إصدار جديد يستعيد جوانب من التراث اللامادي الجبلي بشمال المغرب صدر للكاتب عبد الرحيم إبطي، ابن قرية عين باردة بجماعة البيبان بتاونات، كتاب جديد عن الدار المغربية العربية للنشر، يحمل عنوان "الجبل وأساطيره"، عبارة عن دراسات في التراث اللامادي الجبلي بشمال المغرب، بعدما صدر له سابقا ديوان شعر بعنوان "العابر في صمته" عن دار فضاءات بعمان الأردنية. ويقع هذا الكتاب في 209 صفحات من الحجم المتوسط، تتضمن 4 دراسات يلامس فيها ظواهر ومظاهر تراث جبلي أصيل ويفرد في إحداها حيزا مهما لمنطقة ودكة ببني زروال وأسطورة الحق الأمومي، وآخرين للصلاة المشيشية وحاكوزة ورمزية الذكورة ومضمراتها الروحية والثقافية، كما طبيعة البناء الطيني الجبلي ورمزيته. ويلامس هذا الكتاب بإسهاب جوانب كثيرة من حياة الإنسان الجبلي بمنطقة الشمال خاصة ناحية تاونات من حيث يتحدر الكاتب، ونقل كل ما تزخر به من طقوس ومحكيات وأساطير نفض الغبار عنها في محاولة للحفاظ عليها لما يهددها من تناس ونسيان، يحاول تداركه بتسليط الضوء عليها في هذه الدراسات والمباحث. ويعتبر الكتاب ثمرة تقص وبحث دام سنوات طويلة قضاها الباحث في تنقل بين المناطق المعنية ومجالسته لشيوخها صاحبهم وأنصت إليهم، قبل أن يكتب كتابه كاشفا جوانب المدنس والمقدس والأنوثة والذكورة في الأسطورة الجبلية وغيرها من المواضيع والمواقف والأفكار التي استقاها ميدانيا ومما دونه مهتمون. وتحاول هذه الدراسات التفكير في قديم سردية أنثروبولوجية حول الجبل وأهميته الثقافية، عبر أسطورة "متحللة إلى مجموعة من الخرافات المتفرقة التي تقادم عليها الزمن وتحول العديد من تفاصيلها الصغيرة الموحية ووقائعها الدالة، إلى فلكلور شعبي تطغى على لوحاته الجوانب والأبعاد الاستعراضية" يقول إبطي. ويؤكد أن هذه الأبعاد تتخذ طابع الفرجة السطحية واللعب المجاني. لكن الباحث أصر على التعريف بأهم أسرار هذه الأسطورة المحلية واستنطاق مضمراتها الرمزية الدالة إيمانا منه بأن "أساطير الجماعات والشعوب القديمة، تظل حية في الذاكرة الجمعية والوجدان الإنساني ولا تتوقف وقائعها وأحداثها عند الماضي». حميد الأبيض (فاس)