تظهر عليهم التغيرات الجسمانية والنفسية نفسها ويظلون بحاجة أكبر لتربية جنسية تقيهم من الاستغلال عكس ما يعتقده العديد منا، يعيش الأشخاص ذوو التثلث الصبغي، كافة مراحل النمو، بشكل طبيعي، وينتقلون من مرحلة الطفولة إلى الشباب، عبر قنطرة المراهقة، وقد يحدث أن يصيروا شيوخا أيضا، وإن كانوا يواجهون بعض الصعوبات، تكاد تكون أكبر من نظرائهم الأسوياء، إذا أخذنا بعين الاعتبار الصعوبات الناجمة عن هذه التغيرات، وكيفية تلقيهم لها، سيما أن بعضها مرتبط بمشاكل صحية، بصرية كانت (مثل الساد، أي عتامة العدسة)، أو سمعية (فقدان السمع)، وحتى مشاكل الغدة الدرقية وتوقف التنفس الانسدادي والاكتئاب، ومرض الزهايمر، المرض الذي يحدث مبكرا وعادة لدى البالغين من الأشخاص ذوي متلازمة داون أكثر من غيرهم من عامة الناس.المراهقة، يعيشها، أصحاب متلازمة داون بكل مؤثراتها، فيحدث أن يعتنوا أكثر بمظهرهم ولباسهم، وينجذبوا بسرعة أكبر للجنس آخر، إذ تكون مشاعرهم متأججة، وتظهر عليهم المظاهر الجنسية التي تظهر على أقرانهم من الأشخاص الأسوياء، ذلك أن الإناث ممن لديهن متلازمة داون، تظهر المظاهر الجنسية عندهن في وقتها الطبيعي، ما بين عمر 11 سنة إلى 13 سنة، وإن كان نمو الثديين أقل من الطبيعي بدرجة متوسطة، وتبدأ العادة الشهرية عندهن في الوقت نفسه أو متأخرة قليلا عن البنات الأخريات. وتشير بعض الأبحاث أن ثلث الإناث ممن لديهم متلازمة داون لا يحدث عندهن تبويض وإن حوالي نصف عدد حاملي متلازمة داون من الإناث يحدث التبويض عندهن بشكل منتظم.وتجدر الإشارة إلى أن الغالبية منهن تتعلم العناية بالنفس أثناء الدورة الشهرية ويستطعن فهم أن ذلك جزء من عملية التحول من طفلة إلى امرأة ناضجة، فيما تساور الأمهات أسئلة من قبيل ما إن كانت دورات بناتهن الحاملات لمتلازمة داون ستكون مماثلة لأي فتاة أخرى طبيعية. سؤال يؤكد الباحثون والمختصون في هذا المجال أن الإجابة عنه ستكون التأكيد على انعدام أي فرق سواء بالنسبة إلى عملية الحيض أو بالنسبة إلى الدورة زمنيا، مشيرين إلى أنه بالنسبة إلى الفتيات ممن لديهن متلازمة داون قد يحدث لهن أيضا توتر ما قبل الحيض كأي فتاة عادية.ولأن فترة المراهقة، هي الفترة التي تثار فيها المواضيع الجنسية، تحذو الأطفال رغبة أكبر لاكتشاف كل ما يدور حولهم، حتى وإن كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، شأنهم في ذلك شأن أي طفل، الاختلاف الوحيد يكمن في طرق التربية والتوجيه التي يجب أن تكون أدق، إذ ينصح الخبراء في هذا المجال بضرورة توجيه الفتيات من أجل منع تعرضهن للاستغلال الجنسي، ما يؤدي إلى مشاكل نفسية، مع الابتعاد عن نهج أساليب العقاب القاسي أو التهويل عند صدور أي مظهر جنسي، علاوة على تمكين المراهق ذي التثلث الصبغي من تربية جنسية تمكنه من إدراك طبيعته الجنسية ومن التصرف تبعا لذلك بسلوك يكون مقبولا اجتماعيا ومحبوبا.هجر المغلي ياسمين نموذج لتحدي "التثلث الصبغي 21" استطاع عدد من المصابين بمرض "التثلث الصبغي 21" أن يثبتوا اندماجهم بشكل فعلي داخل المجتمع والتغلب على إعاقتهم، بل وإثبات أنهم أفضل بكثير من أشخاص لا يعانونه.وتعتبر ياسمين براوي نموذجا للمصابة بمرض "التثلث الصبغي 21"، نجحت في حصلت على شهادة الباكالوريا بميزة مستحسن، مؤكدة بذلك تفوقها في المجال الدراسي ومتجاوزة كل العراقيل والصعوبات بالنظر إلى الإكراهات المطروحة أمامها المرتبطة بإعاقتها. ونتيجة لمثابرتها منحت ياسمين براوي، باعتبارها تلميذة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى، من طرف جلالة الملك محمد السادس.وكانت ياسمين براوي دائما متفوقة في مسارها الدراسي، إذ حصلت على ميزة "حسن" في السنة السادسة من السلك الابتدائي وعلى ميزة "مستحسن" في السنة الثالثة من السلك الإعدادي، كما حصلت على معدل "12.3" في نتائج الباكلوريا في شعبة العلوم الفيزيائية.وكان وراء نجاح ياسمين براوي دعم والديها اللذين استطاعا مساندتها في مسارها الدراسي حتى الحصول على نتائج جيدة، إذ لم يشكل تلقيهما خبر إصابتها بمرض "متلازمة داون" مصدرا للاستسلام، وإنما بذلا مجهودا كبيرا من أجل القيام بواجباتهما تجاهها. وإلى جانب المجال الدراسي فقد أثبت عدد من الأطفال المصابين ب"التثلث الصبغي 21" تفوقهم في المجال الرياضي، وذلك من خلال مشاركتهم في عدد من التظاهرات الرياضية العالمية وتحقيق نتائج جيدة جدا.وفي هذا الصدد، استطاع عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن بينهم المصابون ب"تريزومي 21" الحصول على ميداليات ذهبية وفضية في محافل رياضية دولية.أمينة كندي
