استنفار أمني داخل المحكمة لإعادة المعتقلين إلى سجن عكاشة شهدت المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع بالبيضاء، الاثنين الماضي، حالة من الفوضى بعد نشوب حريق بأحد مرافقها، لم يخلف ضحايا في الأرواح. وكشفت مصادر «الصباح» أن الحريق نشب خلال انعقاد الجلسات بقاعات المحكمة، وهو ما تسبب في حالة فوضى وهلع بين صفوف عائلات المتهمين وزوار المحكمة، مباشرة بعد أن قرر القضاة رفع جلساتهم وتأجيلها، لفسح المجال للحضور لمغادرة المحكمة، إذ حدث تدافع كبير مصحوب بصراخ النساء المذعورات أمام باب المحكمة لمغادرة المكان. وأوضحت المصادر أن قضاة ومحامين ونواب الملك، بالإضافة إلى رئيس المحكمة، غادروا على عجل خوفا من تطور الأمور إلى الأسوأ، سيما أن كثافة دخان الحريق المتصاعد، كانت متصاعدة ما يكشف حجم النيران المندلعة داخل القاعة.وقد توقفت مصادر «الصباح» عند الاستنفار الأمني داخل المحكمة، سيما تلك المكلفة بإحضار المتهمين من سجن عكاشة، إذ كانت تسارع الزمن لإخراج المتهمين من قبو المحكمة، ونقلهم في سيارات الشرطة وإعادتهم إلى السجن، وهي العملية التي اتسمت بالصرامة الأمنية، تفاديا لمحاولة استغلال أحد المتهمين الحريق والفرار إلى وجهة مجهولة.وتباينت الروايات حول مكان وأسباب الحريق، إذ في الوقت الذي أفادت مصادر من داخل المحكمة أن سببه تماس كهربائي حدث بمرحاض المحكمة قرب القاعة ثمانية، شككت جهات أخرى في هذه الرواية، مؤكدة أن الحريق نشب بمكتب تابع للمحكمة، مستندين في ذلك إلى كثافة الدخان ولونه الأسود، ما يرجح أن النيران اندعلت داخل مكتب بالمحكمة وأجهزت على محتوياته، من بينها ملفات قضايا.وحضر رجال المطافئ على عجل إلى مكان الحادث، واضطر عدد منهم اقتحام المحكمة عبر تسلق سطحها والدخول عبر النوافذ العليا لمكاتب مسؤولين قضائيين، قبل أن يسيطروا على الوضع، وينجحوا في إخماد الحريق.مصطفى لطفي