“ديستي”… رقابة الميولات المتطرفة عن بعد

الخلايا الإرهابية المفككة رصد أفرادها من قبل جهاز الاستخبارات في إطار الأمن الاستباقي لم تكن خرجة وزير الداخلية الإسباني، في آخر شهر من السنة الماضية، مجاملة أو محاولة لاستمالة عواطف، بقدر ما كانت تعبيرا عن الثناء لجهود أمنية مغربية، صدت أخطارا عن الجارة الشمالية، ومكنت من استباق جرائم إرهابية كان يخطط لها في السر، وساهمت بقدر كبير في الوصول إلى جحور المتطرفين في نفوذ السلطات الإسبانية.الاعتراف الإسباني بالجهود المغربية في مجال مكافحة الإرهاب، ليس إلا عنوان لمرحلة جديدة، أنتجت فيها الأجهزة الأمنية أسلوبا استباقيا، لتفكيك الخلايا الإرهابية، مكن من إسقاط العديد من الخلايا النائمة أو التي كانت تستعد لوضع اللمسات الأخيرة على مخططاتها التخريبية.وتعتمد هذه السياسة الاستبقاية على مضاعفة العمل الاستخباراتي، والتنسيق بين كل المصالح المتداخلة، للوصول إلى نتائج ملموسة، تقود إلى التنسيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المتخصصة، لتفكيك الخلايا الإرهابية.فعمل الاستخبارات المغربية تطور بشكل كبير، إذ في الثلاثة أشهر الأخيرة التي استبقت العام الجديد، رصدت مخططات إرهابية جادة، كانت تخطط لمشاريع خطيرة. أولها مشروع توطين مقاتلين أجانب داخل المملكة والشروع في تنفيذ عمليات هدفها زعزعة استقرار المملكة ونشر الرعب.وهو المشروع الذي ظهر إلى العلن بعد الإعلان عن تفكيك خلية يقودها أستاذ للتعليم الابتدائي إضافة إلى ستة آخرين ممن استجمعت عناصر مراقبة التراب الوطني معلومات عنهم وعن أنشطتهم وتنسيقهم ومختلف جوانب حياتهم، وانتهت التحريات إلى أنهم خططوا لإيواء مقاتلين ينتمون إلى تونس، في إطار مشروع دولة الخلافة بالمغرب الكبير، واستنساخ العمليات الإرهابية التي يقوم بها إرهابيو "داعش" لزرع الرعب بتنسيق مع نظرائهم في الخارج، في أفق توفير الدعم اللوجيستيكي والبشري للتنظيم الأم، ومن بين مشاريعهم الإرهابية تصوير التصفيات الجسدية في حق الشخصيات المستهدفة. وكان آخر عمليات الاستخبارات، تلك التي تناولتها الصحف الإسبانية وامتدت رقعة الأبحاث فيها إلى الجارة الشمالية في تنسيق وثيق بين أجهزة أمن البلدين. وهي الجهود التي انتهت قبل أسبوعين، بتفكيك خلية، تبين أنها تنشط في شمال البلاد، وإسبانيا، كما أن أعضاءها يجندون ويستقطبون متطوعات قصد التحاقهن بتنظيم "داعش".وانتهت الأبحاث التي انطلقت بعد معلومات وفرتها "ديستي" بتنسيق مع المصالح الأمنية الإسبانية ، إلى أن الأعضاء المنتمين إلى الخلية ينشطون في كل من الفنيدق وسبتة ومليلية وبرشلونة، ويعملون على استقطاب متطوعات من جنسية مغربية وإسبانية قصد تسهيل التحاقهن بتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في سوريا والعراق. كما أن بعضهم لهم ارتباط بقادة ميدانيين مغاربة بداعش، والذين يحلمون بالقيام باعتداءات إرهابية داخل المملكة.وأسفر التنسيق الأمني عن اعتقال زعيمي الخلية بالفنيدق، موازاة مع اعتقال خمسة من شركائهما من طرف الأجهزة الأمنية الإسبانية، بمدن سبتة ومليلية وبرشلونة.وتورطت نساء في عمليات استقطاب متطوعات كان يتم شحنهن بالفكر الجهادي من طرف زعيمي هذه الخلية خلال اجتماعات سرية، وذلك قبل إلحاقهن بصفوف ما يسمى بالدولة الإسلامية، بهدف الزج بهن في عمليات انتحارية أو تزويجهن بمقاتلي هذا التنظيم الإرهابي.م . ص

“ديستي”… رقابة الميولات المتطرفة عن بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فدية لإطلاق مختطف بالناظور

انقطاع دواءين لعلاج السرطان يستنفر وزارة الصحة

مقالات ذات صلة