لم تلق المراسلات التي توصلت بها كل من منظمة الأمم المتحدة والاتحادين الإفريقي والأوربي، بشأن طلب إلغاء المنتدى العالمي»كرينس مونتانا» تجاوبا من قبل العديد من مسؤولي الدول، والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، التي أعربت عن عزمها المشاركة في أشغال الملتقى بهذه المدينة النموذجية.وأكدت «مصادر الصباح» في اتصال هاتفي، أن المحاولات اليائسة لمنع استقبال المغرب أشغال دورة هذه السنة، تعود بالأساس إلى إيمان الكيان الوهمي وصنيعته الجزائر، بأن منح شرف تنظيم هذه الدورة إلى المغرب سيمنحه إشعاعا دوليا جديدا على المستويين القاري والدولي، اقتصاديا وسياسيا، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الاقتصادية للمغرب ثورة حقيقية، بينما تزداد فيه عزلة بوليساريو والجزائر على المستوى الدولي.وأضاف المصدر نفسه أن الملتقى سيعقد في تاريخه المحدد، وأن أشغال التحضير له انطلقت منذ أيام قليلة، عقب اجتماع عقد بمقر الجهة، في انتظار اجتماع آخر موسع سيتناول كل ما يتعلق بالتحضير اللوجستيكي لتظاهرة من بين أكبر التظاهرات على المستوى الدولي.ويعنى المنتدى الذي سينعقد بشراكة مع منظمة الإسيسكو تحت شعار" حان وقت بناء افريقيا" في الفترة الممتدة بين12 و14 مارس المقبل، بالتعاون الدولي والتنمية الاقتصادية، وتثمين القيم الإنسانية في جو يسوده الاستقرار والعدالة والأمن.وستخصص دورة هذه السنة لبحث سبل بناء افريقيا في إطار برنامج التعاون جنوب- جنوب، من خلال تصورات جديدة لأصحاب القرار السياسي والاقتصادي، ووفق جدول أعمال محدد، يأخذ بعين الاعتبار ضمان أمن واستقرار القارة، والنهوض بكافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية الموازية من قبيل الأمن الغذائي و الصحة العامة.وسيستقبل المنتدى شخصيات رفيعة المستوى وممثلي حكومات ومجموعة من المنظمات الدولية والجهوية، ونخبة من رجال المال والأعمال من مختلف بلدان العالم، وسيتدارس مجموعة من المشاكل التي تعانيها القارة الإفريقية، في إطار أجندة أولويات محددة، هدفها تعزيز التعاون جنوب-جنوب، الذي يوحد مصالح أكبر الشركاء الاقتصاديين لإفريقيا في العالم.وأكدت اللجنة المشرفة على تنظيم منتدى "كرينس مونتانا" أن اختيار هذه المدينة أملته معطيات واقعية، أبرزها الموقع الإستراتيجي المتميز لهذ المدينة بالنسبة إلى القارة السمراء، وباعتبارها فرصة لتقييم القدرة على الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي في إفريقيا، من قبل كبار صناع القرار الأوربيين والدوليين. يشار إلى أن أول منتدى لـ "كرينس مونتانا" خصص لإعادة البناء السياسي والاقتصادي لأوربا في أعقاب الحرب الباردة، وبالضبط سنة 1986، ومنذ ذلك الحدث، واصل المنتدى المساهمة في خلق فرص للتواصل بين المشاركين، بل ونجح في ضمان مشاركين وشركاء دائمين لهذا الحدث العالمي، المعترف به من قبل العديد من المنظمات الدولية، والمدرج ضمن أجندة كبار صناع القرار على المستوى الدولي، بالنظر إلى الفرص الاستثنائية التي يمنحها هذا الملتقى، إضافة إلى أنه فرصة للقاء بين كبار قادة الشركات الاقتصادية على المستوى الدولي، وكذا كبار المسؤولين عن تنفيذ الإستراتيجيات المزمع تفعيلها لتعزيز وتطوير التعاون جنوب-جنوب.يذكر أن الدورة الماضية للمنتدى، والتي انعقدت تحت شعار "العلاقات جنوب-جنوب" من خيار إستراتيجي إلى ضرورة ملحة"، أكد المغرب من خلالها عزمه ترجمة التعاون إلى واقع، انطلاقا من إيمانه بإمكانية تحقيق معجزة الإقلاع بهذه القارة، وتحقيق التقدم و الازدهار لشعوبها، في إطار مقاربة شاملة وتشاركية ومندمجة كفيلة بتحقيق النتائج المرجوة.زكرياء الدويبي (صحافي متدرب)