حوالي 40 وفاة في سنة واحدة وعشرات الإصابات الخطيرة والإعاقات تخوض عربات النقل المزدوج حربا طاحنة على سكان إقليم أزيلال، إذ تقتل منهم العشرات سنويا، وتصيب الكثير منهم بإصابات خطيرة وإعاقات مستديمة، وكأنه روتين يتكرر كل شهر، أو تضحية يقدمها السكان لتلك الحافلات التي تخطف الأرواح. وأضيف إلى قائمة الموتى ضحايا النقل المزدوج، شاب في عقده الثالث، مساء الأربعاء الماضي، كان على متن إحدى الحافلات المهترئة، في الحدود ما بين إقليمي أزيلال والحوز. وتوفي الشاب في مكانه قبل أن يصل الدرك الملكي وسيارات الإسعاف، كما أن 9 أشخاص آخرين أصيبوا بجروح بالغة، اضطرت السلطات الصحية في دمنات إلى عدم استقبالهم، وإرسالهم مباشرة إلى المستشفى الجامعي بمراكش، بالنظر إلى حالاتهم المستعصية. وعلمت "الصباح" أن الشاب المتوفي لفظ أنفاسه الأخيرة في مكان الحادث، بينما كانت الشكوك تحوم حول وفاة شخص آخر، قبل أن يتأكد أنه ما يزال على قيد الحياة. وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصباح"، فإن الحادث وقع في الطريق الرابطة ما بين أكني وأيت أومديس، في منطقة تابعة لقيادة غجدامة بإقليم الحوز، غير أن الضحايا يتحدرون من أزيلال. وأما بالنسبة إلى سبب الحادث فما يزال غامضا، إذ أن السائق فقد السيطرة على الحافلة في إحدى اللحظات، ما أدى إلى خروجها عن المسار وانقلابها. واضطر الدرك الملكي بدمنات إلى التدخل، من أجل تأمين مكان الحادث واستدعاء الإسعاف، بحكم أنه الأقرب، رغم أن الحادث لم يحدث في مجاله الترابي، وسلم مفاتيح التحقيق لدرك الحوز بعد وصولهم إلى مكان الحادث. ويفوق عدد ضحايا النقل المزدوج في إقليم أزيلال هذه السنة، 40 حالة وفاة، إذ توفي في غشت 2023، 24 شخصا في القرب من دمنات، عندما كانوا ذاهبين إلى السوق الأسبوعي. وتلت حادث دمنات فاجعة أخرى، توفي فيها 12 شخصا كانوا في طريقهم من أزيلال المركز إلى جماعة أيت بووالي، وكان ضمنهم عدد من الأساتذة، ناهيك عن ثلاث ضحايا آخرين في يوليوز الماضي، والشاب المتوفي حديثا. ويعتبر النقل المزدوج وسيلة التنقل الوحيدة المتوفرة لسكان عشرات الجماعات القروية بأزيلال، ويضطر السكان لاستعماله رغم التجاوزات، التي يرتكبها السائقون وتتغاضى عنها السلطات، سواء تعلق الأمر بالحمولة الزائدة، أو العربات المهترئة، أو السرعة المفرطة، دون أن ننسى وضعية الطرق المتهالكة، التي تتحمل الجماعات والقطاعات الوزارية الإقليمية مسؤوليتها. عصام الناصيري