تفاصيل مباراة المدرجات

عاشت طشقند أجواء استثنائية قبل مباراة المنتخب الوطني داخل القاعة أمام طاجيكستان، أول أمس (الاثنين)، بالقاعة المغطاة هومو أرينا، لحساب الجولة الأولى من منافسات كأس العالم، التي تستضيفها أوزبكستان إلى غاية سادس أكتوبر المقبل. وتحول محيط القاعة هومو أرينا إلى حركية غير عادية، خاصة من قبل جماهير طاجيكستان، التي حجت بكثافة لمساندة منتخب بلادها أسود القاعة، مقابل العشرات من المغاربة، الذين أتوا من بعض المدن المغربية من القنيطرة والرباط والبيضاء، من أجل دعم ومناصرة أشبال المدرب هشام الدكيك. وخلافا للإجراءات الصارمة المتخذة في مختلف شوارع طشقند خلال حفل افتتاح المونديال، السبت الماضي، إذ أغلقت العديد من الطرقات الرئيسية، فإن الجماهير لم تجد أدنى صعوبة في ولوج القاعة، رغم التعزيزات الأمنية والمراقبة التي ظلت على حالها، وبالصرامة نفسها. الأمن يطوق القاعة كثف الأمن الأوزبكي من تعزيزاته في محيط القاعة المغطاة هومو أرينا، من أجل تأمين عملية دخول الجماهير والمدعوين إلى المدرجات، ولم يسلم الصحافيون أيضا من التفتيش والمراقبة في الأبواب الرئيسية. وعاينت "الصباح" تعزيزات أمنية على الطريق المؤدية إلى القاعة، الواقعة وسط طشقند، من أجل تأمين تنقلات الجماهير، إضافة إلى وضع كاميرات المراقبة والبوابات الإلكترونية عند مداخل القاعة، حيث يخضع الجميع للتفتيش، ودون تمييز، بغض النظر عن صفتك إعلاميا، أو منظما، أو مشجعا عاديا، الجميع سواسية في الملعب وخارجه. وكلما اقتربت من محيط القاعة، وإلا ويزداد عدد أفراد قوات الأمن بمختلف رتبهم، بمن فيهم عناصر عسكرية مسلحة برشاشات، وآخرون يتجولون في سيارات الأمن والدراجات وحتى الخيالة. الجميع مجند ليس لتأمين مباراة المنتخب الوطني وطاجيكستان، بقدر ما كان هاجس الأوزبكيين إنجاح بطولة عالمية من قيمة كأس العالم، المقامة لأول مرة في آسيا الوسطى. كاميرات في كل مكان استعانت السلطات الأمنية الأوزبكية بأكبر عدد من كاميرات المراقبة في محيط القاعة هومو أرينا وداخلها، وبعض المواقع الحساسة، إذ سهر العشرات من التقنيين على تثبيتها بعناية، تحسبا للطوارئ، كما استعان الأمن بكاميرات "درون"، ومهمتها رصد عملية دخول الجماهير إلى القاعة وتتبع خطوات المشجعين، للحفاظ على النظام العام، وتفادي حدوث أي انفلات أمني. وساهمت الاحتياطات التنظيمية المشددة والتعزيزات الأمنية الصارمة في إجراء جميع المباريات في أجواء مثالية، بما في ذلك حفل الافتتاح، الذي حضره رئيس دولة أوزبكستان سوق سوداء عرفت عملية إعادة بيع التذاكر رواجا ملحوظا في طشقند، رغم قلة الجماهير، التي تابعت مباراة المنتخب الوطني وطاجيكستان، مقارنة مع المباراة الافتتاحية، التي جمعت منتخب أوزبكستان وهولندا، التي طرحت فيها أكبر عدد من التذاكر في السوق السوداء. ويبدو أن إعادة بيع التذاكر مسموح بها في أوزبكستان، وتحديدا في مونديال القاعة، إذ لا يجد مروجوها أدنى عراقيل، وهم يعرضونها للبيع أمام أعين رجال الأمن بأثمنة تبدو مناسبة، خصوصا لأولئك الذين لم يقتنوها من الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". طاجيكستان لعب أمام جمهوره عبر جمهور منتخب طاجيكستان بأعداد كبيرة لمساندة منتخب بلدهم أمام أسود القاعة، أول أمس (الاثنين)، بالنظر إلى قرب دولتهم من أوزبكستان، التي تحتضن كأس العالم. وتفاعل الجمهور الطاجيكي لحظة دخول لاعبي منتخب بلدهم إلى أرضية الميدان، بالهتاف والتصفيق، فيما حضر جمهور قليل من أنصار المنتخب ، بالنظر إلى بعد المسافة بين المغرب وطشقند، ومعظمهم من القنيطرة والرباط والبيضاء. ودخل لاعبو المنتخبين أرضية القاعة في حدود السابعة و15 دقيقة، لإجراء التسخينات، قبل انطلاق المباراة وسط أجواء حماسية وتشجيعات متواصلة لمشجعي المنتخبين. حماس المشجعين ارتفعت حرارة المباراة منذ انطلاقتها التي تحكم فيها أسود القاعة في دقائقها الأولى، وترجموا ذلك على أرضية الميدان بتسجيل عثمان بومزو الهدف الأول، الذي نزل قطعة ثلج على جمهور منتخب طاجيكستان. وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع أن أشبال المدرب هشام الدكيك سيكتسحون منافسهم مع توالي الدقائق، فإن منتخب طاجيكستان سرعان ما استعاد توازنه وهدد مرمى الحارس عبد الكريم أنبيا، الذي نجح في إنقاذ مرماه من هدفين على الأقل، وسط تراجع أداء لاعبي المنتخب الوطني، الذين ارتكبوا عدة أخطاء في التمرير. وتميزت الجولة الأولى بتكافؤ في الفرص المتاحة، بالنسبة إلى المنتخبين، كما عرفت أجواء احتفالية سواء من قبل الجماهير الطاجيكية، التي صنعت الحدث بأهازيجها الفلكلورية المحلية، أو المغربية على قلتها، أو بتنشيط فقراتها بالاعتماد على الإضاءة والموسيقى بين الفينة والأخرى. بومزو يسكت الطاجيك دخل منتخب طاجيكستان الشوط الثاني برغبة أقوى في تعديل النتيجة، في الوقت الذي غير فيه أسود القاعة من نهجهم التكتيكي المعتمد على اللمسة الوحيدة والمرتدات الخاطفة، ما مكن عثمان بومزو من إضافة هدفه الثاني، الذي جعل منتخب طاجيكستان يرمي بكل ثقله، وينجح في تقليص الفارق، دون أن يدرك أن المنتخب الوطني قادر على التسجيل في أي لحظة، وهو ما تحقق بفضل اللاعب سفيان الشعراوي، ثم قضى إدريس الرايس الفني على كل آمال منتخب طاجيكستان في العودة في النتيجة، رغم إحرازهم الهدف الثاني. فرحة بعد الفوز عبر لاعبو المنتخب الوطني، ومعهم الطاقم التقني، عن سعادتهم بتحقيق فوزهم الأول في المونديال، في انتظار خوض المباراتين أمام بنما والبرتغال. وغادر اللاعبون أرضية القاعة تحت تصفيقات الجمهور المغربي، الذي تابع المباراة، فيما خطف الحارس كريم أنبيا الأضواء بتلقائيته وعفويته لحظة مروره في المنطقة المختلطة، وهو مزهو بتذكار جائزة أفضل مباراة التي حصل عليها، بعدما أنقذ مرماه من أهداف حقيقية. حملة ترويجية لجلب الجماهير أطلق اتحاد أوزبكستان لكرة القدم حملة ترويجية لنهائيات كأس الـ"فوتسال"، لاستقطاب عشاق هذه اللعبة، وتشجيعهم على الدخول الى القاعات الرياضية المخصصة لمتابعة مباريات المنتخبات المشاركة في المونديال. وتأتي هذه التعبئة غير المسبوقة وسط الجماهير باعتبار المرة الأولى التي تقام فيها كأس العالم في آسيا الوسطى، والمشاركة الثالثة لمنتخب أوزبكستان، منظم هذه النسخة، في المونديال، علما أنه بلغ ثمن النهائي في دورة ليتوانيا 2021. وتشمل الحملة الترويجية أندية كرة القدم داخل القاعة، من أجل تحفيز الجماهير على اقتناء تذاكر المباريات. وقال محمد صديق أخونوف، رئيس لجنة المنافسات في اتحاد أوزبكستان لكرة القدم، إن استضافة كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة تمثل فرصة لإظهار قدرات أوزبكستان على تنظيم بطولات عالمية، وتحديا كبيرا للكرة الأوزبكية لرفع مستوى الاهتمام وتوسيع قاعدة ممارسي اللعبة. غياب لاعبين شاركوا في مونديال ليتوانيا يغيب عدة لاعبين شاركوا في مونديال ليتوانيا 2021، عن صفوف المنتخب الوطني خلال بطولة كأس العالم بأوزبكستان، إما بسبب الاعتزال الدولي، أو لتعرض بعضهم لإصابات متفاوتة الخطورة، فيما يغيب آخرون لاختيارات فنية من قبل المدرب هشام الدكيك. ويغيب كل من يوسف المزراعي ومحمد أشرف سعود وسعد الكنية، وحمزة ميمون ويوسف جواد وبلال البقالي والحارس رضى الخياري. في المقابل، ضمت اللائحة النهائية أسماء تشارك لأول مرة في المونديال، ويتعلق الأمر بيوسف بنسالم وأنس دحاني ومحمد كمال وسفيان الشعراوي وعثمان الإدريسي. ورغم غياب لاعبين بارزين عن تشكيلة أسود القاعة، إلا أن المدرب هشام الدكيك يمتلك عدة بدائل قادرة على تقديم الإضافة المطلوبة. إنجاز: عيسى الكامحي وتصوير: (أحمد جرفي) (موفدا "الصباح" إلى أوزبكستان)

تفاصيل مباراة المدرجات

أسود القاعة يعبرون حاجز طاجيكستان بصعوبة والجمهور المغربي يصنع الحدث رغم قلته والأمن يكسب التحدي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخنوش يعلن التزام المغرب بميثاق المستقبل

المولودية يطلب مصاريف تكوين صوان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات