خطوط مغربية حمراء في الصحراء

حظي التزام المملكة، باعتبارها قطبا للاستقرار في المنطقة، بالإشادة والتقدير وشكلت مساهماتها ومبادراتها، بقيادة جلالة الملك، إسهاما في نسج شراكات مبتكرة ومستدامة لمواجهة التحديات الراهنة، ما جعلها فاعلا يستمع إليه ويحظى بالاحترام على الساحتين الإقليمية والدولية. وجدد المغرب أمام أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة تشبثه بالتوصل إلى حل سياسي نهائي على أساس مبادرة الحكم الذاتي حصريا وفي إطار السيادة الوطنية، بعد أن أعطت الرؤية الملكية ثمارها في شكل دينامية الدعم الدولي لسيادة المملكة ولمبادرة حكم ذاتي ثابتة ولا رجعة فيها، في ظل ظرفية دولية موسومة بالتوترات الجيوسياسية والتحديات، ومحاولات لإحياء الدبلوماسية متعددة الأطراف. دعم متزايد لسيادة المملكة دينامية دولية تبعث رسائل واضحة لخصوم الوحدة الترابية وللأمم المتحدة شدد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، بحر الأسبوع الماضي، على تشبث المغرب بالتوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء، على أساس مبادرة الحكم الذاتي حصريا، وفي إطار الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة. وذكر أخنوش، في كلمة باسم المغرب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بثوابت موقف المغرب، كما جدد التأكيد عليها جلالة الملك للأمين العام للأمم المتحدة، وتتمثل في أن لا عملية سياسية خارج إطار الموائد المستديرة التي حددتها الأمم المتحدة، بمشاركة كاملة من الجزائر، وأن لا حل خارج إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وأن لا عملية سياسية جدية دون العودة إلى إيقاف إطلاق النار، من قبل الميليشيات المسلحة، كما ينادي به أعضاء مجلس الأمن. وسجل رئيس الحكومة الدعم الثابت والمتزايد للعديد من الدول لسيادة المغرب على صحرائه وللمبادرة المغربية للحكم الذاتي، مؤكدا أن هذه الدينامية الدولية تشكل رسالة واضحة للأطراف الأخرى وللأمم المتحدة، مفادها أن الوقت قد حان للتحرك نحو حل سياسي على هذا الأساس، من خلال سلسلة الموائد المستديرة، ووفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. واعتبر أن هذا الحل يعد السبيل الوحيد، الذي من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة لفرص التنمية في المنطقة. وأعرب رئيس الحكومة في الكلمة التي ألقاها بحضور ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وعمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عن دعم المغرب للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، من أجل إعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة السياسية، بحضور المشاركين الأربعة، بهدف التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم، على أساس روح التوافق، لهذا النزاع الإقليمي، وفقا لقرار مجلس الأمن 2703. من جانب آخر، استعرض رئيس الحكومة دينامية التنمية التي تشهدها الصحراء المغربية، بوتيرة تعد من بين الأعلى على الصعيد الوطني، بفضل المشاريع الكبرى المنجزة، في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. وخلص أخنوش إلى التأكيد على أن المشاركة الكاملة والنشطة لسكان المنطقة من خلال ممثليهم المنتخبين ديمقراطيا، في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تنبثق من تشبثها الراسخ بالوحدة الترابية للمملكة ولمغربية الصحراء. وقبل ذلك أكد أخنوش في قمة المستقبل، التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة، التزام المغرب بتنفيذ ميثاق المستقبل الذي اعتمدته الأمم المتحدة، بهدف بث دينامية جديدة في نظام تعددية الأطراف، بما يخدم السلام والتنمية العادلة والدامجة، مسجلا أنه "من الضروري وضع السلام والاستقرار والتنمية في صلب عملنا الجماعي. ومن هنا تأتي الحاجة إلى مقاربة عالمية دامجة، تقوم على الثقة والحوار والاحترام المتبادل"، ومذكرا بأن القمة، التي تنعقد في سياق عالمي مليء بالتحديات المعقدة، تمثل فرصة فريدة من نوعها لتجديد التمسك بميثاق الأمم المتحدة، وإعادة تأكيد التزامنا الجماعي بالعمل على بث دينامية جديدة في نظام تعددية الأطراف، وأن "تجديد العمل متعدد الأطراف يجب أن يرتكز على إرادة سياسية حقيقية للعمل بشكل جماعي، وتعزيز الحلول الدامجة، القائمة على الإنصاف والشرعية والتضامن". وذكر أخنوش بالنداء الذي وجهه جلالة الملك ، في رسالته إلى المشاركين في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي انعقدت بمراكش، والذي أكد فيه جلالته أن "التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة، تستدعي إصلاح المؤسسات والقواعد التي تحكم نظام تعددية الأطراف"، منبها إلى ضرورة وضع إفريقيا في صلب أولويات عمل الأمم المتحدة، من أجل تحويل التحديات الحالية التي تواجهها القارة إلى فرص سانحة لتحقيق التنمية والازدهار. ياسين قُطيب سقوط أقنعة نزاع مصطنع ما فتئ دعم المجتمع الدولي يتزايد بعد أن التحقت الدنمارك، إلى محفل الأمم، الذي يضم أكثر من مائة دولة، لدعم مخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب، من أجل وضع حد لهذا النزاع الإقليمي المصطنع، على غرار العديد من الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا، القوتان العظمتان والعضوان المؤثران في مجلس الأمن، أو حتى إسبانيا وألمانيا وغيرهما الكثير، فإن المملكة الإسكندنافية تقدم دعمها للمبادرة المغربية أساسا للتسوية، في إطار الأمم المتحدة. ووجه الدعم الدولي للموقف المغربي رسالة واضحة إلى الأطراف الأخرى، وكذا إلى الأمم المتحدة حتى تتحرك العملية السياسية، دون مزيد من التأخير، في اتجاه هذا الحل، وهو الحل الوحيد الذي من شأنه تمهيد الطريق نحو منظور جديد للسلام والتنمية للمنطقة بأكملها. وأكد العديد من وزراء الخارجية، في تصريحات للصحافة، أن الحل السياسي النهائي لهذا النزاع الموروث من حقبة أخرى، يمر حصرا وحتما، عبر مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمغرب، في وقت يواصل فيه المغرب إرساء إستراتيجية تنموية ناجعة، بمشاركة فاعلة وفعالة للسكان المحلية، من خلال ممثليهم المنتخبين ديمقراطيا، والمتشبثين بشكل تام بالوحدة الترابية وبمغربية الصحراء، التي توجد في طور التحول إلى قطب إقليمي وقاري، ويؤكد الدعم الدولي المتزايد لمخطط الحكم الذاتي المغربي ولسيادة المغرب على صحرائه، الفشل الذريع للمشروع الكارثي للميليشيات المسلحة الانفصالية، والفشل المرير لرعاته.

خطوط مغربية حمراء في الصحراء

لا حل خارج الموائد المستديرة في إطار الحكم الذاتي ودون العودة إلى إيقاف إطلاق النار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بلورة انسجام داخل المنتظم الأممي

بخارى تتنفس صحيح إمامها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات