التكوين في السياحة … رهان إنجاح المونديال

يلعب القطاع السياحي دورًا حيويًا في دعم الاقتصاد الوطني، حيث يشكل تنظيم مونديال 2030 فرصة ذهبية لتحفيز تطوير هذا القطاع، وتكمن أهمية التكوين المهني في تحسين جودة الخدمات السياحية عبر توفير تخصصات متعددة مثل الإرشاد السياحي والفندقة وإدارة المطاعم وتنظيم الرحلات، مما يسهم في تأهيل الموارد البشرية اللازمة. ومع ذلك، يواجه القطاع تحديات كبيرة منها الحاجة المتزايدة للعاملين المؤهلين لتحقيق توازن بين الكمية والجودة، بالإضافة إلى مواكبة التطورات التكنولوجية ومواجهة هجرة المهنيين أمام الأجور الهزيلة. واعتبر علي قيدم، إطار بالتكوين المهني بأكادير، أن التكوين المهني في قطاع السياحة شهد خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، فقد زاد عدد المتدربين، وافتتحت عدة تخصصات جديدة تهدف إلى تلبية احتياجات القطاع المتنامية، مشيرا إلى أن افتتاح مدن المهن والكفاءات كان له دور كبير في هذا التطور، حيث أسهمت هذه المدن في توفير موارد بشرية مؤهلة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية كمونديال 2030. وأضاف مع ازدياد عدد المنتجعات والفنادق السياحية في تغازوت وأكادير وغيرها من المناطق السياحية بجهة سوس ماسة، باتت الحاجة ماسة إلى يد عاملة مؤهلة، ما دفع الجهات الوصية على التكوين المهني إلى إدخال نظام التكوين بالتناوب. وأوضح قيدم أن نظام التكوين بالتناوب يساهم بشكل كبير في إعداد الطلبة مهنيًا، حيث يقضون أكثر من نصف العام الدراسي في التدريب العملي داخل المؤسسات السياحية، مشيرًا إلى أن هذا التدريب العملي يتيح للطلبة المتدربين اكتساب خبرات ميدانية تعزز فرص اندماجهم في سوق العمل، ويؤهلهم بشكل يجعلهم قادرين على تلبية متطلبات السوق السياحي الديناميكي والمتطور، وأكد قيدم أن هذا النهج الجديد في التكوين يعكس استجابة واضحة لزيادة الطلب على اليد العاملة المؤهلة في القطاع السياحي، مما يجعل القطاع أكثر جاذبية واستدامة. وأضاف قيدم أن التحديثات التي شهدتها البرامج الدراسية جاءت لمواكبة التقنيات الحديثة في القطاع السياحي، حيث تم توفير تخصصات إدارية متقدمة مثل الإجازة المهنية والماستر في التدبير السياحي. تهدف هذه التخصصات الجديدة إلى تطوير القدرات الإدارية للمتدربين وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع التحديات الإدارية المتعددة في القطاع السياحي. ورغم الجهود المبذولة في تحسين التكوين المهني في القطاع السياحي، أشار قيدم إلى وجود تحديات كبيرة تعيق تحقيق الأهداف المرجوة، حيث تشمل أبرز هذه التحديات هجرة الكفاءات إلى دول مثل ألمانيا وكندا، بحثًا عن ظروف عمل أفضل. ويرجع السبب الرئيسي لهذه الهجرة إلى تدني الرواتب في المغرب، مما يدفع العديد من المهنيين في القطاع السياحي للبحث عن فرص عمل توفر لهم دخلاً أعلى وظروف عمل محسنة. وأكد قيدم ضرورة معالجة هذه المشكلة بشكل عاجل لضمان استدامة الموارد البشرية المؤهلة في القطاع السياحي المحلي، مما يساهم في جعل القطاع أكثر جاذبية وقدرة على المنافسة في السوق السياحية العالمية. ويبرز قيدم أهمية التكوين المهني في تطوير القطاع السياحي في المغرب، مؤكدا ضرورة مواصلة الجهود لتعزيز جودة التكوين وتوفير بيئة عمل محفزة للعاملين في هذا القطاع الحيوي، ولتحقيق هذه الأهداف، يجب على الجهات الحكومية والقطاع الخاص التعاون بشكل مشترك لتقديم أفضل الخدمات السياحية وجعل المغرب وجهة سياحية متميزة على الصعيد الدولي. وأكد محمد زنيط، ناشط في القطاع السياحي، أن السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية في جهة سوس ماسة، حيث تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل، ومع اقتراب موعد تنظيم مونديال 2030، يتزايد الطلب على توفير موارد بشرية مؤهلة ومدربة للعمل في هذا القطاع الحيوي، ليبرز دور التكوين المهني في مهن السياحة رهانا أساسيا لضمان نجاح هذا الحدث العالمي. وكشف أن التكوين المهني في مهن السياحة يهدف إلى تأهيل الشباب وإعدادهم للعمل بكفاءة في مختلف مجالات السياحة، بدءًا من الفنادق والمطاعم وصولاً إلى وكالات السفر والمرشدين السياحيين. ويتطلب ذلك تقديم برامج تدريبية متخصصة تشمل الجوانب النظرية والعملية، مع التركيز على اكتساب المهارات اللغوية والتواصلية، فضلاً عن فهم ثقافة السائحين واحتياجاتهم. وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه قطاع السياحة في المغرب هو الحاجة إلى رفع مستوى الكفاءات وتحديث المناهج التعليمية لتتماشى مع المتطلبات الدولية، مشيرًا إلى أن الاستعداد للمونديال يتطلب تجهيز البنية التحتية السياحية بشكل كامل، ويشمل ذلك تدريب العاملين على تقديم خدمات متميزة تليق بمستوى الحدث. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تعزيز برامج التوعية والترويج لفرص العمل المتاحة في القطاع السياحي لجذب المزيد من الشباب وتحفيزهم على الانخراط في هذه المهن. وأشار زنيط إلى أن الاستثمار في التكوين المهني لمهن السياحة يعتبر استثمارا في مستقبل المغرب، إذ يساهم في بناء قاعدة قوية من الموارد البشرية المؤهلة التي تستطيع تقديم خدمات عالية الجودة، مما يعزز من سمعة البلاد وجهة سياحية متميزة على الصعيد العالمي، ويساهم في نجاح مونديال 2030. 11 قطبا مهنيا تعد مدينة المهن والكفاءات بأكادير، ركيزة أساسية في تعزيز القدرات البشرية في قطاع السياحة والصناعات الأخرى، وتم تصميمها لتوفير بيئة تعليمية متطورة، تضم 11 قطبا مهنيا و6 منصات متكاملة للتطبيقات، وتوفر طاقة استيعابية تبلغ 3,000 مقعد بيداغوجي، بالإضافة إلى فريق يضم أكثر من 178 موظفا، بما في ذلك 139 مدربا مؤهلا لمواكبة احتياجات السوق بخبراتهم المتميزة واستخدامهم لأساليب تعليمية حديثة، وتسهم المدينة في تقريب المتدربين من تجربة العمل الحقيقية، وتضعهم في قلب عملية التعلم، وكذا بنية تحتية عصرية تدعم التعلم العملي والرقمي، مما يعزز من جاهزيتهم لدخول سوق العمل. عبد الجليل شاهي (أكادير)

التكوين في السياحة … رهان إنجاح المونديال

مدن المهن والكفاءات كان لها دور كبير في توفير موارد بشرية مؤهلة للقطاع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الدوري الإفريقي" بمصر

جبران بالكويت مقابل 200 مليون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات