ماذا يعني اتفاق ثالث في أقل من ثمانية أشهر؟ بالفعل، تم التوقيع على الاتفاق النهائي، أول أمس (الثلاثاء)، بين التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، باعتباره منتدبا من قبل الحكومة ومفوضا من لدن رئيسها. وهم هذا الاتفاق تنزيل عدد من النقط المطلبية ذات الأثر المالي والاعتباري والقانوني الواردة بالمحضرين السابقين لدجنبر 2023 ويناير 2024، فيما سيستمر نضالنا الجماعي، كل من موقعه، لتنزيل باقي المطالب الأخرى. ومؤكد أن المحضر الجديد، كما هي باقي المحاضر والاتفاقات، لن تروق جميع المهنيين دون استثناء، ولن تلبي طموح وأهداف البعض الآخر. هذا قدرنا ودربنا في هذا البلد السعيد أن ننتزع بعض المكاسب بالصراع والمرارة والسحل والضرب وخراطيم المياه، ثم نطالب، بكل عزيمة وإصرار، بمزيد من الحقوق والمطالب. فلا المطالب ستتوقف ولا النضال سينتهي. كيف مرت أجواء الحوار الذي استمر نصف يوم تقريبا؟ كنت قريبا من الكتاب العامين للوزارة، ولاحظت الحيرة على وجوههم أكثر من مرة. الكل بدأ يشعر بأن التنسيق النقابي بدأ ينهار، واقتراب موسم العطل والصيف سيضعف ساحة النضال والضغط، بسبب السفر وإخلاء المواقع، لكن الجميع استوعب، في النهاية، أنهم في أوج التعبئة، وهي أقوى فرصة لانتزاع الحل، مستنيرين بتجارب الماضي. فعلي سبيل المثال، إن اتفاق 2011 لم يطبق إلا بعد ست سنوات، أي في 2017 واستمر تطبيقه إلى 2022، ما يعني أن النضال يتطلب صبرا طويلا، وتحقيق المطالب على أرض الواقع، ليس هدية تمنح على طبق من ذهب، ولن تكون، ونحن واعون بذلك. كيف تتعاطون مع القواعد التي قد تسجل ملاحظات على مضمون الاتفاق؟ > سيكون مجانبا للصواب الحكم على المجهود الذي قام به الكتاب العامون للنقابات في غياب المعطيات التفصيلية الكاملة، والدراسة والتحليل والقراءة الجيدة لمخرجات الحوار الذي أعتبره خطوة، ينبغي تعزيزها بمزيد من النضال وانتزاع أكبر عدد من المكاسب. في حالتنا، أعتبر الكاتب العام الوطني لنقابتنا، ممثلنا داخل التنسيق، ما يفرض علي انضباطا للقرار التنظيمي وصون صورة القيادة الوطنية التي نجدها دائما في صفنا. تجربتي المتواضعة في شتى الميدان، علمتني أن آخذ بيد، وأمد اليد الأخرى للمطالبة بأشياء أخرى وألا أحاول مصارعة الطواحين والانسياق وراء المزايدات الشعبوية لأنها لا تدوم. ما هو أكيد أن رأسمالنا الذي نتقاسمه بيننا، هو صدقنا في الممارسة النقابية وثقتنا في بعضنا البعض وشفافية مواقفنا ورفضنا الدائم للمزايدات. أجرى الحوار: ي.س *حمزة إبراهيمي عضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية (ف.د.ش)