا البيئة والعدالة، كما يسلط الضوء على أهمية الحق في بيئة سليمة باعتبارها جزءا من حقوق الإنسان، مشيرا إلى التزام المهرجان بنشر الوعي حول التحديات البيئية العالمية وأثرها على حياة الناس. كما يناقش بوطيب دور الفن في هذا المجال، وكيف أصبح المهرجان منصة تجمع الفنانين والمثقفين مع المجتمع المدني من أجل التأكيد على المسؤولية المشتركة تجاه البيئة. وفي ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: خالد العطاوي (موفد "الصباح" إلى الناظور) < فلسفة المهرجان تتمحور حول الربط بين حقوق الإنسان والعدالة بمفهومها الأوسع، وهنا نقصد العدالة البيئية، والاجتماعية، والمناخية. نحن في مركز الذاكرة المشتركة نؤمن أن الحق في بيئة سليمة جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، ويعكس التزامنا بالدفاع عن قضايا عادلة مثل التوزيع العادل للموارد الطبيعية، والدفاع عن البيئة يعني أيضا الدفاع عن حق كل شخص، الآن وفي المستقبل، في العيش بكرامة واستدامة. < بالضبط! نحن لا نرى البيئة مسألة منفصلة عن قضايا الحقوق والعدالة، وحمايتها تعني حماية حقوق الإنسان، لأن صحة البيئة تؤثر مباشرة على حياتنا اليومية وكرامتنا، ونحن ندافع عن هذه الفكرة عبر المهرجان، من خلال عرض أفلام توضح كيف أن الممارسات البشرية التي تضر بالبيئة تنعكس بشكل مباشر على الناس، وتفاقم من التحديات التي يواجهونها، مثل ندرة الموارد، والتي بدورها تؤدي إلى صراعات وعدم استقرار. < تيمة "ذاكرة السماء والأرض" تمثل جانبا رمزيا من فلسفتنا، إذ تعكس الأثر العميق الذي تتركه ممارساتنا على الطبيعة وعلى المجتمع، وعندما نتحدث عن "ذاكرة الأرض"، نحن نذكر الجميع بأن الأرض والموارد التي نستفيد منها اليوم هي حق مشترك للأجيال المقبلة أيضا، فالعدالة هنا تعني أن نتحمل مسؤوليتنا لضمان بيئة سليمة للجميع، وأن نحافظ على هذه الموارد بطريقة مسؤولة ومستدامة، مما يحقق التوازن بين الحاضر والمستقبل. < تكريمنا لسالغادو ومؤسسة الأرض البرازيلية يأتي تقديرا لدورهما في الدفاع عن البيئة من منطلق إنساني وحقوقي، فالفنان سالغادو يعتبر أحد المدافعين بشغف عن البيئة، ويستخدم صوره رسالة توعوية قوية للمخاطر التي تواجه كوكبنا، ومن خلال تكريمه، نرسل رسالة بأن الفن يمكن أن يكون سلاحا للدفاع عن حقوقنا المشتركة في بيئة آمنة، ووسيلة لإشراك الجمهور في قضايا العدالة البيئية والمناخية. < الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية يمثل أكثر من 200 جمعية مغربية تعمل جميعها من أجل تحقيق عدالة مناخية، وهم يعملون على نشر ثقافة الوعي البيئي، ويعتبرون العدالة المناخية جزءا من العدالة الاجتماعية، والتكريم بمثابة تقدير لنضالهم المستمر ودورهم التوعوي في دعم العدالة البيئية قضية جماعية.. ونأمل أن يشجع هذا التكريم الفنانين والفاعلين المجتمعيين على مواصلة الدفاع عن حقوق البيئة بشكل أكبر، والهدف ليس فقط توعية الجمهور، ولكن أيضا إشراكه وتحفيزه ليصبح جزءا من الحل. < نسعى دائما لإضفاء طابع ثقافي حي على الناظور، ليصبح الفن جزءا من الحياة اليومية لأهل المدينة، خاصة الشباب، ومن خلال العروض السينمائية والنقاشات وورش العمل، نوفر للشباب فرصة للاطلاع على ثقافات وأفكار جديدة، كما أن المهرجان يشجعهم على التعبير عن أنفسهم والتفاعل مع القضايا الإنسانية والبيئية بطريقة فنية، إذ نلاحظ أيضا أن هذا الاهتمام يولد إبداعا محليا ويشجعهم على التفكير بشكل أكثر شمولية، مما يرفع منسوب الوعي الثقافي والبيئي لديهم. تعايش ثقافي < بالضبط، استضافة فنانين من كوبا ودول أخرى جزء أساسي من فلسفتنا للتعايش الثقافي، إذ نؤمن أن الفن هو جسر يصل بين الشعوب ويعزز الفهم المتبادل، وعندما يأتي فنانون من كوبا ويشاركون تجربتهم مع الجمهور المغربي، هم لا يعرضون أعمالهم فقط، بل ينقلون جزءا من ثقافتهم وتاريخهم، وهذا يساعد على بناء علاقات ودية ودبلوماسية موازية، كما نعتبر هذا التواصل الثقافي جسرا لتعميق الروابط بين الشعوب بطريقة عفوية وإنسانية، مما يعزز من صورة المغرب مركزا للتسامح والانفتاح.

مهرجان الناظور يحمل رسالة حقوقية شاملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سيناريو إناث المحمدية يتكرر بخنيفرة

الجسمي يتغنى بالمسيرة الخضراء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات