نحن وترامب

الأمريكيون الذين هبوا إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء الماضي للتصويت على مرشح الحزب الجمهوري، كانوا يحملون في أياديهم وعودا حقيقية بتخفيض معدل البطالة إلى دون 4 في المائة، وتحسينا في الدخل العام للمواطنين عن طريق تخفيض الضرائب، وتشجيعا لمناخ الأعمال والاستثمار الخاص المنتج لمناصب الشغل. هكذا، يكسب رهان الانتخابات في دولة اسمها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتعامل الناخب بشكل براغماتي مع البرامج والوعود المعززة بأرقام وتوقعات حقيقية صادرة عن مكاتب الدراسات، لا مجال فيها للخطأ والتمني والحلم، بعيدا عن الكليشيهات التي تلصق بالأمريكيين الذين يعتقد عدد من المتتبعين، خارج الولايات الـ50، أن ما يهمهم هو العالم والعلاقات الدولية، وما يجري في الشرق الأوسط وروسيا وأوكرانيا والصين وكوريا الشمالية وإيران والعراق. الناخب الأمريكي يبحث عن المرشح، من الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي، الذي يقدم أكبر عدد من الضمانات لتحسين الدخل والتحكم في منظومة الضرائب والحفاظ على المستوى نفسه من الرفاه والعيش، ولم لا تحسينه تدريجيا، بآليات مختلفة تكون مجالا للمنافسة الشديدة. في المغرب وباقي الدول الأخرى التي تشبهنا، تلقى الوعود والبرامج الانتخابية على عواهنها، هكذا دفعة واحدة، ويحدث أن يذهب الناخب إلى صندوق الاقتراع للتصويت على برنامج معين، ثم يرمى في سلة القمامة، ويصوت على برنامج آخر في مجلس الأمة، لا علاقة له بالأول، بل قد يكون مناقضا له تماما. في أمريكا، يقدم المرشحون برنامجا واقعيا، ويدعمونه بالأرقام والنسب وأجندة للإنجاز ومنظومة للتتبع والمراقبة والحكامة، بينما يتفرغ وزراء في دولنا إلى تعبيد الطريق إلى أصدقائهم وصديقاتهم في الدواوين والمناصب، ويسهلون المرور إلى الصفقات العمومية لأقربائهم وما ملكت أيمانهم. في حكوماتنا المتخلفة من النهر إلى النهر، يدافع بعض الوزراء عن جميع البرامج والقضايا، من المجاعة في إفريقيا، والعلاقات الدولية المتوترة، وطبقة الأوزون والاحتباس الحراري ودور الذكاء الاصطناعي في عمليات جراحة القلب المعقدة، والثورة الرقمية والطاقات الخضراء، لكن يفشلون حين يتعلق الأمر بتحسين دخل المواطنين، والتخفيف من الضرائب، وتقديم الدعم الاجتماعي لمن يستحقه، والولوج المنصف للعلاج للمرضى وتوفير العمل للعاطلين. والنتيجة أن معدل البطالة في المغرب، على سبيل المثال، ارتفع إلى 13.6 في المائة، ليبلغ عدد العاطلين عن العمل مليونا و683 ألف شخص، ودخول 58 ألف شخص قائمة العاطلين حتى حدود شتنبر الماضي. وليتهم يصمتون ويعترفون بالخطأ والتقصير، بل يخرجون للصحافة، ويقولون إن ارتفاع معدل البطالة يعكس زيادة في معدل النشاط، ما يدل على تفاؤل الباحثين عن العمل في العثور على فرص شغل!! كما فعل الشاب السكوري.

نحن وترامب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

​​"فوريان طنجة"... فوضى وسرقات

بنجلون... محامي المستضعفين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

"فوريان طنجة"... فوضى وسرقات