الوزارة الوصية وضعت برامج لتنزيل الرؤية الملكية ومواكبة حاملي المشاريع أولت الحكومة أهمية كبرى لقطاع الشباب، جاعلة منه ورشا إستراتيجيا غايته تأطير الشباب، باعتباره رافعة حقيقية للتنمية البشرية غايتها السعي إلى تشبع الأطفال والشباب بقيم المواطنة الحقة، والانفتاح على القيم الكونية المتعارف عليها. حرصت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، على بلورة برامج وسياسات تتماشى مع التوجيهات الملكية، كما جاءت في عدد من الخطب، والتي تؤكد على أهمية للاهتمام بفئة الشباب من أجل تمكينهم، وتنمية مهاراتهم، ودعم قدراتهم لضمان اندماجهم الاقتصادي، وتحقيق الازدهار الاجتماعي والثقافي، مع التشبث بثوابت الهوية الوطنية. واعتبارا للدور الهام الذي تلعبه مؤسسات الشباب عبر أنشطتها للمساهمة في تنشئة الشباب وتأطيرهم ومساعدتهم على حسن تطوير قدراتهم في شتى المجالات، تعمل وزارة الشباب والثقافة والتواصل في إطار الاختصاصات المحددة لها في المرسوم رقم 2.13.254 الصادر في 10 رجب 1434 (21 ماي 2013) على تنزيل مجموعة من البرامج، التي تهدف إلى مواكبة المبادرات الشبابية وتقوية قدرات الشباب، من أجل تعزيز إدماجهم الاجتماعي والاقتصادي المرتبط بالمجالات الحديثة، ومواكبة الشباب الحامل للأفكار والمشاريع للمساهمة في الحياة السوسيو-اقتصادية. وأكدت الوزارة، التي يوجد على رأسها الوزير الشاب المهدي بنسعيد، في تقرير خصت به "الصباح"، أنها تعمل على تطوير الخدمات الموجهة للشباب، حيث تتلاءم فيه مؤسسات وفضاءات الشباب سواء على مستوى البنية التحتية أو المضامين مع تطلعات وانتظارات الفئة التي تستقبلها، مشيرة إلى أن البرمجة العامة والقارة لدور الشباب، تتضمن أنشطة تربوية، وثقافية وفنية وأخرى لتنمية قدرات الشباب، في مجال ريادة الأعمال والابتكار الاجتماعي، والبرمجة والتشفير المعلوماتي، والتنشيط السوسيوثقافي. وحرصت وزارة الشباب والثقافة والتواصل على إطلاق برامج كبرى مندمجة وشاملة تخلق ديناميكية على الصعيد الوطني، والتي تهدف إلى تسهيل ولوج الشباب إلى الخدمات التربوية، والثقافية، والترفيهية، والفنية، والرياضية، وكذا تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص بين الشباب للاستفادة من الخدمات والمشاركة في البرامج والأنشطة التي تقدمها الوزارة لفئة الشباب. ومن بين البرامج التي وضعتها الوزارة، برنامج "جواز الشباب" الذي يتمثل في تطبيق مجاني مخصص حصريًا للشباب المغاربة والأجانب المقيمين في المغرب، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 30 سنة، حيث يقدم لهم تخفيضات وعروضا مجانية، وامتيازات أخرى، لتمكينهم من الاستفادة من العديد من الخدمات الثقافية والرياضية وكذا خدمات التنقل والإقامة، وخدمات أخرى، في جميع أنحاء المملكة. كما يعد البرنامج الوطني للتطوع "متطوع"، من بين أهم برامج دعم قدرات الشباب، لتمكينهم من المشاركة المواطنة في التحولات الاجتماعية والاقتصادية. وبهدف تقوية التماسك الاجتماعي، وتثمين مشاركة الشباب وتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص بينهم، يمنح البرنامج الشباب المتراوح سنه بين 18 و 22 سنة، بغض النظر عن وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية، والتعليمية أو الجغرافية، فرصة المشاركة المواطنة في تجربة مدنية مجتمعية، تتضمن ندوات ومحاضرات، يؤطرها خبراء في مجالات متعددة، وتتيح للشباب توسيع معارفهم في مجال تاريخ وتراث المغرب، والديمقراطية التشاركية، وحقوق الإنسان، وريادة الأعمال والابتكار الاجتماعي، والمقاولات الاجتماعية والتنمية البشرية، والاقتصاد الأخضر، والصحة والرفاه، والفن والإعلام، والتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي. كما تتخلل برنامج "متطوع" حلقات لتبادل الخبرات والتجارب مع شخصيات شابة ناجحة في مجال المقاولات، والتعاونيات، والفن والإعلام، وحقوق الإنسان، وورشات إبداعية للشباب لصقل المواهب، قبل الالتحاق بمؤسسات يوفرها البرنامج للاستفادة من المواكبة المتخصصة خلال الممارسة الميدانية المواطنة. ومن مهام وزارة الشباب والثقافة والتواصل، الارتقاء بوضعية الشباب والعمل على انفتاحهم وتنمية شخصيتهم، لذلك، فإن برنامج السياحة الثقافية للشباب، يسهر على تنظيم وتأطير تبادل وفود الشباب بين المغرب وبعض الدول والمنظمات والهيآت الأجنبية الصديقة، التي تعمل في المجال نفسه، بهدف ربط أواصر الصداقة والأخوة بين الشباب المغربي ونظيره الأجنبي، ونشر قيم التسامح وتقبل الآخر والتعارف، والانفتاح على حضارات الدول، التي تربط المغرب بها علاقات تبادل في مجال الشباب. كما تتخلل البرنامج أنشطة لتنمية المهارات الحياتية واللغوية للشباب، كحلقات المعرفة والمقامات اللغوية وكذا الرحلات الاستطلاعية. ومن بين البرامج التربوية الوطنية، التي تساهم في التنشئة الاجتماعية والثقافية للطفولة والشباب، تنظم الوزارة البرنامج الوطني للتخييم، الذي يقدم خدمات وبرامج متنوعة لترسيخ الممارسات التربوية والثقافية، و كذا قيم المواطنة، وتدبير العيش المشترك والمسؤولية الاجتماعية. ومن أجل ضمان خدمة تربوية تلبي احتياجات المستفيدين داخل المخيمات، تسبق مراحل التخييم، مجموعة من الدورات التكوينية والتداريب من أجل توحيد آليات الاشتغال، وتمكين الأطر التربوية من القيام بأدوارها بمهنية وبكفاءة متجددة علميا وعمليا، وامتلاك مهارات الخدمة التربوية، ومناهج وبرامج الحياة التخييمية في جانبها النظري والعملي، في رعاية وتنشيط وقيادة الأطفال وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية. دعم العمل الجمعوي في إطار تنفيذ السياسة الحكومية في مجال أنشطة الشباب، خاصة في ما يتعلق بعملية الرفع من مستوى العمل الجمعوي، وتعزيز الأدوار الاجتماعية والتربوية والثقافية، التي تؤديها لفائدة الشباب، وبحكم أن المجتمع المدني، يعد شريكا أساسيا، فإن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تدعم مشاريع الجمعيات والمنظمات العاملة في مجال الشباب، وذلك من أجل تطوير الخدمات والبرامج التي تنجزها هذه المنظمات لفائدة الفئات المذكورة بالمؤسسات الشبابية. كما تهتم بدعم قدرات الجمعيات في مجال التنشيط السوسيوثقافي، في مجال التخييم وكل ما يهم قضايا الشباب، ما يشجع الشباب على المشاركة الإيجابية في التنشيط، سواء في مجال التخييم أو بمؤسسات الشباب الأخرى، مثل دور الشباب والمراكز السوسيو-رياضية للقرب، ومراكز الاستقبال أو في إطار مشاريع تنشيطية متنوعة. برحو بوزياني