كان يحمل في يده قرار الإغلاق والقوات العمومية تأمر المرضى بمغادرة المكان اقتحم باشا كليز بمراكش غرفة العمليات بمصحة خاصة، مساء أول أمس (الخميس)، وأمر الطبيب بوقف عملية جراحية، وإخلاء المصحة من أجل تنفيذ قرار إغلاقها. وقالت مصادر عاينت الحادث إن الطريقة التي نفذ بها الباشا قرار الإغلاق، الصادر عن والي الجهة، مرفوقا بعناصر الأمن والقوات المساعدة، أثار حالة من الفوضى العارمة تسببت في احتجاج عائلة المريض المسن، الذي كان داخل غرفة العمليات. وحملت العائلة الباشا تبعات توقيف العملية، في حين وصفت مصادر حقوقية الأمر بأنه «خطير ويتنافى ومبادئ حقوق الإنسان».وفي السياق ذاته، استنفر الحادث هيآت الأطباء بالجهة، وفعاليات حقوقية وجمعوية، كما ردد العاملون بالمصحة، المختصة في جراحة القلب والشرايين، والأمراض الصدرية، شعارات منددة باقتحام مؤسسة استشفائية، وتعريض نزلائها للخطر في سيناريو مثير، إذ أغلقت سيارة القوات المساعدة مدخل المصحة، وظلت عناصر الأمن الوطني تطوف أروقة المصحة طيلة ثلاث ساعات، «في منظر يوحي بوقوع أمر خطير».وأوضح مصدر مسؤول أن ممثلين عن السلطة المحلية، ووزارة الصحة، والأمن الوطني، حضروا إلى المصحة، قبل تنفيذ القرار، ليخبروا المرضى والزوار بضرورة مغادرة المصحة قبل إغلاقها. كما أشار مسؤول السلطة المحلية إلى أن إخبار مسؤولي المصحة بقرار الإغلاق تم منذ خمسة عشر يوما، إلا أن صاحب المصحة رفع دعوى استعجالية لم تنظر فيها المحكمة، ليتخذ الوالي قرار التنفيذ.وكانت المصحة المذكورة تقدمت فعلا بشكاية لدى المحكمة الإدارية لإلغاء قرار إداري لوالي مراكش، توصلت به في 24 دجنبر الماضي، يقضي بإغلاقها مؤقتا، إلى حين تسوية المخالفات المسجلة، الأمر الذي اعتبرته المصحة قرارا جائرا، ومن شأنه الإضرار بمصالحها وتعريض نزلائها المرضى للخطر، والتأثير سلبا على حسن سيرها وسمعتها، خاصة أنها ظلت تزاول مهامها منذ الترخيص لها من قبل الأمانة العامة للحكومة في 2004.وجاء في الشكاية أن قرار الإغلاق يفتقد إلى التعليل. واعتبر الطعن المقدم من قبل المصحة أن قرار الوالي لا يتضمن وقائع مادية تبرر اتخاذه، إلا أن مسؤولا أكد لـ «الصباح» أن قرار الإغلاق اتخذ بسبب «خروقات في البناء، همت إضافة طابق خاص وانعدام شروط التهوية».تجدر الإشارة إلى أن الأمانة العامة للحكومة سبق أن اتخذت قرارا مماثلا في حق مصحات خاصة بسبب خروقات في البناء أو عدم احترام راحة المرضى خلال عملية التوسيع.محمد السريدي ونبيل الخافقي (مراكش)