الناشرون ينهون دعم “التسول”

هل المقاولات الإعلامية كانت ستستمر في الحياة إلى اليوم، لولا انتظار الدعم لصرف أجور الصحافيين والتقنيين والمستخدمين؟ ألا نشعر بأننا أصبحنا قريبين من "التسول"؟ كيف أصبحنا نتحدث اليوم عن الدعم وموعد صرف الأجور والسبيل إلى الاستمرار في الحياة، أكثر من الحديث عن مستقبل المهنة وتنظيمها؟ أسئلة وأخرى ختم بها إدريس شحتان، رئيس الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، مداخلته المطولة، الجمعة الماضي، لمناسبة انعقاد الجمع العادي بأحد فنادق العاصمة الاقتصادية. وتميزت كلمة رئيس الجمعية بالشفافية في تشريح الوضعية الواقعية التي تعيشها المقاولات الإعلامية، عارضا في الآن نفسه استفهامات كثيرة حول عدد المقاولات المهيكلة والقوية، وعدد الصحافيين الذين يتمتعون فعلا بظروف تسمح لهم بالقيام بمهامهم. ولم يفوت إدريس شحتان، الفرصة، دون أن يذكر بتزايد أعداد المتطفلين على المهنة، ممن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي نوافذهم للإطلالة على الجمهور، ومناقشة قضايا كبيرة، رغم مستواهم المعرفي والعلمي الهزيل، إلى درجة أنهم حولوا تلك المواقع لنفث السموم والتشهير دون حسيب، في الوقت الذي تراجع فيه دور الصحافي، بالنظر إلى الوضعية التي تعرفها المقاولات، وإلى التشجيع المتزايد لبعض المؤسسات الخاصة والعامة لهذه العينة من المتطفلين، التي استغلت الأزمة والظرفية. ولم يكتف إدريس شحتان، بجلد الذات، بل استعرض المجهودات المبذولة من قبل مكتب الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، محددا زمنا قصيرا لإنهاء الدعم في شكله الحالي، والشروع عند مطلع العام الجديد في تنزيل قوانين تدفع إلى الرقي بالمؤسسات الإعلامية، وتشجيع الاستثمار، والنهوض بوضعية الصحافي. فالمقاولات المهيكلة، بحسب دفاتر التحملات الجديدة، هي التي تشغل عددا معينا من الصحافيين، خمسة فما فوق، وبأجر يحفظ كرامة الصحافي ولديها رقم معاملات يستجيب لشروط وقواعد الممارسة الإعلامية، أما دون ذلك فهناك تصنيفات أخرى، إذ أن المقاولات المهيكلة والتي لديها صعوبات ممكن أن تتحول إلى مقاولات جهوية، وعند الحسم، تستفيد من الدعم بهذه الصفة، وبعد ذلك يمكن للمقاولات الجهوية التي تريد أن تصبح وطنية، أن تستدرك الأمر بامتثالها للقواعد والشروط التي تؤهلها لذلك. وتحدث أعضاء مكتب الجمعية في الجمع العادي، بنبرة منسجمة تشرح الواقع وتستشرف المستقبل، كما ركزت مداخلاتهم على التكوين والتأهيل، الذي تم الشروع فيه بالنسبة إلى المجال الرياضي، كما تم وضع أسس جديدة للتكوين، سيما في مجال اللغات، في أفق الانتظارات، وضمنها كأس العالم. ومن جهته، استعرض المختار الغزيوي، الكاتب العام للجمعية، التقرير الأدبي السنوي، مستعرضا نشاط الجمعية طيلة السنة، لافتا الانتباه بداية إلى ظروف نشأة الجمعية التي بلغت اليوم سنتها الرابعة، وما شهده المغرب والعالم من تحولات بسبب جائحة كوفيد 19، والإشكالات الحقيقية التي نجمت عنها، والتي وضعت المقاولات الصحافية في موقف حرج، والمجهودات التي بذلت من قبل أعضاء المكتب، للإبقاء على نبض الإعلام عبر الدفاع عن المقاولات واستجابة الدولة والوزارات والمؤسسات العمومية، ما أسفر عن قرارات، أهمها ضمان أجور الصحافيين والتقنيين والعاملين بالمقاولات الإعلامية، وهو المكسب الذي تفتخر الجمعية بتحقيقه، اذ للعام الرابع مازال شركاؤنا الرسميون مقتنعين بضرورة دعم المقاولات، حفاظا على المهنة ودورها الريادي. وبالنسبة إلى التقرير المالي، أورد خالد الحري، أمين مال الجمعية، الأرقام الخاصة بميزانية الجمعية، سواء من حيث المداخيل أو النفقات، لافتا انتباه الحاضرين إلى الفائض المحقق، واضعا، في الآن نفسه، أسسا جديدة للحكامة، من خلال إعلانه انتداب الجمع العام لتعيين مدقق حسابات، قصد إخضاع مالية الجمعية للمراقبة. وهي النقطة التي استحسنها العديد من الحاضرين أثناء المناقشة، منبهين إلى أن الصحافي يدعو دائما إلى الشفافية وحماية المال العام، وأن الجمعية، بهذا الموقف، تكون قد ترجمت تلك المبادئ على أرض الواقع. وصادق الجمع العام العادي للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، بإجماع الحاضرين، على التقريرين المالي والأدبي، بعد تأكيد توفر النصاب القانوني، ومناقشة نقط التقريرين. وفي الاجتماع نفسه، كان الحضور على موعد مع كلمة ألقاها عبد المنعم دلمي، الرئيس المؤسس للجمعية، الذي هنأ المكتب والحاضرين، ونوه بالدينامية التي يشتغل بها أعضاء المكتب، باسطا في الآن نفسه الأزمة، التي وصفها بأنها عالمية، وليست محصورة بالمغرب، متفائلا بمستقبل الجمعية والإعلام الوطني عموما. كما تحدث يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لقطاع الصحافة، في كلمة مطولة عن الإكراهات والإشكالات، التي يعانيها قطاع الصحافة، وعلى رأسها مشكل المقاولة الصحافية، التي تتولد عنها مشاكل أخرى مثل البطاقة المهنية. وشدد مجاهد على أن إصلاح مشاكل المقاولة سيحل إشكالية تطوير الصحافة، للاستجابة إلى انتظارات المجتمع، من أجل صحافة مهنية أخلاقية واحترافية. وتناول عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، كلمة عرج خلالها على مشاكل الإعلام عموما، وعلى أهمية الإصلاحات التي تباشرها المؤسسات المكلفة بشراكة مع الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، وعن دور النقابة الوطنية في دعم تلك الإصلاحات. المصطفى صفر

إشتراك سنوي (الجريدة الورقية + الموقع الالكتروني)

الناشرون ينهون دعم “التسول”

تشريح وضعية الصحافة في جمع عام وتنزيل شروط التمويل الجديد بداية السنة المقبلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحرير الملك العمومي بتيفلت

خمس مقاولي القطاع غير المهيكل أميون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات