البدء في مشروع المهارزة الساحل لتحلية مياه البحر دون تدشين رسمي أعطت وزارة التجهيز والماء، قبل أيام، انطلاقة أشغال تهيئة مناطق المحطة الكبرى لتحلية مياه البحر، دون تدشين رسمي، كما كان متوقعا، ومعدا له منذ بداية السنة الجارية. وقال مصدر من جماعة البيضاء إن الأوراش الأولى انطلقت بالفعل في عدد من المحاور التي يتضمنها هذا المشروع، وتنفذ الشركات، أو مجموعات الشركات، التي حازت على الطلب العمومي الأشغال الأساسية في الموقع (جماعة المهارزة الساحل). وأكد المصدر نفسه أن اتفاقا بين الوزارة، صاحبة المشروع، وسلطات الجهة، اقتضى إعطاء انطلاقة الأشغال الكبرى لكسب الوقت، والوفاء بالأجندة الزمنية، خصوصا في ظل الضغط التي تشهده الموارد المائية بأكبر جهات المغرب، والرهانات المعقودة على هذا المشروع الضخم للتخفيف من ذلك. وأوضح المسؤول نفسه أن بعض الترتيبات كانت تجري في السابق لتدشين مشروع المحطة من قبل جلالة الملك خلال زيارة له للمدينة، دون أن يتمكن أحد من معرفة المعطيات اللاحقة. وقال المسؤول إن الخبر المؤكد، اليوم، هو إعطاء انطلاقة بناء أكبر مشروع لتحلية مياه البحر قاريا، التي اختير لها موقع جماعة المهارزة الساحل، موضحا أن هذا المشروع الضخم برمج في إطار تخفيف الأزمة المائية وإيجاد أحسن الحلول للاستجابة لمتطلبات سكان يتزايد عددهم بشكل مستمر بجهة البيضاء (حوالي 7 ملايين نسمة). ويقع المشروع على 50 هكتارا بجماعة المهارزة الساحل، إذ توقعت وزارة التجهيز والماء، أن تصل سعة المرحلة الأولى من محطة تحلية مياه البحر إلى 200 مليون متر مكعب، بينما ستصل سعتها النهائية 300 مليون متر مكعب في 2030، منها 250 مليون متر مكعب مخصصة لمياه الشرب و50 مليون متر مكعب لسقي أراض فلاحية. وتمكن ثلاثي مغربي- إسباني، يتكون من "إفريقيا غاز"، و"گرين أف أفريكا" المغربيتين، و"أكسيونا" الإسبانية (الشهيرة ببنائها لأكبر محطة شمسية بالعالم في ولاية نيڤادا)، من عقد اتفاق يروم إلى إحداث واستغلال المحطة الأكبر لتحلية المياه في إفريقيا. وقالت وزارة الماء والتجهيز إن الشركات الثلاث قدمت ثمنا "تاريخيا" في المغرب، إذ لا يتجاوز 4.5 دراهم للمتر المكعب، موضحة أن تكلفة تحلية مياه البحر في أكادير، على سبيل المثال، تصل إلى 10 دراهم للمتر المكعب، وبالنسبة إلى المكتب الشريف للفوسفاط، فإنها تصل إلى 5.88 دراهم للمتر المكعب. وتطمح هذه المُنشأة التي تندرج في إطار المخطط الوطني الجديد للمياه 2020-2027، إلى تحقيق تصنيف مميز يضعها في صدارة القارة الإفريقية، وتهدف إلى الإمداد المستدام بالماء الصالح للشرب، لكل من البيضاء الكبرى ومنطقة برشيد سطات ومنطقة الجديدة أزمور، إضافة إلى تعويض النقص المائي المسجل في حوض أم الربيع. وتروم المحطة تأمين تلبية الحاجيات المستقبلية من الماء الصالح للشرب بهذه الجهة، خاصة في ظل محدودية الموارد المائية الطبيعية وتفاقم ظاهرة ندرة المياه، بسبب تأثير التغيرات المناخية. يوسف الساكت